كيمياء الدماغ

كيمياء الدّماغ هي مُصطلح يصِف الطّريقة التي يتواصل بها الدماغ مع نفسه، إذ تُرسَل المعلومات من خلية عصبية لأخرى أو من عصبٍ لآخر، والمعلومات والرّسائل التي تتبادلها الخلايا العصبيّة بالدّماغ هي مجموعة من المواد الكيمائية الموجودة في مكان معين في الدماغ والتي تسمح للدماغ بالقيام بوظائفه اليومية مثل إتاحة الحركة للجِسم، والتحدث، والتفكير، والاستماع، وتنظيم أجهزة الجسم المختلفة والعديد من الوظائف الأُخرى التي لا حصر لها، إذ توجَد نواقل عصبية (جزيئات كيمائية) تنقل الإشارات بين الخلايا العصبية المختلفة لتبقى الرّسائل والمعلومات تتدفق بين أجزاء الدماغ بشكل مستمر.[١][٢]


النّواقل العصبية في الدماغ

إنّ النواقل العصبية هي طريقة التواصل بين الخلايا العصبية في الدماغ، وفيما يأتي توضيح للنواقل العصبيّة الرئيسيّة في الدّماغ:[٣]

  • أسيتل كولين: (Acetylcholine)، يلعب الأسيتل كولين دورًا رئيسيًا في الجهاز العصبي الطرفي؛ إذ يتم إفرازه من قبل الخلايا العصبية الموجودة في الجهاز العصبي اللاإرادي؛ كما أنّه يلعب دورًا هامّا في الجهاز العصبي المركزي في الحفاظ على الوظائف الإدراكية.[٤]
  • الدوبامين: (Dopamine)، يُعتبر الدوبامين أكثر النواقل العصبية الموجودة في الدماغ المرتبطة بالشعور في السعادة والرضا؛ إذ تُعزى جميع المشاعر الجيدة في الرضا والمتعة إلى هذا الناقل العصبي وتأثيره في الدماغ.[٥]
  • السيروتونين: (Serotonin)، يرتبط السيروتونين بالشعور في الراحة والنوم، كما أنّ يؤثر في مزاج الفرد، والإثارة الجنسية، والشعور بالجوع أيضًا.[٣]
  • الجلوتاميت: (Glutamate)، يرتبط الجلوتاميت بالتعلم، والذاكرة، والشعور بالإثارة.[٣]
  • الهيستامين: (Histamine)، يلعب دورًا في عمليات الأيض في الجسم، والتحكم في درجة الحرارة، وتنظيم الهرمونات المختلفة، والتحكم في دورة النوم والاستيقاظ إلى جانب العديد من الوظائف الحيوية الأُخرى.[٤]
  • النورأدرينالين أو النور إيبينيفرين: (Noradrenaline or Norepinephrine)، يُعتبر الناقل العصبي الأساسي في الجهاز العصبي الودي؛ إذ يؤثر في نشاط مختلف أعضاء الجسم بُغية التحكم بضغط الدم، ومعدل نبض القلب، ووظائف الكبد، والعديد من الوظائف الحيوية الأُخرى.[٤]
  • حمض الغاما-أمينوبيوتيريك: (Gamma-aminobutyric acid)، والمعروف اختصارً بالجابا (GABA) وهو حمض أميني طبيعي يعمل كناقل عصبي مُثّبط في الجسم؛ إذ يساهم الجابا في الرؤية والتحكم الحركي، كما أنّه يلعب دورًا في تنظيم القلق وإدراته.[٦]
  • الأوكسيتوسين: (Oxytocin)، يعمل الأوكسيتوسين كهرمون وناقل عصبي في الدماغ؛ إذ يتم إنتاجه من غدة تحت المهاد للقيام بالعديد من الوظائف منها المساهمة في الإدارك الاجتماعي وبناء العلاقات والترابط مع الآخرين والتكاثر الجنسي.[٦]
  • الإندورفينات: (Endorphins)، وهي مجموعة من النواقل العصبية تُثّبط انتقال إشارات الألم وتُحفّز الشعور بالنشوة؛ ويتم إنتاجها بصورة طبيعية في الجسم كاستجابة للشعور في الألم أو يتم تحفيز إفرازها عند القيام ببعض الأنشطة كممارسة التمارين الرياضية على سبيل المثال.[٦]
  • نواقِل أُخرى: أمّا عن باقي أنواع النواقل العصبية في الدماغ فهي تشمل:[٧]
  • عامل إطلاق الكورتيكوتروبين (Corticotropin-releasing factor).
  • الجالانين (Galanin).
  • الإنكيفالين (Enkephalin).
  • الداينورفين (Dynorphin).
  • الببتيد العصبي واي (Neuropeptide Y).




