أسباب احمرار الرقبة عند الرضع

يمتلك الأطفال الرضع بشرةً ناعمةً وحساسة تحتوي على الكثير من الثنيات،^[١] كما أنّ الرضع لا يستطيعون تثبيت رقبتهم باستقامة خلال ال 4-6 شهور الأولى من حياتهم،^[٢] وقد تزيد هذه العوامل من فرصة تعرّض الجلد في منطقة الرقبة لديهم لمشكلاتٍ معينة تسبب احمرارها، ولحسن الحظ فإنّ مُعظمها لا يستدعي القلق،^[١]وهذا ما سنوضّحه في السطور القادمة.

ما هي أسباب احمرار الرقبة عند الرضع؟

تتعدد أسباب تعرّض الرضع لاحمرار الرقبة، ومنها:

العدوى الفطرية

قد تسبب هذه العدوى احمرارًا على رقبة الطفل الرضيع بسبب تكاثر نوع من الفطريات المعروفة بالكانديدا (المبيضات)، إذ توفر الثنيات الموجودة في منطقة الرقبة بيئةً مناسبةً لتكاثر الفطريات من حيث الرطوبة والدفء، وقد يظهر هذا الطفح كالآتي:^[٢]

• بقع حمراء خشنة.
• احمرار في ثنيات الجلد.
• احمرار مرتفع عن سطح الجلد.
• بقع محمرة يُصاحبها ظهور النتوء.

طفح سيلان اللّعاب

عندما يبدأ الطفل بالتسنين، قد يزيد سيلان اللعاب إلى خارج الفم، ويعدّ اللعاب بيئةً ملائمةً لنموّ البكتيريا، كما أنّه قد يكون مصحوبًا بقطع الطعام والإنزيمات الهاضمة، مما قد يسبب تهيّج البشرة في مناطق عديدة من الجسم بما فيها الرقبة، كما قد يؤدي إلى ظهور البقع الحمراء الجافة الّتي يُطلق عليها طفح سيلان اللعاب أو التسنين، وهو غالبًا ما يظهر على الطفل بين عمر 6 شهور والسنة (مرحلة التسنين).^[٣]

طفح الحرارة

ويُعرف أيضًا باسم طفح الحر أو طفح العَرَق، وهو الطفح الجلدي الّذي يظهر غالبًا في فصل الصيف مع ارتفاع درجات حرارة الجو، ويكون على صورة حبوب محمرّة على الرقبة قد تسبب الحكة، ويظهر بسبب زيادة العَرَق وتراكمه تحت الجلد، الأمر الّذي قد يسبب سد القنوات العَرَقية.^[١]

بقع السلمون

تسمّى أيضًا عضة اللقلق، وهي تمثّل طفح جلدي يظهر على مؤخرة الرقبة لدى الطفل الرضيع، وهي أوعية دموية بسيطة ناجمة عن تأثير هرمونات الأم، ويكون من المتوقع أن تزول من تلقاء نفسها بعد مضيّ بضعة أسابيع أو شهور من الولادة، لكنّها قد لا تزول أبدًا في بعض الحالات.^[٤]

التهاب الجلد الدهني

تُعرف أيضًا باسم قبعة المهد، وقد تظهر هذه المشكلة على الطفل بين عمر أسبوعين والسنة، وغالبًا ما تكون على صورة بقع مقشّرة حمراء أو صفراء اللون على فروة الرأس، كما قد تنتشر فتسبب احمرارًا في ثنايا الجلد في منطقة الرقبة أو في أجزاء مختلفة من الجسم، وقد تظهر بسبب زيادة إنتاج الزيت من الغدد الدهنية، أو بسبب أحد أنواع الفطريات (الملاسيزيا).^[٥]

الإصابة بالحصبة

قد تظهر الحصبة في البداية على صورة أعراض زكام اعتيادية إلى جانب احمرار العينين وزيادة حساسيتها للضوء، وغيرها من الأعراض، ثم بعد بضعة أيام تظهر البقع والطفح المحمر أو الداكن على الرأس أو الرقبة، وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.^[٦]

كيف يمكن التخلّص من احمرار الرقبة عند الرضع؟

إن علاج احمرار رقبة الرضع قد لا يكون له داعٍ؛ فقد يختفي الاحمرار وحده في الكثير من الحالات، لكنّه قد يكون مزعجًا خلال فترة ظهوره، لذا يُنصح باستخدام ملابس ذات أقمشة خفيفة للرضيع، ويمكن استخدام الكمادات الباردة، كما يجب الحفاظ على نظافة المنطقة، فقد تساهم هذه النصائح في تخفيف الأعراض،^[٧] لكن توجد بعض الحالات المُصاحبة لحدوث الاحمرار الّتي تستدعي مراجعة الطبيب، ومنها:^[٤]

• وجود الحرارة وضعف التغذية لدى الرضيع، خصوصًا في الشهور الأولى من عمره.
• وجود احمرار وظهور بقع شفافة صفراء اللون ممتلئة بمادة سائلة، فقد يدل ذلك على حدوث الالتهاب.
• وجود نقاط صغيرة حمراء اللون منتشرة على جسم الرضيع لا تخف عند الضغط عليها بالإصبع، فقد تدل على الالتهاب.

ملخص المقال

قد يحدث احمرار رقبة الرضيع لأسباب عديدة ومتنوعة، معظمها بسيط ويسهل التعامل معه، كالإصابة بعدوى فطرية في منطقة الرقبة، أو حدوث طفح سيلان اللّعاب، أو الطفح المصاحب للحرارة، أو بسبب هرمونات الأم، وأحيانًا قد يكون هذا الاحمرار عبارة عن امتداد لحالة التهاب الجلد الدهني أو مشكلات أخرى.