يعدّ التنفس من أهم العمليات الحيوية في الجسم، ولاكتمالها بالشكل الصحيح لا بدّ أن يكون الهواء نقيًّا، ولكن قد يتعرض العديد من الأشخاص لتلوث الهواء الذي ينجم عن العديد من المصادر، مثل المواد الكيميائية، أو مواد البناء، أو عوادم السيارات، وغير ذلك من الجزيئات أو الغازات الضارة، وبالطبع لهذا التلوث العديد من الأضرار التي تؤثر في الآخرين على اختلاف أعمارهم،[١] ولكن ماذا عن أضرار تلوث الهواء على الأطفال؟

أضرار التلوث على الأطفال

قد يسبب تلوث الهواء أضرارًا ملحوظة ومباشرة، مثل: التهاب العين، والتهاب الحلق، والسعال، ولكن في الحقيقة هناك العديد من الأضرار الكامنة الأكثر خطورة، والتي تتطلب بعض الوقت لتكون ظاهرة، وتعدّ أصغر جزيئات التلوث هي الأكثر خطورة، إذ إنها تصل للرئتين، وتنتقل عبر مجرى الدم، وهذا يعني أنها ستدور في أنحاء الجسم، وبالتالي ليس غريبًا أن يكون لها العديد من الأضرار التي تؤثر في الأطفال،[٢] ومنها نذكر التالي:

  • التهابات الجهاز التنفسي السفلي الحادة: التي تؤثر في الشعب الهوائية والرئتين، ويكون هذا ناجمًا عن التدخين في المنزل، أو استخدام وسائل غير آمنة للطهي، أو التعرض للتلوث الخارجي.[٣]
  • إلحاق الضرر برئة الأطفال: علمًا أنّ هذا يحدث حتى لو تعرّض الطفل لمستويات قليلة من التلوث، كما قد يسبب الربو،[٣] كما أنّ الرئة قد يقل حجمها تدريجياً، وهذا يعد من التأثيرات طويلة الأمد.[٢]
  • زيادة فرصة الإصابة بالأمراض المزمنة: مثل أمراض القلب، والأوعية الدموية، وقد يكون هذا في مراحل لاحقة من حياة الطفل، كما أنّه ناجم عن التعرض لمستويات عالية من التلوث،[٣] وقد يعزى السبب في هذا إلى حدوث تغيرات في جهاز المناعة لدى الطفل.[٤]
  • زيادة فرصة الإصابة بالسرطانات.[٣]
  • التأثير السلبي في النمو العصبي: مثل التسبب بالتهاب خلايا الدماغ، وهذا ينعكس سلبًا على النمو العقلي والحركي للطفل، كما يساهم في انخفاض القدرة المعرفية والفكرية للطفل.[٣][٢]



وجد الباحثون في دراسة تحليلية، من خلال تتبع 1,759 من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عاماً، أنّ الأطفال الذين تربوا في بيئة ملوثة كانوا أكثر عرضة لحدوث انخفاض في نمو الرئة.



لماذا يتأثر الأطفال أكثر من غيرهم من تلوث الهواء؟

يعدّ الأطفال أكثر عرضة للتلوث من غيرهم بسبب التالي:[٥]

  • تنفس الأطفال كميات كبيرة من الهواء: إذ إن رئتي الأطفال تكون لا تزال في مرحلة النمو وتحتاج كميات كبيرة من الأكسجين.
  • تطور معظم الحويصلات الهوائية في رئتي الطفل بعد الولادة: وفي الحقيقة يكتمل نموها عند بلوغهم، علمًا أنّ الحويصلات الهوائية تعد المكان الذي يتم فيه نقل الأكسجين إلى الدم.
  • عدم اكتمال تطور دفاعات الجسم التي تحارب العدوى لدى الطفل: إذ إنّها تستمر بالتطور وصولًا لمرحلة الشباب، كما أنّ الممرات الأنفية لديهم تكون لا تزال غير فعالة، فضلًا عن أن الحاجز المحيط بالدماغ والذي يوفر له الحماية لم يكتمل بعد.[٦]
  • امتلاك الأطفال نشاط وسلوك يختلف عن البالغين: إذ إنّ الأطفال يزحفون على الأرض، وقد يكون المكان ممتلئًا بالغبار والأوساخ، كما يتبعون هذا بوضع أيديهم في أفواههم، وهذا ما يجعلهم أكثر عرضة لأضرار التلوث والمواد الضارة.[٦]
  • قضاء الأطفال وقتًا أطول في الهواء الطلق: إذ إنّ الأطفال يلعبون في الخارج باستمرار، مما يزيد من تعرضهم للتلوث.[٦]


نصائح لحماية الطفل من تلوث الهواء

هناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتقليل تعرض طفلك لتلوث الهواء، ومنها ما يلي:[١]

  • تجنب التدخين أثناء الحمل.
  • احرص على حماية طفلك من التعرض لدخان الآخرين بعد ولادته، كما عليك إبعاده عن المناطق الملوثة والتي يكثر فيها الدخان.
  • امشي مع طفلك بدلًا من القيادة، فقد تكون فرصة التعرض للهواء الملوث داخل السيارة أكبر مما في الهواء الطلق.
  • اتخذ الطرق والشوارع الأكثر هدوءًا والأقل تلوثًا، وتجنب المناطق المزدحمة.
  • حافظ على تهوية منزلك جيدًا بانتظام، كما سيكون من الجيد لو أضفت تهوية مناسبة لمنزلك، بالإضافة إلى الحفاظ على نظافة قنوات التكييف بانتظام، فقد يكون لهذا دور في الحفاظ على الجدران، ومنعها من إطلاق غازات ضارة.[٧]
  • تحقق من تنظيف السجاد والغبار من الداخل جيدًا.[٧]
  • احرص على تقليل تعرضك وطفلك للمواد الكيميائية المنزلية، من المستحسن أن تتجنب استخدام المنتجات الكيماوية، والأسمدة، والمبيدات، والصابون، واستخدم المنتجات المعتمدة على النباتات بدلًا من ذلك، أو الخيارات العضوية، والمصنوعة من مواد خالية من الكيماويات.[٧]

المراجع

  1. ^ أ ب "Risks to your child’s lungs", blf, Retrieved 11/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Toxic air is harming our children with every breath that they take", unicef, Retrieved 11/1/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "More than 90% of the world’s children breathe toxic air every day", who, Retrieved 1/1/2022. Edited.
  4. "Air pollution puts children at higher risk of disease in adulthood, according to Stanford researchers and others", /news.stanford, Retrieved 11/1/2022. Edited.
  5. "Children and Air Pollution", lung, Retrieved 10/1/2022. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Children and Air Pollution", .arb.ca, Retrieved 11/1/2022. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Air Pollution Facts to Teach Your Kids", parenting.firstcry, Retrieved 12/1/2022. Edited.