تُعتبر خلايا الدم البيضاء جزءاً من أجزاء جهاز المناعة المسؤولة عن الدفاع في الجسم عند دخول أجسام غريبة عليه، كما تعمل على مكافحة العدوى، ومن أنواع هذه الخلايا المتعادلة (Neutrophils)، فما هي الخلايا المُتعادلة؟ وما هي وظيفتها بالتحديد ضمن جهاز المناعة؟ وما نسبتها الطبيعية؟.[١]


ما هي الخلايا المتعادلة؟

الخلايا المتعادلة هي نوع من أنواع خلايا الدم البيضاء والتي يتم إنتاجها وتصنيعها في نخاع العظم، ومن ثم تنتقل إلى مجرى الدم، ومن ثمّ إلى الأماكن والأنسجة التي يحتاجها الجسم، وتُعد الخلايا المُتعادلة من الخلايا المسؤولة عن حماية الجسم من العدوى، وعندما يكون الجسم بحاجتها لدرجة كبيرة يتم تصنيعها بشكل كبير في نخاع العظم، وعندها يتم إنتاج خلايا غير ناضجة منها.[٢]


وظيفة الخلايا المتعادلة

تُعتبر الخلايا المتعادلة خط الدفاع الأول، وتُعد أول المستجيبين ضد الأجسام الغريبة التي تدخل إلى جسم الإنسان، فعندما يُعاني الشخص من عدوى بكتيرية تكون الخلايا المُتعادلة أول الخلايا التي تصل إلى مكان الإصابة؛ بحيث تنجذب وتصل إلى المكان الهدف بفعل إطلاق الخلايا المصابة مواد كيميائية تجذب الخلايا المتعادلة بعملية تُسمى الانجذاب الكيميائي (Chemotaxis)، وتُعد الخلايا المُتعادلة من المكونات الرئيسية للقيح الذي يظهر كأحد الأعراض، وبشكلٍ عام تقوم الخلايا المُتعادلة بالتخلص من الأجسام الغريبة بواسطة عملية تُسمى البلعمة (Phagocytosis)، أو تقوم بنقل هذه الأجسام إلى داخل الخلية بعملية تسمى الالتقام الخلوي (Endocytosis)، وعند دخول هذه الأجسام للخلايا يتم إفراز إنزيمات تعمل على تدميرها، كما تُساعد الخلايا المُتعادلة على تنظيم عملية الاستجابة المناعية، وُيعد عمر الخلايا المتعادلة قصير جدًا إذ يبلغ في المتوسط 8 ساعات فقط، فينتج الجسم ما يقارب 100 مليار خلية كل يوم، وعند خروجها من نخاع العظم يتواجد نصفها حول بطانة الأوعية الدموية والنصف الآخر يتواجد في أنسجة الجسم المختلفة.[٣]


تشريح وشكل الخلايا المتعادلة

عند صبغ الخلايا المتعادلة بالأصباغ المحايدة تظهر تحت المايكروسكوب على شكل خلايا بداخلها 2 إلى 5 فصوص من الأنوية، والتي تظهر باللون الوردي أو الأورجواني وبالتالي يُطلق عليها اسم الخلايا البيضاء متعددة الأشكال، ويُعد شكل وعدد الأنوية الموجودة داخل الخلايا المتعادلة من الأمور المهمة التي تساعد في تشخيص بعض الأمراض.[٣]


دورة حياة الخلايا المتعادلة

يتم إنتاج أكثر من 100 مليار خلية من الخلايا المتعادلة يوميًا في نخاع العظم، وعندما تنتهي دورة حياة الخلايا المتعادلة تقوم خلايا البلعمة بتدميرها، وعلى الرغم من هذا إلا أن عدد الخلايا المتعادلة يبقى ثابتًا نسبيًا؛ وذلك بفعل التوازن ما بين إنتاجها وتدميرها، كما أن الخلايا المتعادلة قابلة للتغيير بحيث تكون قادرة على أداء وظائف خاصة في أوقات وأماكن مختلفة.[٤]


