إذا أصبت بمرفقك، فمن المحتمل أن يتورم وينتفخ، ولكن ماذا يحدث عندما تضرب رأسك؟


ما هي الوذمة الدماغية؟

تحدث الوذمة الدماغية أو تورم الدماغ (Cerebral edema)، عندما يتراكم السائل حول الدماغ، مما يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الجمجمة، كاستجابة طبيعية للجسم تجاه الصدمة أو السكتة الدماغية أو العدوى، وبما أنّ الدماغ محاطٌ بجمجمة صلبة، فإن زيادة الضغط داخل الجمجمة يمكن أن تمنع إمداد الدماغ بالدم الغني بالأكسجين، وتمنع السوائل من مغادرة الدماغ، وهو ما قد يسبب مضاعفات خطيرة تتمثل بإتلاف خلايا الدماغ أو موتها إن لم يتم علاجه فورًا.[١][٢]



يمكن أن يؤثر ذلك على مناطق معينة من الدماغ أو الدماغ كله اعتمادًا على السبب الأساسي.



ما خطورة الوذمة الدماغية؟ وهل يمكن الشفاء منها؟

يمكن أن تسبب الوذمة الدماغية عواقب وخيمة لا رجعة فيها، وفي بعض الحالات قد تكون قاتلة إذا لم يتم علاجها بسرعة، حيث يمكن أن تؤثر السرعة التي يتلقى بها المريض العلاج على وقت الشفاء وتحسن النتائج، كما يعتمد ذلك على الفرد، والموقع الدقيق للوذمة وشدتها، وسبب حدوثها، وخطة العلاج المتّبعة.[١][٢]



من الضروري علاج الوذمة الدماغية على وجه السرعة لتجنب أي أضرار.



أنواع الوذمة الدماغية

هناك خمسة أنواع رئيسية من الوذمة الدماغية، اعتمادًا على المسبب، وهي:[٣][٢]


  • الوذمة الخلوية السامة: (Cytotoxic/ionic/cellular edema) تُعرف أيضًا بالوذمة الخلوية أو الأيونية، وتنتج عن تراكم الصوديوم والماء داخل الخلايا مما يؤدي إلى تلفها، وتتضمن أسبابه: إصابات الدماغ الرضحية، وأمراض التمثيل الغذائي، والالتهابات مثل التهاب الدماغ أو التهاب السحايا، أو ابتلاع مواد كيميائية مثل الميثانول.


  • الوذمة الوعائية: (Vasogenic edema) وهي الشكل الأكثر شيوعًا، وتنتج عن تمزق الحاجز الدموي الدماغي، مما يسمح بتسرب السوائل وتراكم الضغط داخل الدماغ، ويحدث عند الأشخاص المصابين بأورام الدماغ، وقد تحدث بسبب وجود الكثير من ثاني أكسيد الكربون في الدم، وأمراض التمثيل الغذائي، وسمية الرصاص.


  • الوذمة الفراغية: (Interstitial/hydrocephalic edema): تحدث بسبب استسقاء الرأس، وهو تراكم السائل الدماغي الشوكي مما يزيد الضغط في الدماغ، وينتج عن خلل جيني أو اضطراب في النمو، أو التهاب السحايا أو ورم أو إصابة دماغ رضحية أو نزيف.


  • الوذمة الهايدروستاتيكية: (Hydrostatic edema): تحدث بسبب تراكم السائل الخلالي، وهو السائل الموجود بين المساحات الصغيرة والضيقة بين الأنسجة، وقد تتطور في مرضى جراحة الأعصاب، وبعض حالات ارتفاع ضغط الدم، واعتلال الكلية الناتج عن ارتفاع ضغط الدم، وتسمم الحمل، وبعض الأورام، ومتلازمة كوشينغ.


  • الوذمة التناضحية: (Osmotic/hypostatic edema) تنجم من الاختلالات التي تؤثر في تراكيز أملاح الدم في الدماغ، ومن هذه الحالات: إصابات الدماغ الرضحية، ونقص صوديوم الدم، أو الحماض الكيتوني السكري (DKA)، أو أمراض التمثيل الغذائي.


