يعتبر البروستاغلاندين (بالإنجليزية: Prostaglandin) مادة شبيهة بالهرمون، تساهم في مجموعة واسعة من الوظائف في الجسم، مثل انقباض وارتخاء العضلات الملساء، وتمدد الأوعية الدموية وانقباضها، والتحكم في ضغط الدم، كما يلعب البروستاغلاندين دوراً في حدوث الالتهاب في جسم الإنسان، وسنتحدث في هذا المقال عن تفاصيل البروستاغلاندين.[١]
هرمون البروستاغلاندين
يعرف البروستاغلاندين على أنه مادة كيميائية يتم إنتاجها بشكل طبيعي في الجسم، ولها خصائص شبيهة بالهرمونات، ويتم إنتاجها في مناطق مختلفة من الجسم بحسب الحاجة له على عكس الهرمونات التي يتم إنتاجها من غدد مُعيّنة وتنتقل عبر مجرى الدم، ويعمل البروستاغلاندين على التحكم بعمليات الجسم المختلفة في المكان الذي يصنع فيه، ومن الجدير بالذكر أن الجسم يحتوي على حوالي 20 نوعًا مختلفًا من هرمون البروستاغلاندين ولكل منها وظيفة مختلفة.[٢][٣]
وظيفة هرمون البروستاغلاندين
توجد العديد من الوظائف لهرمون البروستاغلاندين، والتي نذكر من أبرزها ما يلي:[٤]
- تفعيل الاستجابة الالتهابية، والتسبب بالشعور بالألم وحدوث الحمى، ويعد ذلك رد فعل من الجسم لمساعدته على التعافي.
- تشكيل الجلطات أو الخثرات الدموية عند حدوث تلف في أحد الأوعية الدموية.
- تحريض تقلصات الرحم عند الولادة.
- التحكم في عملية الإباضة، كما قد يؤثر في الدورة الشهرية.[٥]
- ضبط إنتاج الأحماض الهضمية، وزيادة إنتاج المخاط الذي يعمل على حماية بطانة المعدة.[٤]
- زيادة تدفق الدم إلى الكلى.[٤]
- توسع أو تضيق الأوعية الدموية.[٣]
- انقباض القصبات الهوائية وتضيق مجرى التنفس.[٣]
آلية التحكم بإفراز هرمون البروستاغلاندين
يعتمد إنتاج هرمون البروستاغلاندين على نشاط إنزيمات الأكسدة الحلقية (بالإنجليزية: Cyclooxygenase) أو اختصارًا (COX)، والتي تكون موجودة على شكل نوعين من النظائر؛ هما (COX-1) و(COX-2)، وتعمل هذه النظائر على إنتاج هرمون البروستاغلاندين على النحو التالي:[٦]
- يتواجد إنزيم (COX-1) على نحو أساسي في معظم الخلايا، ويعمل على إنتاج هرمون البروستاغلاندين لتنظيم العمليات التي تتم في الجسم بشكلٍ طبيعي، مثل الحفاظ على توازن الجسم وحماية بطانة المعدة.[٦]
- يتم إنتاج إنزيم (COX-2) فقط في حالة التعرض للمنبهات الالتهابية، وبعض الهرمونات، وعوامل النمو،[٦] حيث يؤدي تعرض الجسم للإصابة إلى تحفيز إنتاج المزيد من البروستاغلاندينات للتعامل مع هذه الإصابة.[٥]
المستوى الطبيعي لهرمون البروستاغلاندين
وفقًا لقسم علم الأمراض التابع لجامعة ميشيغان (University of Michigan Department of Pathology)، يتراوح المستوى الطبيبعي للبروستاغلاندين ما بين 35 إلى 115 بيكوغرام لكل مليلتر،[٧] وبشكلٍ عام لا يدوم هرمون البروستاغلاندين لمدة طويلة في الجسم، إذ يتم تفكيكه بعد الانتهاء من أداء وظيفته، وذلك للحد من نشاطه، فمن الممكن أن تؤدي المستويات العالية منه إلى زيادة الالتهاب والألم.[٣]
ارتفاع مستوى هرمون البروستاغلاندين