يرتبط عامل إطلاق الكورتيكوتروبين، والداينورفين، والببتيد العصبي واي في استجابة الدماغ لمصادر الإجهاد كالقلق أو التوتر، وتُسمى النواقل العصبية التالية: الجالانين والإنكيفالين، والببتيد العصبي واي بالنواقل المشتركة (Co-transmitters)، فهي تعمل بالمشاركة مع نواقل عصبية أُخرى بعدما يتم إفرازها.




كيف تعمل النواقل العصبية في الدماغ؟

تتواصل الأعصاب فيما بينها عبر تسلسل دقيق من الأحداث، إذ يؤدي توليد الإشارة العصبية في العصب إلى إفراز النواقل العصبية من نهايات محور العصب، وانتقالها من العصبون المُرسل عبر التشابك العصبي إلى العصبون المُستقبل، ثم تبدأ عملية تحفيز سلسلة من الأحداث الجزيئية التي تهدف إلى تحويل الرسالة العصبية إلى إشارة كهربائية، وبعد ذلك تفرز المستقبلات النواقل العصبية مجددًا باتجاه التشابك العصبي لتتم إعادة تدويرها في العصبون المُرسل أو تكسيرها بفعل بعض الإنزيمات حتى تتمكن المستقبلات من استقبال إشارات عصبية جديدة من العصب المُرسل.[٨]


كيف يمكن تحسين كيمائية الدماغ؟

من الممكن تحسين طبيعة كيمياء الدماغ باتُباع بعض النصائح ومنها:

  • ممارسة التمارين الرياضية.[٩]
  • الالتزام بنظام غذائي صحي والحرص على تناول الأطعمة الغنية بالتيروسين (Tyrosine)، كاللوز، والبيض، والسمك، والدجاج، لما لها من فائدة صحية في زيادة مستويات الدوبامين بشكلٍ خاص.[٩]
  • الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة والنوم.[١٠]
  • الاستماع للموسيقى.[١٠]
  • تجربة تمارين التأمل والاسترخاء.[١٠]
  • الامتناع عن تناول السكريات الموجودة في مختلف الأطعمة الجاهزة كالحلوى أو المشروبات الغازية.[١٠]
  • تجنب مصادر القلق والتوتر.[١٠]

المراجع

  1. Barry J Gibb (1/11/2015), "A quick guide to drugs, the brain and brain chemistry", wellcomecollection, Retrieved 15/9/2021. Edited.
  2. "Brain Chemistry (Neurochemistry)", encyclopedia, Retrieved 15/9/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "How Brain Chemistry Affects Mental Health", southsidemedical, Retrieved 15/9/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "What are neurotransmitters?", qbi, Retrieved 15/9/2021. Edited.
  5. Barry J Gibb (1/11/2015), "A quick guide to drugs, the brain and brain chemistry", wellcomecollection, Retrieved 15/9/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت Kendra Cherry (8/7/2021), "The Role of Neurotransmitters", verywellmind, Retrieved 15/9/2021. Edited.
  7. Kayt Sukel (1/8/2019), "Neurotransmitters", dana, Retrieved 15/9/2021. Edited.
  8. Susan Perry (16/5/2011), "Neurotransmitters: How Brain Cells Use Chemicals to Communicate", brainfacts, Retrieved 15/9/2021. Edited.
  9. ^ أ ب Ryan Collins (25/7/2017), "Exercise, Depression, and the Brain", healthline, Retrieved 15/9/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج Toketemu Ohwovoriole (25/4/2021), "7 Natural Ways to Increase Your Dopamine Levels", verywellmind, Retrieved 15/9/2021. Edited.