الهرمون المنشّط لقشرة الكظرية 

يُعد الهرمون المنشط لقشرة الكظرية "(بالإنجليزية: Adrenocorticotropic Hormone or Corticotropin) واختصارًا ACTH"، هرمونًا يُصنّع ويُفرز من الغدة النخامية الأمامية (بالإنجليزية: Anterior Pituitary Gland) استجابة لإفراز الهرمون مطلق لموجهة القشرة من منطقة المهاد (بالإنجليزيّة: Corticotropin-releasing hormone - CRH)، كما يُفرز استجابة للعديد من أنواع الإجهاد والتوتر النفسي، ليحفز الغدة الكظرية على إفراز هرمون الكورتيزول في الدّم.[١]

وظيفة الهرمون المنشّط لقشرة الكظرية 

تُعد وظيفة الهرمون المنشّط لقشرة الكظرية الأساسية هي التحكّم بمستوى هرمون الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol) في الدّم، عن طريق التحكم بإفرازه من الغدة الكظرية، إذ يلعب الكورتيزول دورًا مهمًا في الجسم، ويُذكر من مهامه ما يأتي:[٢]

  • الاستجابة للتوتر.
  • مكافحة العدوى.
  • تنظيم مستوى السكر في الدّم.
  • الحفاظ على مستوى ضغط الدّم.
  • تنظيم علمية التمثيل الغذائي في الجسم، عن طريق التحكم بكيفية استخدام الجسم للطعام والطاقة.



آلية التحكم بإفراز الهرمون المنشّط لقشرة الكظرية 

يتم التحكم بالهرمون المنشط لقشرة الكظرية عن طريق 3 مناطق في الجسم، تحت المهاد (بالإنجليزية: Hypothalamus)، والغدة النخامية، والغدة الكظرية (بالإنجليزية: Adrenal Glands)، وهو ما يُسمى المحور الوطائي - النخامي - الكظري "(بالإنجليزية: Hypothalamic–Pituitary–Adrenal Axis) واختصارًا يُدعى HPA"، فعندما تكون مستويات هرمون الكورتيزول منخفضة في الدّم، تقوم مجموعة من الخلايا في منطقة ما تحت المهاد بإفراز هرمون يسمى الهرمون مطلق لموجهة القشرة CRH، والذي بدوره يُحفز الغدة النخامية على إفراز الهرمون المنشط لقشرة الكظرية في الدم، لتقوم بعد ذلك المستقبلات الموجودة في الغدة الكظرية بالكشف عن المستويات العالية للهرمون المنشط لقشرة الكظرية، لتقوم الغدة بإفراز هرمون الكورتيزول، مما يُسبب ارتفاع مستوى هرمون الكورتيزول في الدّم، ومع ارتفاع مستوى الكورتيزول في الدّم، ينخفض ويبطئ إفراز الهرمون مطلق لموجهة القشرة، وبالتالي ينخفض إنتاج الهرمون المنشّط لقشرة الكظرية، وبالتالي ينخفض مستوى الكورتيزول، وهو ما يُسمى بالتغذية الراجعة السلبية، ومن الجدير بالذكر أن التوتر والضغط النفسي يُحفز إنتاج الهرمون المنشّط لقشرة الكظرية، ويزيد من إنتاج الكورتيزول.[٣]



المستوى الطبيعي للهرمون المنشّط لقشرة الكظرية 

تختلف قيم المستوى الطبيعي للهرمون المنشط لقشرة الكظرية قليلًا بين المختبرات الطبية، وعادةً تؤخذ عينة الدّم لقياس مستوى الهرمون في الصباح الباكر،[٤] وفيما يأتي بيان للقيم الطبيعية لمستوى الهرمون المنشّط لقشرة الكظرية:


يوضح الجدول أدناه القيم الطبيعية للهرمون المنشّط لقشرة الكظرية اعتمادًا على العمر والجنس:[٥]


العمر والجنس
النسبة الطبيعية بوحدة بيكوغرام لكل ميليلتر.
الذكور أكبر من 19 سنة
6 - 58 بيكوغرام لكل ميليلتر.
الإناث أكبر من 19 سنة
7 - 69 بيكوغرام لكل ميليلتر.
الذكور والإناث ما بين 10 - 18 سنة
6 - 55 بيكوغرام لكل ميليلتر.
الذكور والإناث ما بين أسبوع إلى 9 سنوات
5 - 46 بيكوغرام لكل ميليلتر.



ارتفاع مستوى الهرمون المنشّط لقشرة الكظرية 

يعود ارتفاع مستوى الهرمون المنشّط لقشرة الكظرية إلى العديد من الأسباب، ويُذكر منها ما يأتي:

  • مرض أديسون (بالإنجليزية: Addison Disease) وهو عدم إنتاج الغدة الكظرية لما يحتاجه الجسم من الكورتيزول.[٦]
  • فرط تنسج الكظرية الخلقي (بالإنجليزية: Congenital Adrenal Hyperplasia) وهو عدم إنتاج الغدد الكظرية ما يكفي من الهرمونات.[٦]
  • فرط نشاط واحدة أو أكثر من الغدد الصماء في الجسم.[٦]
  • تكون نوع من الأورام في الغدد الصماء كتكون الأورام الصماوية المتعددة النوع الأول (بالإنجليزية: Multiple Endocrine Neoplasia Type I).[٦]
  • مرض كوشينغ أو ما يسمى بفرط نشاط قشر الكظر (بالإنجليزية: Cushing Disease) وهو إنتاج الغدة النخامية الكثير من الهرمون المنشط لقشرة الكظرية، بسبب وجود ورم غير سرطاني في الغدة.[٦]
  • وجود نوع نادر من الأورام في الرئتين، أو الغدة الدرقية، أو البنكرياس يُسبب إفراز الكثير من الهرمون المنشط لقشرة الكظرية.[٦]
  • متلازمة فرط نشاط قشر الكظر الكاذب (بالإنجليزية: Pseudo-Cushing Disorders)، كالتي تحدث في حالات الاكتئاب، أو إدمان الكحول، أو فقدان الشهية العصبي (بالإنجليزية: Anorexia Nervosa).[٥]



