ما هي الخلايا الليمفاوية؟

تُعد الخلايا الليمفاوية أحد أنواع خلايا الدم البيضاء والتي تعمل كخط دفاع مناعي ضد العديد من الأمراض، ويوجد نوعان أساسيان من الخلايا الليمفاوية؛ هما: الخلايا التائية (T cells)، والخلايا البائية (B cells)؛ حيثُ تتحكم هذه الخلايا في العديد من الاستجابات المناعية، إذ إنّ الخلايا التائية هي المسؤولة عن مهاجمة الخلايا المصابة بالفيروسات أو خلايا الجسم السرطانية، بينما تُعد الخلايا البائية مسؤولة عن مهاجمة البكتيريا والسموم عن طريق إنتاج أجسام مضادة لتلك الأجسام الغريبة.[١]


من أين تُصنع الخلايا الليمفاوية؟

بشكلٍ عام يتكون الجهاز الليمفاوي من مجموعة من الأنسجة والأعضاء: كاللوزتين، والطحال، والعقد الليمفاوية؛ ويُعتبر نخاع العظم الجزء المسؤول عن إنتاج الخلايا الليمفاوية، والتي عادةً ما يتحرك معظمها عبر الأوعية اللمفية بالجسم، وبعضها يدخل عبر مجرى الدم، وينتقل ما نسبته 75% من الخلايا الليمفاوية المتكونة إلى الغدة الزعترية مكونة الخلايا التائية، بينما يبقى 25% من الخلايا الليمفاوية في نخاع العظم مكونة الخلايا البائية، وتنقسم الخلايا البائية والتائية إلى مجموعتين من حيث الوظيفة: خلايا الذاكرة التي تستجيب لأي عدوى سابقة، والنوع الثاني هو الخلايا النشطة؛ وهي التي يتم تنشيطها بواسطة المستضدات لمحاربة العدوى النشطة.[٢]


أين تتواجد الخلايا الليمفاوية؟

فيما يلي بيان لأماكن تواجد الخلايا الليمفاوية في جسم الإنسان:[٣]

  • توجد في مجرى الدم في الأوردة والشرايين.
  • توجد في الجهاز الليمفاوي؛ تحديداً في الغدد والأوعية اللمفية.
  • تنتشر على هيئة الأنسجة الليمفاوية؛ حيثُ تتواجد في الطحال، واللوزتين، والأمعاء، وتُبطن الشعب الهوائية.
  • تتواجد على امتداد بقع باير في الأمعاء؛ فهي تشكل جزءاً من جهاز المناعة بما يساهم في الحد من انتشار البكتيريا الضارة في الأمعاء.


مبدأ عمل الخلايا الليمفاوية ووظيفتها

يوجد في جسم الإنسان خلية دم بيضاء واحدة مقابل كل 600-700 خلية دم حمراء، وبالرغم من أن عددها منخفض مقارنةً بخلايا الدم الحمراء إلا أن مفعولها وتأثيرها كبير؛ حيثُ تنتشر الخلايا الليمفاوية في جميع أنحاء الجسم، وعند ظهور أي جسم غريب ضار تقوم بمهاجمته على الفور،[٤] وتختلف الخلايا الليمفاوية في أنواعها ووظائفها؛ إذ إنّ لكل نوع منها دور محدد في مقاومة الأجسام الغريبة والأمراض، وفيما يلي بيان لوظائف الخلايا الليمفاوية:[٥][٦]

  • الخلايا التنظيمية B: تحد هذه الخلايا من الالتهابات التي قد تحدث بفعل الخلايا الليمفاوية، بالإضافة لذلك فإنّها تتفاعل أيضًا مع العديد من الخلايا المناعية الأخرى، وتعزز إنتاج الخلايا التائية التنظيمية.
  • الخلايا التنظيمية T: تمتلك هذه الخلايا آثاراً مفيدة وضارة، إذ إنّها تمنع أمراض المناعة الذاتية، وتحد من الأمراض الالتهابية، ولكن يمكنها أيضًا تثبيط قدرة على جهاز المناعة على أداء وظيفته ضد بعض المستضدات والأورام.
  • خلايا الذاكرة: تبقى هذه الخلايا فترة طويلة في الجسم بعد انتهاء العدوى، فعندما يتعرض الجسم لنفس العدوى السابقة؛ تقوم خلايا الذاكرة بالتكاثر وبالتالي يستجيب جهاز المناعة بسرعة للعدوى.
  • الخلايا التائية القاتلة: تُعد هذه الخلايا مهمة للتأكد من سلامة خلايا الجسم من السرطانات والجراثيم، وفي حال كشفها لإصابة الخلية فإنها تقوم بالقضاء على الخلية ذاتها.
  • الخلايا التائية المساعدة: حيثُ تُساعد هذه الخلايا خلايا جهاز المناعة في تحقيق الاستجابة المناعية ضد العديد من الأمراض، ويكون بعضها أكثر فعالية ضد الفيروسات والبكتيريا التي تُصيب ما داخل الخلية، والبعض الآخر أكثر فعالية ضد الطفيليات وأنواع معينة من الجراثيم التي تُصيب خارج الخلية.


