ما هو العصب الحنجري العلوي؟

العصب الحنجري العلوي (uperior laryngeal nerve)، هو أحد فروع العصب المبهم المسؤول عن التغذية العصبية للحنجرة، وسنتحدث في هذا المقال عن كل ما يخص العصب الحنجري العلوي.^[١]

ما هو العصب الحنجري العلوي؟

يُعد العصب الحنجري العلوي أحد الفروع النهائية للعصب المبهم (Vagus nerve)، ويحتوي أيضًا على مداخل عصبية ودية قادمة من العقدة العنقية العلوية،^[٢] وبشكلٍ عام يُقسم العصب الحنجري العلوي إلى جزيئين هما: الجزء الداخلي والخارجي، إذ إنّ العصب الداخلي هو المسؤول عن الوظيفة الحسية للحنجرة،^[٣] أما العصب الخارجي فهو المسؤول عن التحكم بالعضلة الحلقية الدَرقية؛ وهي العضلة المسؤولة عن تقارب الحبل الصوتي.^[٢]

أين يقع العصب الحنجري العلوي؟

يبدأ العصب الحنجري العلوي على مستوى الفقرة العنقية الثانية C2 من العمود الفقري، إذ ينشأ من العصب المبهم، ويتجه نزولاً بشكل وسطي نحو الغشاء الموجود بين الغضروف الدرقي والعظم اللامي الواقع عند قاعدة اللسان (Hyoid bone)، ثم ينقسم إلى فرعين بمحاذاة الشريان السباتي الداخلي، ثم يمر العصب الداخلي من القرن الأكبر للعظم اللامي، ويخترق غشاء الغدة الدرقية مع الشريان الحنجري العلوي.^[٤]

وظيفة العصب الحنجري العلوي

تتمثل وظيفة العصب الحنجري العلوي بما يلي:^[٥]

• الوظيفة الحركية: يُعد الفرع الخارجي للعصب الحنجري العلوي هو المسؤول عن الوظيفة الحركية للعصب، إذ إنّه يغذي عضلة تُسمى بعضلة المغني أو العضلة الحلقية الدَرقية (Cricothyroid muscle)، وهي العضلة المسؤولة عن حركة الشد وتمدد الأربطة الصوتية، حيثُ تميل الغدة الدرقية عادةً إلى الأمام لإصدار أصوات قوية، بالإضافة إلى أنها تساهم في إصدار أصوات عالية النبرة عند عملها مع العضلة الدرقية الطِرجهالية (Thyroarytenoid muscle).
• الوظيفة الحسية: يُعد الفرع الداخلي للعصب الحنجري العلوي هو المسؤول عن الوظيفة الحسية، إذ إنه يتواصل مع خلايا عصبية داخل الدماغ للتحكم بعملية البلع، وإغلاق الحنجرة، وتنظيم التنفس، فهو مهم لحماية مجرى الهواء عند بلع الطعام لكي لا يعيق عملية التنفس.

ما هي الأمراض التي تصيب العصب الحنجري العلوي؟

يُمكن أن يتعرض العصب الحنجري العلوي لإصابات، أو مشاكل فيسيولوجية، أو أمراض تؤثر في وظيفته، ومن الجدير بالذكر أن أحد أكثر هذه الحالات شيوعًا هو تعرض الفرع الخارجي للعصب الحنجري العلوي لإصابة أثناء الخضوع للعمليات الجراحية؛ مثل: استئصال الغدة الدرقية،^[٥] إذ يؤدي حدوث إصابة فيه إلى تغير في الصوت، وتختلف شدتها وفقًا لطبيعة الضرر، وتجدر الإشارة إلى أنّ الاختلاف التشريحي في موقع العصب من شخصٍ إلى آخر جعل من الصعب على الأطباء تحديد موقعه، وتجنب الضرر الناتج عن إصابته أو قطعه.^[٦]

ما تأثير إصابة العصب الحنجري العلوي على المغنيين؟

قد لا يلاحظ معظم المرضى أي تغيرات بالرغم من إصابة العصب الحنجري العلوي لديهم، ولكن قد يعاني البعض من بحة أو انخفاض في مستوى الصوت، وبالرغم من ذلك فإنّ هذا التغير قد يؤثر في حياة البعض وخصوصًا المغنين، الذي قد يؤدي إلى إصابة العصب الحنجري العلوي لديه بما يُهدد حياته المهنية، وبالتالي يكون الضرر أكثر من مجرد حدوث بحة في الصوت لدى هؤلاء.^[٧]