يتم إنتاج مستويات عالية من هرمون البروستاغلاندين بصورةٍ طبيعية في حالة التعرض للإصابة أو العدوى، مما يسبب الالتهاب الذي بدوره يؤدي إلى ظهور أعراض تشمل الاحمرار، والانتفاخ، والألم، والحمى، ويعتبر ذلك جزء مهم من عملية التعافي الطبيعية للجسم، وبالرغم من أن ذلك يُعدّ استجابة طبيعية للجسم، إلا أنه في بعض الحالات يتم إنتاج كمية زائدة من هرمون البروستاغلاندين مما يؤدي إلى حدوث التهابات غير مرغوب بها أو غير طبيعية، وبالتالي التسبب بالعديد من الحالات المرضية، مثل: التهاب المفاصل، وغزارة نزيف الحيض، وتشنجات الدورة الشهرية المؤلمة، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن استشارة الطبيب حول إمكانية استخدام الأدوية التي تثبط عمل إنزيمات الأكسدة الحلقية؛ مثل الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) والآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، مما يؤدي إلى تقليل إنتاج هرمون البروستاغلاندين، وبالتالي تخفيف أعراض الالتهاب، كما يمكن استخدام دواء الأسبرين لمنع تخثر الدم لدى مرضى القلب.[٥]
نقص مستوى هرمون البروستاغلاندين
توجد بعض الحالات التي يكون فيها مستوى البروستاغلاندين منخفضًا، وقد يستدعي ذلك استخدام هرمون البروستاغلاندين الصناعي لرفع مستوياته بعد استشارة الطبيب، ونذكر من هذه الحالات ما يلي:[٥]
- ضعف انقباضات الرحم، بحيث تحتاج المرأة البروستاغلاندين الصناعي لتحفيز عملية الولادة، أو للإجهاض في حال وجود مشاكل في الحمل.
- قرحة المعدة.
- المياه الزرقاء في العين (بالإنجليزية: Glaucoma).
- أمراض القلب الخلقية عند الأطفال حديثي الولادة.
الأدوية التي تحتوي على البروستاغلاندين
توجد العديد من الأدوية التي تحتوي على البروستاغلاندين والتي قد تؤثر في مستوياته في الجسم، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأدوية تستخدم بعد استشارة الطبيب، ونذكر منها ما يلي:[٨]
- كاربوبروست تروميثامين (بالإنجليزية: Carboprost tromethamine)، ويستخدم لعلاج نزيف الرحم بعد الولادة.
- دينوبروستون (بالإنجليزية: Dinoprostone)، ويستخدم لتحفيز عملية الولادة أو الإجهاض، ولعلاج بعض أنواع السرطانات.
- الميسوبروستول (بالإنجليزية: Misoprostol)، ويستخدم لتقليل خطر الإصابة بقرحات المعدة الناجمة عن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).
- جيميبروست (بالإنجليزية: Gemeprost)، ويستخدم لتليين عنق الرحم وتوسيع الرحم قبل الإجراءات الجراحية التي تتم عبر عنق الرحم.
- ترفوبروست (بالإنجليزية: Travoprost)، ويستخدم في علاج ارتفاع ضغط العين بسبب المياه الزرقاء أو علاج ارتفاع ضغط الدم في العين.
- لاتانوبروست (بالإنجليزية: Latanoprost)، ويستخدم لعلاج ارتفاع ضغط العين.
- تريبروستينيل (بالإنجليزية: Treprostinil)، ويعمل على توسيع الأوعية الدموية، وكذلك فهو يستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم الشرياني الرئوي.
المراجع
- ↑ "Definition of Prostaglandin", www.rxlist.com, Retrieved 19/5/2021. Edited.
- ↑ "What Are Prostaglandins?", www.everydayhealth.com, Retrieved 19/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث " Prostaglandins' Impact on Inflammation and Pain ", www.verywellhealth.com, Retrieved 19/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت " Prostaglandins ", www.chem.libretexts.org, Retrieved 19/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Prostaglandins", www.yourhormones.info, Retrieved 19/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Prostaglandins and Inflammation", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 19/5/2021. Edited.
- ↑ "Prostaglandin D2", umich, Retrieved 16/6/2021. Edited.
- ↑ "Prostaglandins", www.go.drugbank.com, Retrieved 19/5/2021. Edited.