أنواع الخلايا الجذعية وأهميتها

كما هو معروف يوجد لكلِّ خليّة من خلايا أجسامنا وظيفة وهدف محدّد، ولكن يختلف ذلك عند الحديث عن الخلايا الجذعيّة فلا يوجد لها مهامُ معيّنة وبإمكانها أيضًا أن تتمايز لتصبح أنواع مختلفة من الخلايا الأخرى أيضًا، وعادةً ما تتشكّل الخلايا الجذعيّة في أجزاء مختلفة من الجسم وفي أوقات عمريّة مختلفة من حياة الإنسان وذلك تبعًا لنوع الخلية الجذعية، وفي هذا المقال سنتطرّق للحديث عن أنواع الخلايا الجذعيّة وأهميّتها.^[١][٢]

أنواع الخلايا الجذعية

يوجد العديد من أنواع الخلايا الجذعيّة، حيث تختلف فيما بينهما من حيث مصدر الخليّة وقدرتها على التمايز إلى خلايا أخرى، وهي:^[٣]

الخلايا الجذعيّة الجنينيّة

تتشكّل الخلايا الجذعيّة الجنينيّة (بالإنجليزيّة: Embryonic stem cells) في مرحلتين من حياة الجنين وهما:^[١][٢]

• المرحلة الأولى: تبدأ هذه المرحلة بعد 3-5 أيّام من تلقيح الحيوان المنوي للبويضة، حيث ينتج عن التلقيح تشكّل خلايا الكيسة الأريميّة - وهي عبارة عن مجموعة من الخلايا الجذعيّة- التي تُزرع في الرحم، لتتمايز فيما بعد وتشكّل جميع خلايا الجسم ما عدا المشيمة، بالإضافة لذلك فإنّ للخلايا الجذعيّة الجنينيّة قيمة عالية حيث إنها تساعد العلماء على دراسة الأمراض وأنواع الأدوية والعلاجات الجديدة وتأثيرها في مختلف خلايا الجسم.
• المرحلة الثّانية: وتبدأ هذه المرحلة بعد ثمانية أسابيع من تطوّر الجنين، حيث تحتوي على الخلايا الجذعيّة الجنينيّة التي يمكنها التمايز لتعطي أنسجة الجسم المختلفة.^[٣]

الخلايا الجذعيّة البالغة

كما تسمّى أيضًا بالخلايا الجذعيّة الخاصة بالأنسجة (بالإنجليزيّة: Tissue-specific stem cells)، وذلك لأنّها تتمايز إلى أنواع محدّدة من الخلايا فقط، فمثلًا قد تتمايز خلايا الدم الجذعية لتعطي أنواعًا من خلايا الدم، وكذلك خلايا الجلد أيضًا، وذلك يعود لمصدر الخلايا الجذعيّة، فلكلّ مصدرٍ يُنتج خلايا خاصّة به، فمن المستحيل تمايز الخلايا الجذعيّة البالغة المتخصصة بالدم لتعطي خلايا كبد على سبيل المثال، وتعود أهميّة الخلايا الجذعيّة البالغة أيضًا إلى أنها تساعد العلماء على معرفة أنماط التغيّرات التي تحدث في فترة الشيخوخة من عمر الإنسان، وعند الإصابة بالجروح والأمراض.^[٢][٤]

الخلايا الجذعيّة المحيطيّة

يمكن استخلاص أنواع الخلايا الجذعيّة المحيطيّة (بالإنجليزيّة: peripheral blood stem cells) من عيّنة الدم، حيث يمكن لهذا النوع من الخلايا الجذعيّة إنتاج أنواع كثيرة ومختلفة من خلايا جهاز المناعة وخلايا الدم بأنواعها مثل خلايا الدم الحمراء، والخلايا اللّمفاوية، والصفائح الدمويّة، والخلايا الحبيبيّة.^[٣]

الخلايا الجذعيّة للمولود

يطلق على هذا النوع من الخلايا اسم الخلايا الجذعيّة للمولود (بالإنجليزيّة: Perinatal stem cells) لأنها مرتبطة بالمواليد الجدد، حيث تُؤخذ هذه الخلايا من الحبل السرّي أو السائل الأميني - الموجود في تجويف الرّحم-، حيث تحتوي هذه السوائل على خلايا جذعية قادرة على التمايز لإعطاء أنواع محدّدة من الخلايا فقط فهي شبيهة للخلايا الجذعيّة البالغة، لكن يمكن تخزينها في بنوكٍ مخصّصة للاستخدام المستقبلي.^[٣]

الخلايا الجذعيّة المستحثّة

وتدعى الخلايا الجذعيّة المستحثّة (بالإنجليزيّة: Induced pluripotent stem cells) بهذا الاسم لأنّها تُحثّ بفعل مؤثّرات خارجية لتتحول إلى خلايا جذعيّة، فهذا النوع من الخلايا يصنّع في المختبرات فقط، وهي مزيجٌ من الخلايا الجذعيّة الجينيّة والبالغة معًا، وتعتمد آلية صنعها على إدخال جينات الجنين في خلايا بالغة كخلايا الجلد مثلًا ومن ثمّ تحويلها إلى خلايا جذعيّة قادرة على التمايز إلى أنواع خلايا الجسم جميعها كالخلايا الجذعيّة الجينيّة تمامًا، ويساعد هذا النوع من الخلايا على فهم آليّة تطور الأمراض ودراسة تأثير العلاج الدوائي على الجسم، كما قد تلعب دورًا مستقبليًّا في زراعة الأعضاء والأنسجة.^[٣][٥]

أهمية الخلايا الجذعية

للخلايا الجذعيّة أهميّة بالغة، فإلى جانب تمايزها لإعطاء أنواع متعددة من الخلايا الأخرى، فإنّها تُستخدم لأغراض مختلفة في المجال الطّبي، ومنها:^[٦][٧]

• زيادة المعلومات حول كيفيّة حدوث الأمراض: وذلك عند مراقبة تطوّر الخلايا الجذعيّة لتصبح خلايا متخصّصة في أعضاء وأنسجة الجسم، حيث يتمكّن الأطباء والمختصّون من معاينة تطوّر الأمراض بدقّة ومعرفة أسبابها وتأثيرها.
• استخدامها في الطب التجديدي: وذلك يكون عن طريق تحفيز الخلايا الجذعيّة لإنتاج خلايا متخصّصة معيّنة في سبيل استخدامها بدلاً من خلايا وأنسجة متضرّرة أو تسبّب الأمراض، وقد يستفيد من الطب التجديدي العديد من المرضى، مثل: من يعانون من إصابات في النخاع الشوكي، والسّكري من النوع الأول، ومرض باركنسون، والتصلب الجانبي الضموري، والزهايمر، وأمراض القلب والسكتة الدماغيّة، والتهاب المفاصل، والحروق والسّرطانات.
• التأكد من سلامة وفعاليّة الأدوية الجديدة: حيث يتم التحقّق من فعاليّة وسلامة الأدوية الجديدة باستخدام الخلايا الجذعيّة قبل تجربتها على البشر.