شكل الخلايا الليمفاوية

يمكن رؤية الخلايا الليمفاوية بواسطة المجهر عند وضع بقعة من الدم على شريحة المجهر، ووضع ما يناسبها من المواد لتوضيح الرؤية بشكل أكبر، إذ سيلاحظ وجودها بين كريات الدم الحمراء، وتتميز بأنّ حجمها أكبر من كريات الدم الحمراء، وأصغر من خلايا الدم البيضاء وحيدة الخلية، كما أنّها تمتلك نواة ذو لون أرجواني داكن، يحيط بها سيتوبلازم باللون الوردي.[٧]


نسبة الخلايا الليمفاوية الطبيعية

تختلف نسبة الخلايا الليمفاوية حسب العمر؛ حيث يتراوح عددها ما بين 3000-9500 لكل ميكرولتر من الدم عند الأطفال، بينما يتراوح عددها بين 1000-4800 لكل ميكرولتر من الدم عند البالغين.[٤]


أسباب انخفاض نسبة الخلايا الليمفاوية

هناك العديد من العوامل والأمراض التي قد تؤدي إلى انخفاض نسبة الخلايا الليمفاوية عن معدلاتها الطبيعية، وقد تكون الأسباب جينية وراثية أو مكتسبة، وفيما يلي بيان لبعض الأسباب والأمراض التي قد تسبب انخفاض عدد الخلايا الليمفاوية:[٨]

  • الأسباب الوراثية: قد تؤدي بعض الأمراض الوراثية وبعض المتلازمات إلى قلة عدد الخلايا الليمفاوية؛ ومن الأمثلة عليها: مُتلازمة فيسكوت-آلدريك (بالإنجليزية: Wiskott-Aldrich syndrome)، ومتلازمة دي جورج وغيرها، ولكن تعد هذه المتلازمات نادرة الحدوث.
  • الأسباب المكتسبة: وهي أسباب تطورت أو تعرض لها الشخص بعد الولادة بفترة زمنية معينة؛ وقد تتضمن:[٨]
  • فيروس نقص المناعة البشري.
  • التهاب الكبد الفيروسي.
  • حمى التيفوئيد.
  • مرض الذئبة.
  • بعض أنواع السرطانات.
  • بعض أمراض الدم.
  • الخضوع للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي لمرض السرطان.


أسباب ارتفاع نسبة الخلايا الليمفاوية

عادةً ما ترتفع نسبة الخلايا الليمفاوية عن معدلاتها الطبيعية بعد الإصابة بعدوى؛ سواء بكتيرية، أم فيروسية، أم غير ذلك، وهذا الأمر غير مقلق إطلاقاً، ولكن قد ترتفع نسبة الخلايا الليمفاوية في بعض الحالات المزمنة كالسرطانات، أو أمراض المناعة الذاتية، أو الالتهابات المزمنة، وفيما يلي بيان لبعض الحالات المزمنة التي قد تؤدي إلى هذا الارتفاع:[٩]

  • الأمراض الجنسية المعدية: كمرض نقص المناعة البشري (الإيدز)، ومرض الزهري.
  • بعض أنواع السرطانات: كسرطان الغدد الليمفاوية، وسرطان الدم الليمفاوي المزمن.
  • التهاب الكبد بأنواعه: نوع أ، ونوع ب، ونوع ج.
  • بعض الأمراض الأخرى: كالسعال الديكي، والدرن، وخمول الغدة الدرقية.


المراجع

  1. "DEFINITION OF LYMPHOCYTE", Rx List, Retrieved 29/3/2021. Edited.
  2. Susan York Morris, "Everything You Should Know About Lymphocytes", Healthline, Retrieved 28/9/2018. Edited.
  3. "Lymphocytes", physio-pedia, Retrieved 4/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب " ?What Are Lymphocytes", WebMD, Retrieved 11/5/2021. Edited.
  5. Jane Anderson , "?What Is a Lymphocyte", Very Well Health, Retrieved 28/9/2020. Edited.
  6. "What are lymphocytes and what are healthy levels to have?", medicalnewstoday, Retrieved 4/7/2021. Edited.
  7. Tom Iarocci, MD, "Top 10 Things to Know About Lymphocytes", Very Well Health, Retrieved 3/1/2020. Edited.
  8. ^ أ ب "Lymphocytopenia", nhlbi.nih, Retrieved 4/7/2021. Edited.
  9. "Lymphocytosis", Mayo Clinic, 12/7/2019. Edited.