أهم المعلومات: هرمون الشبع (اللبتين)

هرمون اللبتين (بالإنجليزيّة: Leptin) أو ما يعرف أيضًا بهرمون الشبع، هو الهرمون الذي يرسل إلى الدماغ لتبليغه بأنّ الخلايا الدهنيّة لديها ما تحتاج من الطاقة للقيام بعمليّات الأيض- والتي تتمثل بتغذية الجسم وتوفير الطاقة اللّازمة له للقيام بالوظائف المختلفة التي تحدث داخل الجسم- ويختلف المستوى الطبيعي لهرمون اللبتين من شخص لآخر تبعًا لكميّة الدهون الموجودة في جسمه.^[١][٢]

هرمون اللبتين

يصنّع هرمون اللبتين في الخلايا الدهنية الموجودة داخل النسيج الدهني في الجسم، وكما ذكر سابقاً يطلق عليه أيضاً اسم هرمون الجوع، وذلك لدوره في تنظيم تناول الطعام واستهلاك الطاقة على المدى الطويل في الجسم، حيث يرسل إشارات لمنطقة تحت المهاد الموجودة في الدماغ بأن الجسم يحتوي على كميات كافية من الطاقة المخزنة اللازمة لعملية التمثيل الغذائي، وبالتالي فهو يساعد على الحفاظ على الوزن أيضًا.^[٣][١]

وظيفة هرمون اللبتين

تكمن الوظيفة الرئيسية لهرمون اللبتين في التحكم بمستويات الطاقة التي يستهلكها الجسم وتنظيم عملية تناول الطعام والشعور بالشبع، كما أنه له بعض الوظائف الأخرى، ومنها:^[١][٤]

• المحافظة على صحة القلب والأوعية الدموية.
• زيادة كثافة المعادن في العظام، والمحافظة على صحة العظام بشكل عام.
• المحافظة على صحة جهاز المناعة.
• التأثير في خصوبة المرأة.

آلية التحكم بإفراز هرمون اللبتين

يُفرز هرمون اللبتين في الدم وتتمركز منطقة عمله في الدماغ، وكما ذكر سابقاً تتحكم كمية الخلايا الدهنية الموجودة في الجسم بكمية هرمون اللبتين، فإذا قلّت الكتلة الدهنيّة في الجسم سيقل تحفيز الخلايا الدهنيّة لإفراز الهرمون، أي تثبيط استهلاك الطاقة وزيادة الشهيّة لزيادة الكتلة الدهنيّة، وعند ازدياد الكتلة الدهنيّة في الجسم سيزيد إفراز هرمون اللبتين، مما يسبّب الشعور بالشبع ومن ثم نقصان الوزن، وتعتبر هذه من الطرق التي يمكن من خلالها التحكم بالكتلة الدهنية للحفاظ على الوزن والتحكم بإفراز هرمون اللبتين أيضًا.^[٥]

المستوى الطبيعي لهرمون اللبتين

تختلف مستويات هرمون اللبتين الطبيعية في الجسم باختلاف مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزيّة: Body mass index)، والتي يمكن من خلالها تصنيف كتلة الجسم للشخص إلى طبيعية، أو أقل من الطبيعي، أو أعلى من الطبيعي، أو السمنة، وبناء على هذه التصنيفات يختلف المستوى الطبيعي للهرمون، في حين تكون نسبة الهرمون أعلى لدى الأشخاص ذي الوزن الزائد، وتقل بنقصان الوزن الطبيعي، وفي الجدول التالي بيان لمؤشر كتلة الجسم ونسبة هرمون اللبتين في الدم:^[٦][٧]

ارتفاع مستوى هرمون اللبتين

كما ذكر سابقًا، فإنّ زيادة مستوى هرمون اللبتين في الجسم يرتبط بمؤشر كتلة الجسم، فالأشخاص الذي يعانون من زيادة في الوزن، عادة ما تكون مستويات هرمون اللبتين لديهم مرتفعة، وذلك لأن الخلايا الدهنيّة تفرز كميّات كبيرة منه، ومع مرور الوقت فإن كميات هرمون اللبتين ستزداد بشكلٍ كبير في الدم مما يسبّب انعدام الحساسيّة تجاه الهرمون في منطقة تحت المهاد، وهذا يسبب الشعور بالجوع الدائم والشديد، ويطلق على هذه الحالة اسم مقاومة اللبتين (بالإنجليزيّة: Leptin resistance)، وهي حالة مشابهة لعدم استجابة الجسم للإنسولين عند مرضى السّكري.^[٣][١]

أسباب مقاومة هرمون اللبتين

يوجد العديد من الأسباب التي قد تسبّب انعدام حساسيّة الجسم اللبتين، ومنها:^[٨]

• التهاب في منطقة تحت المهاد.
• وجود نسبة عالية من الأحماض الدهنيّة الحرّة في مجرى الدم، مما يسبّب حدوث تداخلات في الإشارات المرسلة للدماغ.
• وجود كميّات عالية من اللبتين في الدم كما ذُكر سابقًا.

تأثير هرمون اللبتين في النظام الغذائي

قد تؤثّر مقاومة الجسم لهرمون اللبتين في النظام الغذائي المتبع، ففي حالة نقصان الوزن ستقل الكتلة الدهنيّة مما يؤدّي إلى نقصانٍ حاد في إنتاج هرمون اللبتين، وبالتّالي الشعور الطبيعي بالجوع، وعدم القدرة على ممارسة التمارين الرياضيّة بنشاط، وصعوبة حرق السّعرات الحراريّة، وفي هذه الحالة يعتقد الدماغ بأنّ الجسم بحاجة شديدة للطعام، وبالتالي سيوفّر آليّات متعدّدة لتعويض النقصان الكبير في الكتلة الدهنية، وبذلك يفقد الشخص سيطرته على شهيّته ويبدأ بتناول الطعام مرة أخرى.^[٨]

نقص مستوى هرمون اللبتين

تعد حالة نقص هرمون اللبتين حالة وراثية نادرة، تظهر لدى الشخص منذ ولادته، وتتمثل بعدم إفراز هرمون اللبتين نهائيًّا، وبناء على ذلك يظّن الجسم أنّه لا يحتوي على أي كتل دهنيّة، وهذا بدوره يسبب الشعور الدائم بالجوع وتناول الطعام بطريقة غير منضبطة، مما يسبب إصابة الأطفال بالسّمنة المفرطة، وتأخّر في البلوغ، وضعف في جهاز المناعة، ويمكن علاج هذه الحالة بإعطاء حقن اللبتين.^[٣][٤]