ما هو مرض السنسنة المشقوقة؟

السنسنة المشقوقة

السنسنة المشقوقة هي نوع من عيوب الأنبوب العصبي، وهو الهيكل الذي يتطور في النهاية إلى دماغ الطفل والحبل الشوكي، ويبدأ في التكون في بداية الحمل، ويغلق بعد حوالي 4 أسابيع من حدوث الحمل، ولكن في السنسنة المشقوقة، لا يتطور جزء من الأنبوب العصبي، أو لا ينغلق بشكل صحيح في الرحم، مما يؤدي إلى حدوث عيوب في الحبل الشوكي وفقرات العمود الفقري للجنين، وإنّ سبب الإصابة به غير معروف، ولكن هناك عددًا من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر ذلك.^[١]

أنواع السنسنة المشقوقة

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من السنسنة المشقوقة:^[٢][٣]

• السنسنة المشقوقة الخفية: هذا هو الشكل الأكثر شيوعًا والأكثر اعتدالًا، ولا يتسبب عادةً في أي نوع من الإعاقة، لدرجة أنّ كثيرًا من الناس لا يعرفون أنهم يمتلكونها إلّا عندما يخضعون للأشعة السينية لسبب آخر، وعادة ما يكون النخاع الشوكي والأعصاب سليماً، ولكن قد تكون هناك فجوة صغيرة في العمود الفقري.
• القيلة السحائية: يحدث هذا النوع النادر من السنسنة المشقوقة عندما يندفع كيس من السائل النخاعي (وليس النخاع الشوكي) عبر فتحة في ظهر الطفل، وعادة ما يكون هناك تلف بسيط أو معدوم في الأعصاب، حيث يعاني بعض الأشخاص من أعراض قليلة أو معدومة، بينما يعاني البعض الآخر من مشاكل في المثانة والأمعاء، ويمكن أن يسبب إعاقات طفيفة.
• القيلة النخاعية السحائية: وهي أشد أنواع السنسنة المشقوقة، تظل القناة الشوكية للطفل مفتوحة على طول عدة فقرات في الظهر، مما يسمح للحبل الشوكي والأغشية الواقية المحيطة به بالاندفاع للخارج، وتشكيل كيس في ظهر الطفل، يتسبب هذا في إعاقات متوسطة إلى شديدة، مثل المشاكل التي تؤثر على طريقة دخول الشخص إلى الحمام، وفقدان الإحساس في ساقي أو قدم الشخص، وعدم القدرة على تحريك الساقين.

أعراض السنسنة المشقوقة

تختلف علامات وأعراض السنسنة المشقوقة حسب نوع الحالة وشدتها اعتمادًا على عوامل عدة، مثل حجم الفتحة وموقعها في العمود الفقري،^[٤][٣] وعادة لا توجد علامات أو أعراض مع السنسنة المشقوقة الخفية، على الرغم من أنك قد ترى خصلة من الشعر أو غمازة صغيرة أو وحمة على جلد الطفل فوق المنطقة المصابة، أما القيلة السحائية والقيلة النخاعية السحائية فتظهر أعراضها عند الولادة، مثل بروز الأغشية، أو انتفاخ كيس مملوء بالسوائل أو الأنسجة والأعصاب المكشوفة، إذا لم يتم اكتشافها خلال الحمل، ويمكن أن تسبب السنسنة المشقوقة مشاكل، مثل:^[١][٥]

• ضعف أو شلل كامل في عضلات القدمين أو الوركين أو الساقين، وعدم القدرة على المشي أو تحريك أجزاء من الجسم.
• فقدان الإحساس في أجزاء من الجلد.
• سلس الأمعاء وسلس البول.
• استسقاء الرأس (تراكم السوائل في الدماغ).
• صعوبات التعلم لدى البعض، ولكن يتمتع معظم المصابين بالسِّنْسِنَة المشقوقة بذكاء طبيعي.
• مشاكل العمود الفقري مثل الجنف.