انخفاض مستوى الهرمون المنشّط لقشرة الكظرية 

يعود انخفاض مستوى الهرمون المنشّط لقشرة الكظرية إلى العديد من الأسباب، ويُذكر منها ما يأتي:

  • استخدام أدوية الهرمونات القشرية السكرية (بالإنجليزية: Glucocorticoid Medicines)، والتي بدورها تعمل على تثبيط إنتاج الهرمون المنشط لقشرة الكظرية، وهي من أكثر الأسباب شيوعًا لانخفاض مستوى الهرمون في الدّم.[٤]
  • قصور الغدة النخامية (بالإنجليزية: Hypopituitarism)، وهو عدم إنتاج الغدة النخامية لما يكفي من الهرمونات، كالهرمون المنشط لقشرة الكظرية.[٤]
  • وجود ورم في الغدة الكظرية يُسبب إنتاج الكثير من الكورتيزول.[٤]
  • نقص الهرمون مطلق لموجهة القشرة.[٥]
  • الورم القحفي البلعومي (بالإنجليزية: Craniopharyngioma)، أو وجود إصابات أخرى في منطقة تحت المهاد، أو في السويقة النخامية.[٥]
  • أمراض الارتشاح في منطقة تحت المهاد، كمرض الساركويد، أو السل، أو الالتهابات الفطرية.[٥]
  • نقص مستوى الهرمون المنشط لقشرة الكظرية الخلقي (بالإنجليزية: Congenital ACTH deficiency).[٥]
  • إصابات في منطقة الرأس، ككسور الجمجمة.[٥]
  • التهاب الغدة النخامية ذاتي المناعة (بالإنجليزية: Autoimmune Hypophysitis).[٥]
  • تعرض الغدة النخامية للعلاج الإشعاعي، أو النزيف، أو العدوى.[٥]
  • التهاب الغدة النخامية الناتج عن استخدام بعض الأدوية.[٥]



كيف يتكوّن الهرمون المنشط لقشرة الكظرية؟

يُعد الهرمون المنشط لقشرة الكظرية جزءاً من مقدمة بروتين سكري كبير الحجم يسمى "Proopiomelanocortin"، واختصارًا "POMC"، والذي ينقسم بعد ذلك ليكون العديد من الببتيدات النشطة بيولوجيًا، ومنها الهرمون المنشط لقشرة الكظرية، والذي يتمثل عمله الرئيسي في تحفيز نمو وإفراز خلايا قشرة الغدة الكظرية، بالإضافة إلى ذلك، يتسبب هذا الهرمون في زيادة تصبغ الجلد.[٧]



اختبار الهرمون المنشط لقشرة الكظرية

يطلب الطبيب في بعض الأحيان فحص مستوى الهرمون المنشط لقشرة الكظرية في الدّم، وخصوصًا عندما تكون اختبارات مستوى الكورتيزول في الدّم غير طبيعية، أو إذا كان الشخص يُعاني من أعراض تشير إلى ارتفاع أو انخفاض مستوى الكورتيزول في الدم، كما أن إجراء اختبار الهرمون المنشط لقشرة الكظرية إلى جانب اختبار الكورتيزول في الدّم، يُساعد في تحديد والكشف عن العديد من أمراض الغدد الصماء المرتبطة بمستويات الكورتيزول المرتفعة أو المنخفضة.[٨]


ومن الجدير بالذكر أنه لإجراء اختبار الهرمون المنشط لقشرة الكظرية، قد يطلب الطبيب من الشخص الصيام طوال الليل، لإجراء الاختبار في الصباح الباكر؛ وذلك لأن مستويات هذه الهرمون تكون مرتفعة في وقت الصباح، وتنخفض تدريجيًا خلال أوقات النهار، لتُصبح في أدنى مستوياتها أثناء النوم،[٨] ويُجرى الاختبار من خلال أخذ عينة من الدّم من أوردة الذراع باستخدام إبرة رفيعة، قد تُسبب القليل من الألم عند دخولها وخروجها.[٢]



المراجع

  1. "Adrenocorticotropic Hormone (ACTH, Corticotropin)", vivo.colostate, 1/1/2018, Retrieved 3/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Adrenocorticotropic Hormone (ACTH)", medlineplus, Retrieved 3/5/2021. Edited.
  3. "Adrenocorticotropic hormone", yourhormones, 1/12/2020, Retrieved 3/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "ACTH blood test", ucsfbenioffchildrens, 5/6/2019, Retrieved 3/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر Georges Elhomsy (24/9/2020), "Adrenocorticotropin (ACTH) ", emedicine.medscape, Retrieved 3/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح "ACTH blood test", ucsfhealth, 6/5/2019, Retrieved 3/5/2021. Edited.
  7. "Adrenocorticotropic hormone", britannica, Retrieved 3/5/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Adrenocorticotropic Hormone (ACTH)", hormone, 1/10/2019, Retrieved 3/5/2021.