علاج سرطان الدماغ

قد يبدأ السّرطان بالدّماغ نفسه وحينها يُسمّى الورم السّرطاني بالورم الأوّلي، أو قد يغزو الدّماغ بعد انتقال الخلايا السّرطانيّة من عُضو آخر للدّماغ، حينها سيُسمّى بالورَم النّقيلي، ولكن كيف يُعالَج سرطان الدّماغ بأنواعه؟^[١]

علاج سرطان الدماغ

يعتمد علاج سرطان الدماغ على العديد من العوامل بما في ذلك نوع الورم، وموقعه، وحجمه، وعمر المصاب وصحته العامة، ومن الجدير بالذكر أن طرق العلاج والجداول الزمنية المُحددة لعلاج سرطان الدماغ للأطفال والمراهقين تختلف عن تلك الخاصة بالبالغين، وفي العادة يعالج المريض ببعض الأدوية كالستيرويدات والأدوية التي تُخفف التورم أو الوذمة، والأدوية المُضادة للاختلاج لمنع النوبات العصبية والتشنجات أو السيطرة عليها، وفي حال وجود استسقاء أو تجمع للسوائل في الرأس يحتاج المصاب لإجراء تحويلة لتصريف السائل الدماغي النُّخاعي إلى جزءٍ آخرٍ من الجسم وعادةً ما يكون البطن،^[٢] وفيما يلي توضيحًا لأهم طرق علاج سرطان الدماغ الأكثر شيوعًا:

العلاج الإشعاعي

يُمكن استخدام العلاج الإشعاعي (Radiation Therapy)، بالتزامن مع الجراحة والعلاج الكيميائي لعلاج سرطان الدماغ، وفي بعض الأحيان بعد الانتهاء من الجراحة، يمكن أن يُوجّه الطبيب جرعةً عاليةً من الأشعة السينية مباشرةً نحو الورم دون إلحاق الضرر بالأنسجة السليمة المحيطة، وهو ما يُسمى بالعلاج الإشعاعي الخارجي (External Beam Radiation)، أو يضع غرساتٍ خاصةٍ في الدماغ تُصدر الإشعاع لتدمير الورم داخليًا وتُسمى بالعلاج الإشعاعي الداخلي أو المعالجة الكَثبية (Internal Radiation Therapy or Brachytherapy).^[٣]

العلاج الكيميائي

يستخدم العلاج الكيميائي (Chemotherapy)، أدويةً مضادةً للسرطان بهدف تدمير خلايا أورام الدماغ وقتلها، وتنتشر هذه الأدوية في جميع أنحاء الجسم خلال مجرى الدم، وفي بعض الأحيان يكون من الصعب علاج أورام الدماغ باستخدام أدوية العلاج الكيميائي؛ لأن الدماغ يمنع دخول أي موادٍ ضارةٍ إليه عبر حاجز الدم في الدماغ، والذي يعمل بمثابة مُرشح بين الدم والدماغ، وقد يوصي الأطباء بالعلاج الكيميائي بعد الجراحة لعلاج أنواعٍ معينةٍ من أورام الدماغ كالأورام الدّبقية (Gliomas)، أو بالتزامن مع العلاج الإشعاعي، أو لعلاج ورمٍ في الدماغ عاد مُجددًا بعد العلاج، ويتلقى المصاب أدوية العلاج الكيميائي بعدة طرقٍ منها عبر الوريد، أو في العمود الفقري ويُسمى بالعلاج الكيميائي داخل القراب (Intrathecal Chemotherapy)، أو مباشرةً في الدماغ، أو على شكل أقراصٍ أو كبسولاتٍ تؤخذ عن طريق الفم.^[٤]

الجراحة

تشمل الأنواع الشائعة من الجراحة لعلاج سرطان الدماغ كلًا مما يلي:^[٥]

• حَجّ القحف: (Craniotomy)، وهي الجراحة الأكثر استخدامًا لإزالة أورام الدماغ، إذ يُجري الجرّاح شقًّا في فروة الرأس ويُزيل قطعة من الجمجمة لكشف الدماغ، وبعد ذلك يُزيل الورم بأكمله أو بقدر ما يُمكن، ويُعيد الجزء المزال الجمجمة إلى مكانها، ويُخيط فروة الرأس لإغلاق الجرح.
• التنظير العصبي: (Neuroendoscopy)، إذ يُحدث الجرّاح ثُقبًا صغيرًا في الجمجمة أو من خلال الأنف أو الفم، ويختلف ذلك تبعًا لموقع الورم، وبعد ذلك يستخدم أدواتٍ صغيرةٍ لإزالة الورم، والتي يحتوي بعضها على كاميرا صغيرة تُرسل الصور من الدماغ إلى شاشة كمبيوتر خاصة خلال الإجراء، مما يسمح للجرّاح بالعثور على الورم بسهولة وإزالته.

الجراحة الإشعاعية التجسيمية

لا تُعد الجراحة الإشعاعية التجسيمية (Stereotactic Radiosurgery)، شكلاً من أشكال الجراحة، بل هي إجراء يقوم على توجيه حُزمًا مُتعددة من الإشعاع ذات تركيزٍ شديدٍ لقتل خلايا الورم في منطقةٍ صغيرةٍ جدًا، وهناك أنواع مختلفة من التقنيات المُستخدمة في الجراحة الإشعاعية التجسيمية لإيصال الإشعاع لأورام الدماغ وتدميرها بما في ذلك سكين جاما (Gamma Knife)، أو المُسرّع الخطي (Linear Accelerator).^[٦]

العلاج الموجه

العلاج الموجه (Targeted Therapy) خيار علاجي يستهدف الجينات، أو البروتينات، أو بيئة الأنسجة التي تُساهم في نمو الورم وبقائه، مما يمنع نمو الخلايا السرطانية وانتشارها، ويحد كذلك من تلف الخلايا السليمة.^[٧]

علاجاتٍ أخرى

تشمل خيارات العلاج الأخرى لسرطان الدماغ العلاجات الحرارية (Heat Treatments)، والعلاج المناعي (Immunotherapy)؛ وهو علاج قائم على استخدام الخلايا المناعية الموجهة لقتل أنواعٍ معينةٍ من الخلايا السرطانية، واستخدام الأدوية المُضادّة للالتهاب لتقليل الالتهاب وتورّم الدماغ.^[٨]