اعرف أكثر: أجزاء القدم، مع رسم توضيحي

تُعتبر القدم واحدة من أكثر الهياكل تعقيدًا في جسم الإنسان، حيث تتكون من أكثر من 100 من الأجزاء المتحركة والمترابطة بطريقة مذهلة، مما يمكن القدم من موازنة وزن جسم الإنسان كاملاً على ساقيه فقط،^[١] والقدم هيكل مرن مكون من العظام، والمفاصل، والعضلات، بالإضافة إلى الأنسجة الرخوة، والتي تسمح للإنسان جميعها بالوقوف بشكل مستقيم والقيام بأنشطة مختلفة مثل المشي، أو الجري، أو القفز.^[٢]

أجزاء القدم

تحتوي قدم الإنسان على 26 عظمة، و33 مفصلاً، وأكثر من 100 من الأوتار، والعضلات، والأربطة، قد يكون في هذه الأرقام بعض المبالغة عندما ملاحظة هيكل القدم الصغير، ولكن قد يحتاج الحفاظ على اتزان جسم الإنسان الكثير من العمل والتنسيق،^[١] ويمكن تقسيم القدم إلى ثلاثة أقسام رئيسية، هي:^[٣]

• عظام مقدمة القدم: (Forefoot)، وهي 14 عظمة تشكل سلامى الأصابع، و5 عظام تشكل مشط القدم.
• عظام أوسط أو منتصف القدم: (Midfoot)،‏ وهي العظام الإسفينية الثلاث، والعظمة الزورقية، والعظمة النزدية.
• عظام مؤخرة القدم: (Hindfoot)‏، وهما عظمتي العقب والكاحل.

مقدمة القدم

هذا هو الجزء الأمامي من القدم الذي يحتوي على أصابع القدم الخمسة، وتكون مقسمة في 3 مجموعات، يمكن بيانها كالآتي:^[٣]

• سلاميات الأصابع: (Phalanges) وهي عبارة عن 14 عظمة في أصابع القدم تسمى سلاميات الأصابع، ويحتوي إصبع القدم الكبير على سلاميتين فقط؛ أحدهما قريبة والأخرى بعيدة، أما الأصابع الأربعة الأخرى تحتوي على ثلاثة سلاميات أحدها قريبة، وأخرى متوسطة، والثالثة بعيدة، وهي أصغر بكثير من تلك الموجودة في إصبع القدم الكبير
• عظام مشط القدم: (Metatarsal bones) ويوجد في المقدمة مشط القدم المكون من 5 عظام، ويلعب عظم مشط القدم الأول دورًا مهمًا في المشي، خاصة أثناء الدفع أو الحركة إلى الأمام، كما أنه يشكل حلقة ربط بين عدة أوتار في القدم.
• العظام السمسية: (Sesamoid bones) وهما عظمتان مسطحتان صغيرتان جداً كحبة السمسم، بيضاويتا الشكل، تقعان عند قاعدة إصبع القدم الكبير مباشرة، ويتم تثبيتهما في مكانهما بواسطة الأوتار والأربطة.

منتصف القدم

يتكون منتصف القدم من 5 عظام غير منتظمة الشكل وتشبه الهرم في تشكيلها، وهي العظم النَّرْدِيّ، والعظم الزورقي، و3 عظام إسفينية، حيث تشكل هذه العظام معجزة هندسية بتكوينها لأقواس القدم، التي تصنع هيكلًا مرنًا وقويًا في ذات الوقت، يتحمل الأوزان ويلعب دورًا مهمًا في حمل الأوزان والاستقرار.^[٢][٤]

مؤخرة القدم

يوجد في مؤخرة القدم عظمتين كبيرتين فقط؛ عظمة الكاحل وعظمة العقب، وتُعد عظمة العقب أكبر عظام القدم حجمًا وتشكل كعب القدم، بينما تقع عظمة الكاحل في أعلى عظمة العقب ووترتبط النهايتان السفليتان لعظمتي الساق الظنبوب والشظية من خلال مفصل الكاحل المحوري.^[٣]

أجزاء القدم الأخرى

تتكون القدم بالإضافة إلى العظام من مفاصل، وعضلات، وأربطة، وأوتار، ويغطيها الجلد والأظافر، ويمكن بيانها كالآتي:

المفاصل

تتكون القدم من 33 مفصلاً، والمفاصل هي وصلات متحركة تربط بين عظام جسم الإنسان، بحيث يسمى كل موضع تلتقي فيه العظام مفصلاً، وتغطي العظام في منطقة المفاصل طبقة من الغضروف بحيث تمكنها من أن تتحرك بسلاسة في المفصل، وكما يحتوي المفصل على كيس مملوء بسائل زلالي يسهل حركة العظام فيه.^[٥][٦]

العضلات

تسمح عضلات القدم البالغ عددها 29 بالحركة، وتحافظ على طريقة المشي، والشكل، والوضعية الطبيعية للجسم، وهناك مجموعتان من العضلات؛ العضلات المركزية أو الوسطية والأخرى الجانبية، ويبلغ عدد العضلات المركزية 19 عضلة، وهي عضلات تقع وتعمل بالكامل داخل القدم من خلال التحكم في الحركات الدقيقة للقدم مثل حركات أصابع، وهناك 10 عضلات أخرى جانبية أخرى، والتي تعمل على ربط عظام القدم بالساق عبر مفصل الكاحل.^[٦][٥]

