يتكون الجهاز العصبي من جزأين رئيسين؛ ألا وهما: الدماغ والنخاع الشوكي، وسيدور الحديث في هذا المقال حول الدماغ.[١]

ما هو الدماغ؟

يُمثل الدماغ (بالإنجليزية: Brain) أحد مكونات الجهاز العصبي المركزي، وهو كتلة من النسيج العصبي، ويبلغ وزنه نحو 1.4 كيلوغرام، ويقع في الجزء الأمامي من الرأس، ويتألف الدماغ من العديد من الخلايا العصبية التي ييلغ عددها بالمليارات، والدماغ مهم للتحكم في العديد من وظائف الجسم؛ فهو يوجه الاستجابات الحركية ويعمل على فهم المعلومات الحسية وتوجيهها،[٢][١] ومن الجدير ذكره أنّ الدماغ يمثل أحد أكبر أعضاء جسم الكائن الحي وأكثرها تعقيداً.[٣]


وظائف الدماغ

يؤدي الدماغ في الجسم العديد من الوظائف، والتي يمكن تلخيصها على النحو الآتي:[٤]

  • التحكم بوظائف الجسم غير الواعية أو التلقائية؛ كالتنفس، ونبضات القلب، والهضم، ودرجة الحرارة.
  • التحكم بالوظائف الواعية أو الحركية؛ كالحركة، والتوزان، والحديث، والوضعية، والإيماءات التي يُمليها الشخص.
  • التحكم بالتفكير، والسوكيات، والعواطف، والحواس المختلفة؛ كالسمع، والرؤية، ولمس الأشياء.


أجزاء الدماغ

يتشكل الدماغ من عدد من المناطق المتخصصة التي تعمل مع بعضها البعض، وهي كالآتي:[٣]

  • القشرة المخية: وتشكل الطبقة الخارجية من خلايا الدماغ، وتكون مسؤولة عن بدء الحركات الإرادية والتفكير عند الإنسان.
  • جذع الدماغ: ويقع بين النخاع الشوكي وبقية الدماغ، ويكون مسؤولاً عن التحكم بوظائف الإنسان الأساسية؛ كالنوم والتنفس.
  • العقد القاعدية: (بالإنجليزية: Basal Ganglia)، والتي تمثل مجموعة هياكل تقع في مركز الدماغ، وتعمل على تنظيم وتنسيق انتقال الرسائل العصبية بين مناطق الدماغ المختلفة.
  • المُخَيخ أو الدماغ الصغير: (بالإنجليزية: Cerebellum)، والذي يقع أسفل الدماغ، ويعمل على التحكم بالتنسيق والتوزان في الجسم.


يتألف الدماغ بصورةٍ أساسية من فصوص عدة، وهي كالآتي:[٣]

  • الفصوص الأمامية: وهي المسؤولة عن الوظائف الحركية، وحل المشكلات، والحكم على الأمور.
  • الفص الجداري: وهو المسؤول عن التحكم بوضعية الجسم، والشعور والإحساس، والكتابة اليدوية.
  • الفص الصدغي: وهو المسؤول عن التحكم بالذاكرة والقدرة على السمع.
  • الفص القذالي: وهو المسؤول عن التحكم بنظام المعالجة البصرية للدماغ.


يجدر بالذكر ان الدماغ مُحاط بما يُعرف بالسحايا والتي تُمثل طبقة من الأنسجة، ويُحيط بها جميعها بالجمجمة التي تعمل على حماية الدماغ من التعرض للإصابات.[٣]


كيف يعمل الدماغ؟

كما قلنا سابقاً فإن الدماغ يحتوي على مليارات الخلايا العصبية التي ترتبط مع بعضها للقيام بوظائفها، ويعمل وفقًا لنظام معقد سريع يصِل أعصاب الدماغ ببقية أعضاء الجسم، وهذا ما يجعل الاتصال سريعًا بين الدماغ والجسم، ويمكن ملاحظة ذلك عند وضع اليد على موقد ساخن، فسيُلاحظ أنّ جميع أجزاء الدماغ عملت معًا لتحفيز سحب يدكِ بسرعةٍ خلال ثوانٍ.[٥]


أبرز أمراض الدماغ

قد يصاب الدماغ بالعديد من الأمراض المختلفة، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:[٦]

