ما هو الجهاز العصبي السمبثاوي؟
يعتبر الجهاز العصبي السمبثاوي أحد فروع الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يتكون من فرعين رئيسيين؛ أحدهما الجهاز العصبي السمبثاوي، والآخر الجهاز العصبي الباراسمبثاوي، يعمل هذين الجزأين معًا لإدارة نشاطاتنا اللاإرادية، حيث ينظمان وظائف أعضاء مختلفة من الجسم، ولكن ما يميز الجهاز العصبي السمبثاوي أنه المسؤول عن ردات الفعل في حالات التوتر، والخوف أو الشعور بالتهديد والمسمّاة (الكر والفر)، حيث تغذي أعصاب الجهاز العصبي السمبثاوي معظم أعضاء وأنسجة الجسم تقريبًا حتى تقوم بتغيير حالتها وتعديل وظيفتها أو إيقافها عندما يكون الجسم في مرحلة الخوف والتوتر، ببساطة تتلخص أهمية الجهاز العصبي السمبثاوي في تهيئة الجسم لنشاط فيزيائي يتمثل في مواجهة مصدر الخطر أو الهروب منه، ويتم ذلك عن طريق زيادة تدفق الدم للأعضاء المطلوبة للقيام بذلك.[١]
يمكن أن يتحفز الجهاز العصبي السمبثاوي نتيجة التعرض لمواقف مقلقة وخطيرة، كما يتحفز نتيجة الأمراض والمشاكل الصحية.
ما التغيرات التي يحدثها الجهاز العصبي السمبثاوي عندما يتحفز؟
يقوم الجهاز العصبي السمبثاوي بمجموعة النشاطات الآتية لتجهيز الجسم لردة الفعل (اضرب أو اهرب) والتي تتمثل بالآتي:
- زيادة إفراز هرمون الأدرينالين.
- تسارع نبضات القلب.
- تثبيط عمل الجهاز الهضمي المتمثل بالمعدة، والأمعاء، والبنكرياس والغدد اللعابية.
- توسعة الشعيبات الهوائية لزيادة تدفق الأكسجين باتجاه الأعضاء.
- تَوَسُّع فتحة بؤبؤ العين؛ حتى تستطيع العينان التركيز على مصدر الخطر.
- زيادة التعرق؛ لتخفيف حرارة الجسم الناتجة عن الموقف المسبب للتوتر.
- زيادة تحويل الغلايكوجين (مخزن الجلوكوز) إلى وحدات جلوكوز جاهزة للاستخدام من أجل إنتاج الطاقة التي يحتاجها الجسم.
- تثبيط عمل الجهاز البولي.
- زيادة التروية الدموية للعضلات اللازمة للاستجابة، وتقليل تدفق الدم بالأعضاء الأخرى مثل الجلد، فيظهر الوجه شاحبًا.
كيف يتم تحفيز الجهاز العصبي السمبثاوي؟
تلتفت منطقة الأميجدالا (Amygdala) الموجودة في الدماغ والمسؤولة عن المشاعر إلى وجود خطر يستدعي التعامل معه، فتقوم بإرسال إشارات عصبية إلى منطقة أخرى في الدماغ والتي تسمى منطقة تحت المهاد (Hypothalamus) والمسؤولة عن إدارة الغدد والهرمونات المختلفة، وعندما يتم تحفيز منطقة تحت المهاد من قبل الأميجدلا، تقوم بإرسال إشارات عصبية إلى الغدة الكظرية المسؤولة عن إفراز هرمون الأدرينالين (الإيبينيفرين) والذي يقوم بتأثيرات مختلفة على أعضاء مختلفة في الجسم، كردة فعل على شعور الخوف والتوتر السائد في هذه اللحظة، إذ يعتبر هرمون الأدرينالين المسؤول عن نشاطات الجهاز العصبي السمبثاوي التي تم توضيحها سابقًا.[٢]
ما الفرق بين الجهاز العصبي السمبثاوي والجهاز العصبي الباراسمبثاوي؟
يكمن الفرق بين الجهاز العصبي السمبثاوي والباراسمبثاوي، أن الجهاز العصبي الباراسمبثاوي هو المسؤول عن نشاطات الجسم المختلفة أثناء الراحة وغياب التوتر، حيث يشهد الجسم انخفاضًا في معدل نبض القلب عن المعدل المشهود في حالة التوتر، كما يزيد عمل الجهاز الهضمي، فتزداد حركة المعدة والأمعاء، كما يزيد إفراز الهرمونات المسؤولة عن عمليات الهضم المختلفة، ويزيد نشاط الجهاز البولي والتناسلي عكس ما حصل أثناء تحفيز الجهاز العصبي السمبثاوي، كما تتضيق فتحة بؤبؤ العين لعدم وجود مصدر خطر تحتاج العينان للتركيز عليه، ومعظم عضلات الجسم تكون في حالة راحة واسترخاء أثناء نشاط الجهاز العصبي الباراسمبثاوي.[٣]
نصائح لتقليل تحفيز الجهاز العصبي السمبثاوي
إليك بعض النصائح التي يمكنك اتباعها للتعامل مع التوتر الدائم في الحياة اليومية، لتخفيف تأثير الجهاز العصبي السمبثاوي عليك، والوقاية من الإصابة بمشاكل وأمراض الجهاز العصبي وغيرها:[٤]
- اعتمد وضعية الاسترخاء والراحة كرد فعل عند مواجهتك لأي حدث مُوَتِّر.
- مارس التمارين الرياضية بشكل منتظم، مثل ممارسة المشي خاصةً بعد الشعور بالتوتر أو الخوف.
- مارس تمارين الاسترخاء والتأمل مثل اليوغا.
- مارس تمارين التنفس العميق أثناء شعورك بالخوف حتى تهدأ من جديد.
- احرص على وجود شبكة داعمة من الأصدقاء في حياتك، حتى تلجأ لهم عند شعورك بالخوف، الوحدة أو التوتر.
- تذكر أن لا شيء يستحق أن يُشعرك بالتوتر بشكل مستمر، فصحتك هي الأهم وهي التي يجب أن تكون على رأس أولوياتك.
المراجع
- ↑ "Sympathetic Nervous system ", Physio-pedia, Retrieved 22/2/2022. Edited.
- ↑ "Sympathetic Nervous system ", Live science, Retrieved 22/2/2022. Edited.
- ↑ "Sympathetic vs parasympathetic matter", efchealth, Retrieved 22/2/2022. Edited.
- ↑ promotes the "rest and,after the danger has passed "Understanding the stress response ", Harvard, Retrieved 22/2/2022. Edited.
كما لاحظنا من نشاطات الجهاز العصبي السمبثاوي، فهو يقوم بتهيئة الجسم بمختلف الطرق لمواجهة الموقف الخطير أو الموَتِّر، ويقلل من بعض العمليات غير اللازمة في هذه اللحظة، مثل عملية التبول، الهضم والإخراج.