الأوتار والأربطة

يوجد في القدم الكثير من الأوتار، وهي عبارة عن أشرطة سميكة تربط العضلات بالعظام، بحيث أنه عند انقباض العضلات تنسحب هذه الأوتار، والتي بدورها تحرك العظام المرتبطة بها، ويمكن القول أن الوتر الأهم في القدم هو وتر العرقوب، والذي يسمح لعضلات الساق بتحريك مفصل الكاحل،^[٤] وأما الأربطة فهي عبارة عن أشرطة ليفية قوية جدًا تربط العظام ببعضها البعض، حيث يوجد أكثر من 30 من الأربطة في القدم مما يعطي القدم الشكل المتناسق، والمرونة، والقوة، وتعمل هذه الأربطة معاً على تشكيل شبكات معقدة حول المناطق التي تحتاج إلى دعم إضافي لتوفر الحماية لها، مثل نعل القدم، وأعلى القدم، ومفصل الكاحل.^[٤]

الجلد والأظافر

يحمي الجلد الموجود أسفل أقدامنا العضلات والعظام والأوتار والأربطة من الإصابة بأي ضرر، وكما أنها توفر حماية الأنسجة الداخلية من انتقال العدوى إليها، في حين أن الأظافر تحمي الجزء العلوي من أصابع القدم، والتي يمكن أن تكون أحيانًا عرضة للارتطام بالأجسام الأخرى، أو الدوس عليها، أو سقوط الأشياء عليها.^[١]

أبرز أمراض القدم

العديد من الأمراض والمشاكل يمكن أن تصيب القدم، ومن أبرز هذه الأمراض ما يأتي:^[٧]

• التهاب اللفافة الأخمصية: وهو التهاب في رباط اللفافة الأخمصية على طول الجزء السفلي من القدم، مما يسبب الألم في الكعب وباطن القدم، ويكون عادةً أسوأ في الصباح، ويقل عند النهوض والحركة بالعادة.
• النقرس: هي حالة التهابية تترسب فيها بلورات حمض اليوريك في المفاصل مسببة ألمًا شديدًا، وتورمًا واحمرار، وغالبًا ما يتأثر إصبع القدم الكبير بالنقرس.
• القدم الرياضي: هي عدوى فطرية تصيب القدمين عادةً بين أصابع القم فتسبب جفاف الجلد، وتقشره، واحمراره، وتهيجه، وتحدث بشكل أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تتعرق أقدامهم بشكل مفرط عند ارتدائهم أحذية ضيقة، وهو من الأمراض المعدية والتي تتطلب العلاج بالأدوية.
• التهاب المفاصل الروماتويدي: أحد أشكال التهاب المفاصل المناعي الذاتي المزمن والذي يسبب الالتهاب وتلف المفاصل، وقد تتأثر المفاصل في القدمين والكاحل وأصابع القدم بالتهاب المفاصل الروماتويدي ويؤدي إلى تآكلها، ولحسن الحظ يوجد العديدة من الأدوية الآن يمكن أن تخفف من هذا الالتهاب وتحمي المفاصل.
• القدم السكرية: الأشخاص المصابون بالسكري معرضون للإصابة بعدوى والتهاب في القدمين، لذا يجب على مرضى السكري فحص أقدامهم يوميًا بحثًا عن أي إصابة أو علامات تدل على الإصابة بالعدوى مثل الاحمرار، أو الحرارة، أو التورم، أو الشعور بالألم.^[٨]
• مسامير اللحم: هي بقع سميكة من الجلد، وغالبًا ما توجد على باطن القدمين أو على أصابع القدم، وتكون في البداية غير مؤلمة، وتتكون لحماية القدم بعد تعرضها للضغط أو الاحتكاك، مثل ارتداء حذاء غير مناسب، وبمرور الوقت قد تصبح مؤلمة ويجب علاجها.^[٩]
• مسمار الكعب: هو عبارة عن نتوء عظمي بارز يظهر بين عظم الكعب وقوس القدم، وتتراوح أعراضه من خفيفة إلى مؤلمة، وتنتج عادةً نتيجة الإجهاد طويل الأمد للعضلات والأربطة.^[٩]
• القدم المسطحة: أو المتعارف عليه بتبسط القدم، ويحدث عندما تكون الانحناءات في باطن القدم مسطحة، مما يجعل كامل باطن القدم يلامس الأرض عندما الوقوف على القدمين، وهي حالة شائعة وغير مؤلمة، ويمكن أن تحدث نتيجة لعدم اكتمال نمو هذه الانحناءات في الطفولة، وفي حالات أخرى، قد تصبح القدمان مسطحتين بعد إصابة القدم، أو إثر إجهادهما مر العمر.^[١٠]
• عدوى الأظافر الفطرية: يمكن أن تدخل الفطريات الصغيرة داخل الأظافر من خلال شق أو كسر، مما يسبب عدوى يمكن أن تجعل الأظافر سميكة ووهشة ويغير من لونها، ولا تختفي العدوى بالعادة من تلقاء نفسها وتتطلب العلاج بالأدوية في العادة.^[١١]