  • إصابات الدماغ: والتي تحدث عادةً نتيجة التعرض لصدمة قوية تسببت بتلف أنسجة الدماغ، والخلايا العصبية، والأعصاب، بما يؤثر في قدرة الدماغ على التواصل مع باقي الجسم، ومن الأمثلة على إصابات الدماغ: الأورام الدموية، وجلطات الدم، وحدوث وذمة دماغية أو انتفاخ داخل الجمجمة، وارتجاج الدماغ، والسكتة الدماغية.[٧]
  • النوبات التشنجية: ومن الأمثلة عليها: مرض الصرع، وتتمثل هذه الحالة بوجود نشاط كهربائي مفرط بصورةٍ غير طبيعية في الدماغ، مما يتسبب بحدوث نوبات تشنجية.[٦]
  • عدوى الدماغ: وهناك العديد من أشكال عدوى الدماغ، ومنها:[٦]
  • التهاب السحايا الذي يتمثل بالتهاب البطانة التي تحيط بالدماغ أو النخاع الشوكي.
  • التهاب الدماغ الذي يتمثل بالتهاب أنسجة الدماغ نتيجة التعرض لعدوى فيروسية، وفي العديد من الحالات يكون التهاب السحايا مصاحباً لالتهاب الدماغ، وعندها تعرف الحالة بمصطلح التهاب السحايا والدماغ.
  • الخُراج الدماغي (بالإنجليزية: Brain abscess)، والذي يتمثل بتشكل جيب ممتلأ بعدوى بكتيرية في الدماغ.
  • أورام الدماغ: قد تكون أورام الدماغ أولية أو ثانوية، ففي الأولية يتشكل الورم في الدماغ نفسه، أمّا في الثانوية فإنّ الورم يتشكل في مواقع أخرى من الجسم لينتقل بعد ذلك إلى الدماغ، ومن الجدير بالذكر أن أورام الدماغ قد تكون حميدة أي غير سرطانية، وقد تكون خبيثة أي سرطانية، وقد لا تكون أورام الدماغ مصحوبةً بأعراض في جميع الحالات، وبشكلٍ عام فإنّ ظهور أعراض أورام الدماغ يعتمد على عوامل عدة؛ من أبرزها: حجم الورم وموقعه.[٧]
  • أمراض التآكل العصبي أو التنكس العصبي: (بالإنجليزية: Neurodegeneration)‏، وتمثل مجموعة من الحالات التي تؤثر في الخلايا العصبية الموجودة في دماغ الإنسان، ومن الأمثلة عليها: أمراض الخَرَف كالزهايمر، ومرض باركنسون، ومرض بريون (بالإنجليزية: Prion diseases)‏، وضمور العضلات الشوكي، و ضمور المخيخ والحبل الشوكي، ومرض هنتنغتون (بالإنجليزية: Huntington's disease)، وداء العصبون الحركي.[٨]
  • أمراض الدماغ المرتبطة بالمناعة الذاتية: والتي تتضمن التهاب الأوعية الدموية في الدماغ، والتصلب المتعدد (MS) الناجم عن مهاجمة الجهاز المناعي في الجسم الأعصاب عن طريق الخطأ بما يتسبب بتلفها والإضرار بها.[٦]


المحافظة على صحة الدماغ

كما بينا سابقًا فإنّ الدماغ يُعد جزء مهم من أجزاء الجسم بل هو أساس الجسم، ولذلك ينبغي على الشخص الحفاظ عليه، ويكون ذلك باتباع حياة صحية والابتعاد عن الأمور التي قد تُسبب الإضرار بالدماغ، ونذكر طرق المحافظة على صحة الدماغ ما يأتي:[٩]

  • تحسين اللياقة العقلية: وذلك من خلال ممارسة أنشطة تحفز التفكير لدى الشخص، أو القراءة، أو تعلم أشياء جديدة، إذ إنّ ذلك ذو دور في تكون خلايا جديدة في الدماغ.
  • الحرص على حماية الرأس من التعرض للإصابات: ويكون ذلك من خلال ربط حزام الأمان عند ركوب السيارة وارتداء الخوذة عند ممارسة الرياضات التي تتضمن احتكاكاً جسدياً أو قد يكون الشخص عُرضة للإصابة عند ممارستها.
  • ممارسه الرياضة بانتظام: وبخاصة التمارين الهوائية التي تحُفز تدفق الدم إلى الدماغ وجميع أنحاء الجسم.
  • الإقلاع عن التدخين: نظراً لكونه قد يتسبب بتراجع قدرات الشخص ومعرفته.
  • الاستماع إلى الأفكار والمشاعر: ويمكن الاستعانة بمذكرات لتدوين ما يجوب الخاطر، والأمور التي يعتقد بكونها تؤثر في حياة الشخص أو حالته المزاجية والنفسية.
  • الحرص على النوم لساعات كافية: وذلك بنحو سبع إلى ثماني ساعات خلال الليلة الواحدة، ويُنصح بأن يكون النوم لساعاتٍ متواصلة وليس بصورةٍ متقطعة.[١٠]
  • اتباع نظام غذائي صحي للدماغ: إذ يُوصي الخبراء بالنظام الغذائي الغني بالأطعمة النباتية، والأسماك، والحبوب الكاملة، والدهون الصحية كزيت الزيتون، وفي ذات الوقت يُنصح بالتقليل من كميات اللحوم الحمراء والملح في النظام الغذائي.[٥]
  • التفاعل الاجتماعي: يُنصح بتعزيز التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين لما لذلك من دور في التخفيف من المشاكل العقليلة والنفسية؛ كالتوتر والاكتئاب اللذان قد يتسببان بفقدان الذاكرة في النهاية، ويُعتد بأن اعتزال الآخرين والبقاء منفرداً قد يرتبط بالإصابة بضمور الدماغ.[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب "anatomy-of-the-brain"، hopkinsmedicine، اطّلع عليه بتاريخ 24/4/2021. Edited.
  2. "brain", britannica, Retrieved 24/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "picture-of-the-brain", webmd, Retrieved 24/4/2021. Edited.
  4. "your-brain", ageuk, Retrieved 24/4/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Slide show: How your brain works", mayoclinic, Retrieved 24/4/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "brain-diseases", webmd, Retrieved 24/4/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "brain disorders"، healthline، اطّلع عليه بتاريخ 24/4/2021. Edited.
  8. "WHAT IS NEURODEGENERATIVE DISEASE?", neurodegenerationresearch, Retrieved 24/4/2021. Edited.
  9. "brain health tips", healthline, Retrieved 24/4/2021. Edited.
  10. "5-tips-to-keep-your-brain-healthy", mayoclinichealthsystem, Retrieved 24/4/2021. Edited.