ما هي الحنجرة؟

تُمثل الحنجرة المعروفة أيضًا بصندوق الصوت أو المزمار (بالإنجليزية: Larynx) أحد أجزاء الحلق في الجهاز التنفسي، وتوجد الحنجرة عند مدخل القصبة الهوائية، وهي ممر للهواء بين البلعوم والقصبة الهوائية، وتلعب دوراً في عمليتيّ التنفس والتحدث.[١][٢]

وظائف الحنجرة

تقوم الحنجرة بالقيام بالعديد من الوظائف والمهام، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:[٣]


تشكيل ممر لتدفق الهواء

تُمكن الرئتان في البداية من تدفق الهواء بشكلٍ كافٍ للتغلب على مقاومة الأحبال الصوتية المغلقة، بحيث تعمل الحبال الصوتية على تغيير موضعها وتوترها؛ وهذا ما يساهم في ضبط درجة الصوت، وجهارة الصوت، ونبرة الصوت.[٣]


إنتاج الصوت

تتعرض الأحبال الصوتية للفتح والإغلاق السريع بنمطٍ اهتزازي؛ بما يُساهم في إنتاج الصوت، وبالتالي فإنّ تعرضها لأيّ ضرر قد يؤثر في إنتاج الصوت وجودته، وينشأ الصوت على النحو الآتي:[٣]

  • يتم إغلاق الحبال الصوتية قبل النطق مباشرة.
  • ينشأ ضغط الهواء تحت الحبال الصوتية نتيجة هواء الرئتين الناجم عن الزفير.
  • تنفصل الأحبال الصوتية لفترة وجيزة مع إطلاق الهواء.
  • تتم إعادة تقريب الحبال الصوتية من بضعها البعض لتجتمع معاً مرة أخرى.


التعبير عن الصوت

يتم إجراء التعديل النهائي للصوت في الفم، والأنف، والحنجرة، ومن الجدير ذكره أنّ هناك عدة أجزاء تُشارك في النطق وإنتاج الصوت؛ ومنها: اللسان، والحنك، والخدين، والشفتين.[٣]


أجزاء الحنجرة وتشريحها

تمتلك الحنجرة حبلين صوتيين، ويُشار إلى أنّ الحبال الصوتية تهتز معًا عند مرور الهواء بينها، مما يُصدر الصوت، ومن الجدير ذكره أن يُمكن ملاحظة وجود الحنجرة على شكل كتلة أو الشعور بها في مقدمة العنق المعروفة بآدم التفاح، ويُمكن بيان أجزاء الحنجرة وتشريحها على النحو الآتي:[٤]


الأقسام الرئيسية

تتكون الحنجرة من ثلاثة أجزاء رئيسية، وهي كالآتي:[٤]

  • منطقة فوق المزمار، والتي تقع فوق الحبال الصوتية.
  • المزمار وهي المنطقة الوسطى التي توجد فيها الحبال الصوتية.
  • منطقة تحت المزمار، وتقع أسفل الحبال الصوتية، وتتصل بالقصبة الهوائية.


الغضاريف

تتكون الحنجرة من تسعة هياكل غضروفية، وهي كالآتي:[٥]

  • غضروف الغدة الدرقية: والذي يلتف حول مقدمة الجزء العلوي من الحنجرة وجوانبها، ويُشكل أيضاً تفاحة آدم.
  • لسان المزمار: والذي يرتبط بالسطح الداخلي للغضروف الدرقي، ويُغطي الفتحة العلوية من الحنجرة.
  • الغضروف الحلقي: (بالإنجليزية: Cricoid cartilage)، ويشكل هذا الغضروف دائرة مغلقة تقع أسفل الحنجرة.
  • الغضاريف الطرجهالية: (بالإنجليزية: Arytenoid cartilages)، وهي زوج من الغضاريف المرنة هرمية الشكل، وتُغطي الجزء الخلفي من الغضروف الحلقي، وتعمل على دعم الحبال الصوتية.
  • الغضاريف القُرينية: (بالإنجليزية: Corniculate cartilages)، وهي زوج من الغضاريف الصغيرة مخروطية الشكل، وتقع على أطراف الغضاريف الطرجهالية.
  • الغضاريف الإسفينية: (بالإنجليزية: Cuneiform cartilages)، وهي زوج من الغضاريف التي تدعم لسان المزمار والطيات الصوتية.


الأربطة والأغشية

تتكون الحنجرة من مجموعة من الأربطة والأغشية، والتي يمكن بيانها على النحو الآتي:[٥]

  • الأربطة والأغشية الخارجية: والتي تربط الجزء العلوي من الحنجرة بالعظام الواقعة عند قاعدة اللسان والجزء السفلي من القصبة الهوائية، وهي تُغطي الجزء الخارجي من الحنجرة.
  • الأربطة والأغشية الداخلية: والتي تشكل روابط داخلية بين الهياكل المختلفة للغضاريف.
  • الغشاء المخاطي: والذي يُبطن السطح الداخلي من الحنجرة.


طيات الأنسجة الرخوة

تتألف المنطقة المجوفة من الحنجرة من نوعين من طيات الأنسجة الرخوة، وهما كالآتي:[٥]

  • الطيات الدهليزية: (بالإنجليزية: Vestibular folds)، والتي تُعرف أيضًا بمصطلح الحبال الصوتية الزائفة نظراً لأنها لا تنتج أصواتاً، وتقع أعلى الطيات الصوتية، وتعمل على حماية الحنجرة.
  • الطيات الصوتية: (بالإنجليزية: Vocal folds)، والتي تمثل الحبال الصوتية الحقيقية، وهي تبرُز من الجدران الداخلية للحنجرة، وتتداخل مع بعضها البعض.


