البكتيريا النافعة عبارة عن كائنات دقيقة توجَد البكتيريا النافعة في مناطق معينة من الجسم مثل الجلد، والتجويف الفموي، والأمعاء، والجهاز التنفسي العلوي، والمهبل، ولا تُسبب البكتيريا النافعة أي ضرر على جسم الإنسان في الحالات الطبيعية، بل خلافًا لذلك فإن البكتيريا النافعة لها العديد من الفوائد فهي تمنع نمو أنواع أخرى من البكتيريا والكائنات الدقيقة التي قد تسبب أمراض للإنسان.[١]


مخاطر القضاء على البكتيريا النافعة

يوجد العديد من العوامل التي تسبب القضاء على البكتيريا النافعة مثل العمر، والنظام الصحي المتبع، والتوتر، والمرض، واستخدام المضادات الحيوية،[٢] وهذا يشمل الآتي:


الإسهال

قد يتسبب استخدام المضادات الحيوية بتغيير في اتزان البكتيريا في الجهاز الهضمي؛ فتستغل ذلك بعض البكتيريا المتواجدة في الجهاز الهضمي مثل المطثية العسيرة لتتكاثر بشكل واضح مسببةً إسهال قد يكون طفيفًا أو شديدًا.[٣]


نقص في بعض الفيتامينات

تعمل البكتيريا على إنتاج بعض الفيتامينات مثل فيتامين ك، وفيتامين ب12، لذا فإن القضاء على البكتيريا النافعة تسبب نقص فيتامين ك، مما يستدعي استخدام مكملات فيتامين ك.[٤]


أمراض جلدية

أما بالنسبة للبكتيريا النافعة الموجودة على الجلد فتغير توزيعها أو القضاء عليها قد يؤدي لزيادة كثافة نوع جرثومي واحد منها، مما يسبب أمراضاً جلدية قد تكون خفيفة أو تزيد خطورتها تبعًا لاستجابة المريض للحالة، ومن هذه الأمراض نذكر الآتي:[٥]

  • التهاب الجلد المثّي

الذي تسببه نوع من الفطريات الموجودة على الجلد تسمى مالاسيزيا.

  • حب الشباب

كما تسبب بكتيريا البروبونية العدية ظهور حب الشباب على الجلد.

  • التهاب الجلد التأتبي

والذي قد يرتبط بزيادة في تكاثر بكتيريا المكورات العنقودية نتيجة للتغيُّر في توزيع البكتيريا.


التهابات في المنطقة التناسلية

أما بالنسبة للبكتيريا الموجودة في المنطقة التناسلية والبولية فالقضاء عليها قد يرفع من الرقم الهيدروجيني (PH)، مما يؤدي لنمو بكتيريا أخرى في المنطقة لتسبب التهابات.[٦]


ماذا يعني نقص البكتيريا النافعة؟

قد تسبب بعض العوامل كالتوتر، وعدم الحصول على قدر كاف من النوم، ونوعية النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة سكر عالية في نقص في البكتيريا النافعة في الأمعاء، وقد يؤثر على صحة الإنسان، وهناك العديد من الأعراض التي تكشف وجود نقص في البكتيريا النافعة مثل:[٧]

  • اضطراب في المعدة مثل:
  • خروج الغازات.
  • الإمساك.
  • الإسهال.
  • الانتفاخ.
  • زيادة استهلاك السكر.
  • اختلاف الوزن بشكل غير مرغوب، سواءً نقصان أو زيادة وزن.
  • صعوبة في النوم.
  • ضعف عام في الجسم.
  • تهيُّج في الجلد.
  • صعوبة في هضم بعض أنواع الأطعمة.


أهمية البكتيريا النافعة الموجودة في جسم الإنسان

تكمن أهمية البكتيريا النافعة في آثارها المفيدة لجسم الإنسان حيث:[٨]

  • تعمل على تصنيع وإنتاج بعض الفيتامينات مثل فيتامين ك.
  • تمنع تكاثر البكتيريا والطفيليات المُمْرضة في جسم الإنسان عن طريق منافستها على التغذية.
  • تفرز مواد تهاجم أي بكتيريا خارجية تدخل الجسم.
  • تحفز تطور بعض الأنسجة في الجهاز الهضمي.
  • تحفز الجسم على إنتاج أجسام مضادة تهاجم الجراثيم التي تحتوي على نفس مولد الضد؛ مما يزيد من مناعة الجسم.


نصائح لتعزيز البكتيريا النافعة

يوجد العديد من الأمور التي تدعم صحة الجهاز الهضمي وتعزز البكتيريا النافعة كما يأتي:[٩]

  • تناول الحبوب والبقوليات

حيث تحتوي الحبوب على الألياف والكربوهيدرات غير القابلة للهضم التي تسهل عملية الهضم، كما تعزز من نمو البكتيريا في الأمعاء.

  • تناول مصادر ومكملات البروبيوتك

قد يختل التوازن البكتيري في الأمعاء نتيجة مرض، أو استخدام دواء معين؛ لذا يمكنك بعد استشارة الطبيب استخدام البروبيوتيك وهي بكتيريا نافعة تحسن نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، ومن مصادرها الزبادي (اللبن)، أو استخدام المنتجات الصيدلانية التي تحتوي على بكتيريا نافعة.

  • الإكثار من تناول الخضروات والفواكه

إذ تحسن من البكتيريا النافعة؛ نظرًا لاحتوائها على نسبة عالية من الألياف.

  • تجنب استخدام المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب

زاد استخدام المضادات الحيوية في الآونة الأخير بشكل غير صحيح، تعمل المضادات الحيوية على إلحاق الضرر بالبكتيريا النافعة، لذلك يمنع استخدام المضادات الحيوية دون استشارة طبية تؤكد أهمية استخدامها.


ملخص المقال

تعد البكتيريا النافعة الموجودة في جسم الإنسان كائنات غير مُمْرضة ولا تسبب أمراضًا في الجسم، قد يسبب التغيير في توزيع البكتيريا ونتيجةً للعوامل التي تقضي عليها إلى زيادة كثافة نوع واحد منها فتصبح ممرضة؛ إذ تسبب البكتيريا الموجودة في الأمعاء إسهالاً وقد تتراوح خطورته من طفيف إلى شديد، أما بالنسبة للبكتيريا الموجودة على الجلد فيرتبط اختلال توازنها بالإصابة بالعديد من الأمراض الجلدية، إضافةً إلى فقدان الفوائد التي تضفيها في جسم الإنسان مثل إنتاج فيتامين ك وغيرها.

المراجع

  1. flora "normal flora", the free dictionary, Retrieved 21/2/2022.
  2. Sherwood L Gorbach, Microbiology of the Gastrointestinal Tract, Page 95.
  3. Kenneth Todar, Todar's Online Textbook of Bacteriology, Page 4.
  4. "The skin microbiome", Nature reviews microbiology , 1/4/2011, Issue 9, Folder 4, Page 244- 253.
  5. Kenneth Todar, Todar online textbook of bacteriology, Page 3.
  6. Saurabh Sethi (25/8/2020), "What’s an Unhealthy Gut? How Gut Health Affects You", Healthline, Retrieved 22/2/2022.
  7. "Infectious agent ", Sphweb , 4/5/2016, Retrieved 22/2/2022.
  8. Kathy Warwick (5/8/2021), "9 Ways to Improve Your Gut Bacteria, Based on Science", healthline, Retrieved 20/2/2022.