العنف ضد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وكيفية التعامل معه

الاحتياجات الخاصة هو مصطلح شامل لمجموعة واسعة من التشخيصات، الّتي قد تكون بسيطة كالحاجات الأساسية التي لا يستطيع الطفل القيام بها، والأنشطة التي لا يقوى على ممارستها، وقد تكون معقّدة تسبب تحديًا حقيقيا له في الحياة، وقد يعاني الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة من تأخرات في النمو، أو حالات طبية، أو نفسية أو خلقية، مما قد يجعلهم عُرضة للعنف من قِبل الآخرين.^[١]

العنف ضد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

من أهم المعلومات بشأن العنف ضد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وأنواعه:

تعريف العنف ضد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وأنواعه

قد يتعرّض الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لأشكال مختلفة من العنف، حيث يتم تعريف العنف على نطاق واسع بأنه أي فعل، أو تهديد بالاعتداء من أي من الأنواع الآتية:^[٢]

• العنف الجنسي.
• العنف الجسدي.
• العنف النفسي.
• الإهمال.
• سوء المعاملة.

إحصائيات خاصة بالعنف ضد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

أظهرت مراجعة أجرتها منظمة الصحة العالمية ونشرتها مجلة ذا لانسيت الطبية (The Lancet)، أنّ الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة عرضة للعنف بمعدل أربع مرات أكثر من الأطفال الطبيعيين، ويجدر بالذكر أنّ الأطفال الذين يعانون من إعاقة مرتبطة بمرض عقلي أو إعاقات ذهنية هم من بين أكثر الفئات ضعفًا، وأكثرها عرضًة للعنف الجنسي مقارنًة بأقرانهم غير المعوقين.^[٣]

وعلى الرغم من وجود ما يقارب 93 مليون طفل يعانون من إعاقات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، إلا أنّه لا تزال هذه الظاهرة غير موثّقة إلى حدٍ كبير بسبب مجموعة متنوعة من الأسباب، بما في ذلك حقيقة أن بعض أشكال العنف ضد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في بعض البلدان قد تكون مقبولة اجتماعيًّا ولا يُنظر إليها على أنها مسيئة، أو تعدّ الحوادث من الشؤون الأسرية.^[٢]

أسباب العنف ضد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

توجد العديد من الأسباب الّتي قد تزيد من ظاهرة العنف ضد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد تكون هذه الأسباب من الأهل، أو المجتمع، أو الجهتين معًا، ومن أبرز هذه الأسباب:^[٤]

• نقص الدعم والتحفيز الاجتماعي لمن يعتنون بهؤلاء الأطفال، خاصّةً الأهل والأسرة.
• تسجيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مؤسسات قد يزيد من تعرّضهم للعنف، حيث إنّ الأطفال الذين يعانون من إعاقات في التواصل قد يعانون من مشكلات في الكشف عن العنف ضدهم.
• إهمال احتياجات الأطفال ذوي الإعاقة وعدم وجود استراتيجيات محددة لمنع العنف أو تخفيف عواقبه.
• النّظر إلى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على أنّهم لعنة وسبب عار للأسرة والمجتمع في بعض البلدان.^[٥]
• عدم القدرة على فهم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من قِبل المدرسين قد يجعلهم عرضة للضرب، والتنمر، وسوء المعاملة في المدرسة.^[٦]

تأثيرات العنف ضد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة

قد يقوم بعض الأهل بعدم إرسال أطفالهم من ذوي الاحتياجات الخاصة للمدارس خوفًا من العنف الّذي قد يتعرّضون له، مما يؤدي إلى حرمان الأطفال من العديد من الفوائد الّتي يوفّرها الذهاب للمدارس، مثل:

• الحصول على التعليم المثالي والمناسب.
• الثقة بالنفس.
• دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع الآخرين وتقبّل الأقران لهم وتكوين الصداقات.
• الاعتماد على النفس والاستقلالية في المستقبل.

كيفية التعامل مع ظاهرة العنف ضد الأطفال

مع مناقشة الجمعية العامة حول حقوق الأطفال ذوي الإعاقة وكيفية التعامل معهم، قرّرت تعزيز طرق لمعالجة حقوق الأطفال للمضي قدمًا في عملية إنشاء مؤسسات مزودة بالموارد المطلوبة لمنع حوادث العنف والتصدي لها، ومن ضمن الاستراتيجيات اللازم اتّباعها للحد من هذه الظاهرة:^[٧]

• اعتماد تشريعات في جميع البلدان تحظر جميع أشكال العنف ضد الأطفال، بمن فيهم الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة في جميع الأماكن.
• إنشاء آليات مجهزة بموارد جيدة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع البلدان لمنع حوادث العنف والتصدي لها.
• الاستثمار في الوعي والمعلومات، وذلك يشمل البحث عن الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة وكشف العنف الذي يحصل ضدهم والذي يضر بالتمتع بحقوقهم.
• التعاون مع أسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ودعمهم ماديًا ومعنويًا، والتعاون مع المنظمات التي تعزز حماية حقوقهم.

ملخص المقال

بسبب الانتشار الكبير لهذه الظاهرة، توجد حاجة ماسة ومُلحّة إلى جمع بيانات موثوقة حول هذه الظاهرة، وجمع التقارير من الأطفال الذين تعرّضوا لسوء المعاملة الجسدية أو الجنسية من أصحاب المؤسسات ومن الأهل، لتوعية المجتمع المدني بهذه القضية، ويجب على المجتمع أن يوفر لهم كل ما هو ممكن لتحقيق الاستقلال قدر الإمكان، كالصحة، والتعليم، والعمل، والحياة الاجتماعية، وتشجيعهم على ارتياد المناصب والوظائف المختلفة.