أبرز أمراض الحنجرة

قد تتعرض الحنجرة لأمراض واضطرابات عديدة، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:

  • بحة الصوت: والتي قد تكون قصيرة لفترة مؤقتة أو طويلة المدى، وتحدث لأسباب عديدة؛ منها: التهاب الحنجرة، أو تشكل كتل أو عقيدات على الحبال الصوتية، أو خمول الغدة الدرقية، أو تعرض الحبال الصوتية لصدمة، أو إصابة الحنجرة بوذمة رينكه (بالإنجليزية: Reinke's edema)، أو التأثر بالعوامل النفسية التي يتعرض لها الشخص.[٦]
  • خلل النطق التشنجي: (بالإنجليزية: Spasmodic dysphonia)، وفيها يحدث اضطراب حركي يؤثر في انقباض عضلات الحنجرة.[٧]
  • ضعف حركة الطيات الصوتية: وقد يكون أحادي الجانب وهو النوع الأكثر شيوعاً، أو قد يكون ثنائي الجانب.[٧]
  • التهاب الحنجرة: وقد يكون حادة مرتبطاً بعدوى فيروسية ناجمة عن نزلات البرد، وقد يكون مزمنًا طويل الأمد مرتبط عادةً بتهيج الحنجرة نتيجة إساءة استخدام الصوت، أو تدخين السجائر، أو التعرض لملوثات الهواء لفتراتٍ زمنيةٍ طويلة.[٨]
  • الخناق: ويمثل أحد أشكال التهاب الحنجرة الفيروسي، ويُصيب الأطفال بصورةٍ أكثر مقارنةً بالبالغين خاصة من تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و6 سنوات.[٨]
  • قرحة القصبة الهوائية: وتتمثل هذه الحالة بتآكل أو كشط لسان المزمار ضد الأنسجة المحيطة.[٨]
  • ظهور الكتل أو الأورام الحميدة أو العقيدات في الحنجرة: وقد تنتج هذه الحالة عن إساءة استخدام الصوت أو التعرض للمهيجات لفترات زمنية طويلة.[٨]
  • سرطان الحنجرة: وغالباً ما يرتبط هذا النوع من السرطانات بتدخين السجائر.[٨]


كيفية الحفاظ على صحة الحنجرة

ينصح باتباع ما يلي حفاظاً على صحة الحنجرة:[٩]

  • الابتعاد عن أنماط الحياة السيئة والضارة بالصحة؛ بما في ذلك: الإقلاع عن التدخين، والامتناع عن شرب الكحول[٩]
  • عدم إجهاد الصوت؛ كعدم التحدث لفترات زمنية طويلة أو الغناء المتكرر، وعند الاضطرار لاستخدام الصوت كثيراً فيجب إعطاء الحنجرة قسط من الراحة كل فترة والأخرى.[٩]
  • مراجعة الطبيب لعلاج المشاكل الصحية المتعلقة بالحنجرة.[٩]
  • خفض الصوت عند الصراخ، أو الهتاف، أو التحدث.[١٠]
  • تهيئة الحنجرة قبل ممارسة أي أمر قد يتضمن إجهادها، ففي مهنة التدريس التي تتضمن إجهاد الحنجرة ينصح بالهمهمة لبعض الوقت، أو رفع الصوت بشكلٍ تدريجي، أو القيام بتمارين إطالة العنق والكتف.[١٠]
  • استشارة الطبيب إذا كان الشخص يعاني من ارتجاع الأحماض؛ نظراً لأنّ ارتداد الأحماض من المعدة إلى الحلق قد يتسبب بإتلاف الطيات الصوتية.[١٠]
  • تجنب إجهاد الحنجرة أو التحدث بصوت عالٍ عند الإصابة بالتهاب الحنجرة، أو الزكام، أو الإنفلونزا، وخلال فترة الإصابة بهذه الحالات يجدر شرب الماء واتباع إرشادات وطرق علاج الحالة وفقاً لتوصيات الطبيب.[١٠]
  • شرب الكثير من الماء، نظراً لأن ذلك يساعد على ترطيب الطيات الصوتية.[١٠]
  • التقليل من تناول الأطعمة الحارة والحمضية، ومنتجات الألبان في حال كان الشخص يُعاني من حساسية تجاهها.[١١]
  • التقليل أو التوقف عن استهلاك الكافيين والنعناع.[١١]
  • تناول الأدوية التي يصفها الطبيب وفقاً لإرشاداته.[١١]
  • تعديل وضعية النوم عن طريق رفع رأس السرير للمساعدة في إبقاء الرأس فوق مستوى المعدة.[١١]
  • تجنب تناول الأطعمة أو المشروبات خلال الثلاث ساعات التي تسبق الخلود إلى النوم.[١١]
  • ممارسة التمارين الرياضية والحفاظ على اللياقة البدنية.[١١]
  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم بشكلٍ يومي.[١١]


المراجع

  1. "larynx", nhs, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  2. "larynx", training.seer.cancer.gov, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Anatomy of the Larynx", upmc, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "the-larynx", macmillan, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "larynx", medicalnewstoday, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  6. "voice-and-swallowing-disorders", medstarwashington, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "voice-swallowing-problems", ohsu, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث ج "larynx", betterhealth, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث "Laryngology", clevelandclinic, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج "10-ways-to-save-your-voice", clevelandclinic, Retrieved 28/4/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت ث ج ح خ "maintaining-vocal-health", uofmhealth, Retrieved 28/4/2021. Edited.