المستوى الطبيعي للخلايا المتعادلة

يتراوح المستوى الطبيعي للخلايا البيضاء في جسم الشخص البالغ بين 4,500-11,000 خلية لكل ميكروليتر من الدم، وتُشكل الخلايا المتعادلة الغالبية العُظمى من خلايا الدم البيضاء.[٥]


ارتفاع مستوى الخلايا المتعادلة

يُعرف الارتفاع في مستوى الخلايا المتعادلة بمصطلح كثرة العدلات (Neutrophilia) والذي يدل عادةً على إصابة الجسم بالعدوى، ومن الأسباب الأخرى التي تُؤدي إلى ارتفاع مستوى الخلايا المتعادلة:[٦]

  • الإصابة بالعدوى البكتيرية.
  • الإصابة بالتهاب غير معدٍ.
  • الجراحة.
  • التدخين أو استنشاق التبغ.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ممارسة التمارين المكثفة.
  • استخدام أدوية الستيرويدات.
  • الأزمة القلبية.
  • سرطان الدم النخاعي المزمن (Chronic myeloid leukaemia).


انخفاض مستوى الخلايا المتعادلة

يُسمى انخفاض مستوى الخلايا المتعادلة بشكل غير طبيعي بقلة الخلايا المتعادلة (Neutropenia)، وقد يحدث هذا الانخفاض نتيجة خلل في نخاع العظم بحيث يقوم نخاع العظم بإنتاج الخلايا المتعادلة بشكل غير صحيح أو تكون هذه الخلايا غير ناضجة، أو بفعل استخدام الجسم للخلايا المناعية بشكلٍ أسرع من إنتاجها، كما قد يكون السبب بفعل تضخم الطحال؛ وذلك لأن الطحال مسؤول عن تدمير الخلايا المتعادلة وخلايا الدم الأخرى، ونذكر من الأسباب التي قد تُؤدي إلى استخدام الجسم للخلايا المتعادلة بشكلٍ كبير وبالتالي انخفاض نسبتها في الجسم ما يأتي:[٥]

  • العدوى البكتيرية المزمنة أو الشديدة.
  • اضطرابات الحساسية.
  • استخدام بعض العلاجات الدوائية.
  • اضطرابات المناعة الذاتية.


هناك بعض الحالات التي تؤثر في إنتاج الخلايا المتعادلة، وتتضمن:[٥]

  • مرض السرطان.
  • العدوى الفيروسية؛ مثل: الإنفلونزا.
  • العدوى البكتيرية؛ مثل: السل.
  • تليف نخاع العظم (Myelofibrosis).
  • نقص فيتامين ب12.
  • العلاج الإشعاعي الذي يستهدف نخاع العظم.
  • أدوية العلاج الكيميائي.
  • السموم؛ مثل: المبيدات الحشرية والبنزين.
  • فقر الدم النخاعي العظمي (Aplastic anemia).
  • قلة الخلايا المتعادلة الخلقية الشديدة (Severe congenital neutropenia)؛ وهي مجموعة من الاضطرابات التي تؤدي إلى عدم نضوج الخلايا المتعادلة وبالتالي عدم مقدرتها على القيام بوظائفها.
  • قلة عدد الخلايا المتعادلة الحلقية (Cyclic neutropenia)؛ والتي تؤدي إلى ارتفاع وانخفاض في نسبة الخلايا المتعادلة.
  • قلة مستويات الخلايا المتعادلة المزمنة الحميدة (Chronic benign neutropenia)؛ والتي تُسبب انخفاضاً في نسبة الخلايا المتعادلة دون وجود سبب واضح لهذا الانخفاض.


المراجع

  1. "Types and Function of White Blood Cells (WBCs)", verywellhealth, Retrieved 24/7/2021. Edited.
  2. "Neutrophils", Medlineplus, Retrieved 5/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Neutrophils Function and Abnormal Results", verywellhealth, Retrieved 5/7/2021. Edited.
  4. "Neutrophil: A Cell with Many Roles in Inflammation or Several Cell Types?", frontiersin, Retrieved 5/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "What are neutrophils and what do they do?", medicalnewstoday, Retrieved 5/7/2021. Edited.
  6. "Understanding Neutrophils: Function, Counts, and More", healthline, Retrieved 6/7/2021. Edited.