تشخيص السنسنة المشقوقة

يمكن اكتشاف السنسنة المشقوقة قبل الولادة في بعض الحالات، ولكن من المهم أن تتذكر أنه لا يوجد اختبار طبي مثالي، وأن النتائج ليست دائمًا دقيقة بنسبة 100%. يمكن اكتشاف السنسنة المشقوقة في الرحم من خلال أحد الاختبارات التالية:^[٤]

• فحص دم خلال الأسبوعين السادس عشر إلى الثامن عشر من الحمل، من ضمنه فحص بروتين ألفا فيتوبروتين، ويكون مستواه أعلى لدى معظم النساء اللاتي لديهن جنين مصاب بالسنسنة المشقوقة.
• تصوير الجنين بالموجات فوق الصوتية، ويمكن أن تظهر علامات السنسنة المشقوقة مثل العمود الفقري المفتوح.
• أخذ كمية صغيرة من السائل من الرحم، من خلال إبرة رفيعة، ويمكن استخدامه لفحص مستويات البروتين.

بمجرد ولادة الطفل، يمكن إجراء عدد من الاختبارات لمعرفة مدى سوء الحالة والمساعدة في تحديد العلاجات التي من المحتمل أن تكون الخيار الأفضل، وقد تشمل الاختبارات:^[١]

• مراقبة نمو رأس الطفل وإجراء فحص للدماغ، باستخدام الفحص بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، للتحقق من استسقاء الرأس (السوائل الزائدة في الدماغ).
• فحص بالموجات فوق الصوتية للمثانة والكلى للتحقق مما إذا كان طفلك يخزن بوله بشكل طبيعي.
• تقييم حركات الطفل للتحقق من الشلل.

علاج السنسنة المشقوقة

ليس كل الأشخاص الذين ولدوا مصابين بالسنسنة المشقوقة لديهم نفس الاحتياجات، لذلك فإن العلاج سيكون مختلفًا لكل شخص، يعاني بعض الأشخاص من مشاكل أكثر خطورة من غيرهم، ما يعني سيحتاج الأشخاص المصابون بالقيلة النخاعية السحائية والقيلة السحائية إلى علاجات أكثر من الأشخاص المصابين بالسنسنة المشقوقة الخفية، وقد يكون الخيار الوحيد هو التعامل مع الأعراض والحالات المصاحبة لها،^[٦] ويشمل ذلك ما يلي:^[٢][٥]

• الجراحة لإغلاق الفتحة في العمود الفقري وعلاج استسقاء الرأس، للأطفال الرضع عندما يبلغون بضعة أيام من العمر أو حتى وهم لا يزالون في الرحم، وقد تكون هناك حاجة إلى جراحات أخرى لتصحيح مشاكل القدمين أو الوركين أو العمود الفقري.
• العلاجات للمساعدة في تسهيل الحياة اليومية وتحسين الاستقلال، مثل العلاج الطبيعي.
• الأجهزة المساعدة ومعدات الحركة، مثل كرسي متحرك، أو مساعدات المشي.
• علاجات لمشاكل الأمعاء والمسالك البولية، كاستخدام قسطرة للمساعدة في تفريغ المثانة ومنع العدوى، والتدريب لتعلم كيفية إدارة وظائفها.
• إدارة صعوبات التعلم في حل المشكلات والتعامل مع المهام الجديدة.

الوقاية من السنسنة المشقوقة

أفضل طريقة للوقاية من السنسنة المشقوقة هي تناول الأطعمة التي تحتوي على حمض الفوليك، مثل البروكلي والسبانخ والحمص، بالإضافة لمكملات حمض الفوليك قبل وأثناء الحمل، حيث يجب أخذ 400 ميكروغرام يوميًا أثناء التخطيط للحمل وحتى الأسبوع الثاني عشر من الحمل، وقد يوصي الطبيب بجرعة 5 ملليغرام للنساء اللاتي يُعتقد أنهن أكثر عرضة لخطر إنجاب طفل مصاب بالسِّنْسِنَة المشقوقة، بما في ذلك:^[٧][٨]

• وجود تاريخ عائلي من عيوب الأنبوب العصبي للحامل أو زوجها.
• وجود حمل سابق متأثر بعيب في الأنبوب العصبي.
• تناول بعض الأدوية مثل حمض الفالبرويك (يستخدم في حالات الصرع) أثناء الحمل.

إذا وجدت حالة طبية، مثل السكري أو السمنة، فيجب التأكد من أنها تحت السيطرة قبل الحمل.^[٦]