أسباب الوذمة الدماغية

تتضمن الأسباب المحتملة للوذمة الدماغية ما يأتي:[١]

  • إصابات الدماغ الرضحية: وهي صدمات حادة، مثل السقوط أو حادث سيارة.
  • السكتة الدماغية الإقفارية: تحدث عندما تحد جلطة دموية من تدفق الأكسجين إلى الدماغ، ما يؤدي إلى إتلاف خلايا الدماغ والتسبب في التورم والضغط.
  • ورم الدماغ: يمكن لورم الدماغ أن يضغط على مناطق من الدماغ، أو يمنع السوائل من مغادرة الدماغ، مما يتسبب في ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة.
  • العدوى: يمكن أن تسبب العدوى البكتيرية أو الفيروسية تورمًا في الدماغ، كالتهاب الدماغ.
  • نزيف الدماغ: يحدث عندما يتمزق أحد الأوعية الدموية في الدماغ ويتسرب الدم خارجه، ما يسبب التهابًا وزيادة في الضغط في الجمجمة.
  • المرتفعات العالية: التي تزيد عن 4 آلاف متر.


الوذمة عند حديثي الولادة

قد يعاني الأطفال الرضع وحديثو الولادة من وذمة دماغية مرتبطة بالاعتلال الدماغي بنقص التأكسج (HIE)، وهو تلف الدماغ ناجم عن انخفاض إمداد الدماغ بالدم المؤكسج في الرحم أو أثناء الولادة، وهو سبب مهم لموت خلايا الدماغ، وقد يؤدي للإعاقة والوفاة عند الأطفال حديثي الولادة، إذا لم يتم علاج الوذمة بشكل سريع، وهذا هو سبب استخدام جهاز مراقبة معدل ضربات قلب الجنين بشكل روتيني لتتبع نبض الجنين أثناء المخاض.[٤]


أعراض الوذمة الوعائية

تختلف الأعراض تبعًا لشدة التورم والسبب الكامن وراءه، وتتضمن أعراض الوذمة الدماغية ما يلي:[٥]

  • تغير السلوك.
  • مشاكل التنسيق.
  • دوخة.
  • صداع الرأس.
  • فقدان الوعي.
  • فقدان الذاكرة.
  • الغثيان.
  • الأرق.
  • مشاكل في الرؤية.
  • التقيؤ.
  • خدر أو تنميل.


إذا زاد الضغط على أنسجة الدماغ وكانت الحالة أكثر شدة، فقد يعاني الشخص من:[٥]

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • بطء معدل النبض.
  • أنماط التنفس غير العادية.


تشخيص الوذمة الدماغية

غالبًا ما يتم تشخيص الوذمة الدماغية أثناء علاج حالة طبية أخرى، مثل السكتة الدماغية أو إصابة الدماغ، ويكون التشخيص كالتالي:[٦]

  • التاريخ الطبي ومراجعة الأعراض ووقت وكيفية بدئها.
  • الفحص البدني الشامل.
  • الاختبارات والفحوصات التصويرية: تتضمن اختبارات الدم إلى جانب اختبارات التصوير مثل الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد مكان الوذمة في الدماغ.


علاج الوذمة الدماغية

بعد أن يؤكد الطبيب تشخيص الوذمة الدماغية، سيصف العلاج المناسب بناء على المسبب، وغالبًا ما يتم علاج الحالات البسيطة من تورم المخ الناتج عن أسباب مثل المرتفعات أو الارتجاج الطفيف في غضون أيام قليلة. ومع ذلك، في معظم الحالات، هناك حاجة إلى المزيد من العلاجات على وجه السرعة، ويمكن أن يشمل ذلك الأدوية للمساعدة على تقليل تورم الدماغ، بالإضافة إلى علاج العدوى، أو علاج الأعراض المصاحبة للوذمة، وقد يوصى بالعلاج بالأكسجين عالي الضغط، والسوائل الوريدية، أو إجراء الجراحة لتصريف سوائل الدماغ في بعض الحالات.[٥][٧]



تختلف مدة الوذمة الدماغية باختلاف الفرد وسبب تورم الدماغ وخطة العلاج المتّبعة.




المراجع

  1. ^ أ ب ت "Cerebral edema: Everything you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 27/6/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت "What Is Cerebral Edema? Symptoms, Causes, Diagnosis, Treatment, and Prevention", everydayhealth, Retrieved 27/6/2022. Edited.
  3. "Cerebral Edema", ajronline, Retrieved 27/6/2022. Edited.
  4. "Cerebral Edema", millerandzois, Retrieved 27/6/2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Cerebral edema", braininjurycanada, Retrieved 27/6/2022. Edited.
  6. "Cerebral Edema", ukhealthcare, Retrieved 27/6/2022. Edited.
  7. "Brain Swelling", webmd, Retrieved 27/6/2022. Edited.