تركيب الجسم المضاد

الجسم المضادّ (Antibody) والذي يُطلق عليه أيضًا مصطلح الغلوبولين المناعيّ (Immunoglobulin)، هو‏ أحد أنواع البروتينات المناعيّة التي يتمّ إنتاجها من الخلايا اللمفيّة البائيّة (B-cell)،^[١] فما هو تركيب الأجسام المضادة؟ وهل لها أي أنواع؟

ما هو تركيب الجسم المضاد؟

تشبه الأجسام المضادّة شكل حرف Y وتنقسم إلى ثلاثة أجزاء متساوية تقريبًا،^[١] ويحتوي كل جسم مضادّ على 4 سلاسل متعدد البيبتيد (Polypeptide) يتمّ الربط فيما بينها بروابط ثنائيّة الكبريتيد (Disulfide bonds)،^[٢] ونوضح في الآتي تفصيل أجزاء وتركيب الجسم المضاد:

السلسلة الثقيلة والسلسلة الخفيفة

السلسلة الثقيلة (Heavy chain) والسلسلة الخفيفة (Light chain) تقعان ضمن منطقة الشدفة الرابطة للمستضدّ (Fragment antigen binding) واختصارًا Fab، ويمتلك كل جسم مضادّ اثنتين من السلاسل الثقيلة واثنتين من السلاسل الخفيفة، ويمكن توضيح بعض المعلومات عنهما كالآتي:^[٢]

• تحتوي السلاسل الثقيلة على 440 حمض أمينيّ تقريبًا، وتُعدّ بأنّها الجزء المسؤول عن فاعليّة الجسم المضادّ وتصنيفه.
• تحتوي السلاسل الخفيفة على 220 حمض أمينيّ.

المناطق المتغيرة

المناطق المتغيرة من الجسم المضادّ (Variable regions) هي المناطق المسؤولة عن التنوّع في فاعليّة الأجسام المضادّة، ويحتوي كل جسم مضادّ على 3 مناطق مسؤولة عن فاعليّته والمعروفة بمناطق تحديد التكامل (Complementarity determining regions) واختصارًا CDRs، وفي كل واحدة من هذه المناطق ما يقارب 10 أحماض أمينيّة متغيّرة تحدّد الفاعليّة، كما أنّها المناطق التي يرتبط فيها الجسم المضاد بالجسم الغريب الذي اقتحم جسم الإنسان.^[٣]

المناطق الثابتة

المناطق الثابتة من الجسم المضادّ تحتوي على نفس تسلسل الأحماض الأمينيّة في جميع الأجسام المضادّة التي تتبع نفس النوع، كما يجدر الذكر أنّ ساق الجسم المضادّ يحتوي فقط على مناطق ثابتة التي تمثل جزءًا من السلاسل الثقيلة.^[٤]

الأجزاء الأخرى

بالإضافة إلى الأحماض الأمينيّة فإنّ الجسم المضادّ يحتويّ في تركيبته على السكريّات؛ لذلك يُصنّف كأحد أنواع البروتينات السكريّة (Glycoproteins)، ويمكن للأجسام المضادّة الارتباط مع بعضها لتشكل أجسامًا أكبر حجمًا، وقد تتوفر بشكلٍ مفرد، أو ثنائيّ، أو رباعيّ، أو خماسيّ.^[٢]

ما هي أنواع الأجسام المضادّة؟

يمتلك كل نوع من الأجسام المضادّة صفات خاصّة تساهم في تعزيز دوره في وقاية الجسم من الأمراض والأجسام الغريبة، ويمتلك الجهاز المناعيّ للإنسان 5 أنواع مختلفة من الأجسام المضادّة نبيّنها فيما يأتي:^[٥]

• الغلوبولين المناعيّ ج (IgG)

يمثل النسبة الأكبر من الأجسام المضادّة في الجسم بنسبة 75% تقريبًا، ويُساهم في القضاء على الأجسام الغريبة عن طريق تعريفها للجهاز المناعي لكي تقوم خلايا الجهاز المناعي المختلفة بالقضاء عليه أو من خلال القضاء على هذه الأجسام الغريبة بصورة مباشرة، كما يلعب دورًا كبيرًا في أمراض المناعة الذاتيّة، وذلك عندما يحدث اضطراب لوظائف الغلوبولين المناعيّ ج.

• الغلوبولين المناعيّ أ (IgA)

ثاني أكثر أنواع الأجسام المضادّة انتشارًا بنسبة 15% تقريبًا، وينتشر في مناطق الأغشية المخاطيّة في الجسم مثل الأنف، والأمعاء، والمهبل، والإفرازات السائلة للجسم.

• الغلوبولين المناعيّ م (IgM)

ويعد من أوائل أنواع الأجسام المضادّة التي تستجيب للعدوى، إذ يقوم بتحفّيز باقي أنواع الخلايا المناعيّة والأجسام المضادّة.

• الغلوبولين المناعيّ هـ (IgE)

وهي الأجسام المضادّة المسؤولة عن ردّات الفعل التحسسيّة للجسم، وتنتشر في الرئتين، والجلد، والأغشية المخاطيّة.

• الغلوبولين المناعيّ د (IgD)

أقل أنواع الأجسام المضادّة انتشارًا في الجسم، ويرتبط بالخلايا اللمفيّة البائيّة لتحفيز عمل الغلوبولين المناعيّ م.

ملخص المقال

تركيب الجسم المضادّ ينقسم إلى أجزاء ثابتة وأجزاء متغيّرة، والأجزاء المتغيّرة منه هي المسؤولة عن فاعليّة الجسم المضادّ أمّا الأجزاء الثابتة منه فمسؤولة عن تحديد نوع ووظيفة الجسم المضادّ، وتنقسم الأجسام المضادّة إلى سلاسل ثقيلة وسلاسل خفيفة، وللأجسام المضادّة في الجسم 5 أنواع مختلفة لكل منها مواقع انتشار محدّدة، وأكثر هذه الأنواع شيوعًا الغلوبولين المناعيّ ج.