مضاعفات استئصال المرارة

المرارة هي عضو صغير تقع أسفل الكبد في الجزء العلوي الأيمن من البطن، وتعمل على تخزين ما يسمى بالعُصارة الصفراوية وهي مزيج من الكوليسترول والدهون والسوائل، كما تعمل على تكسير الدهون من الطعام إلى الأمعاء.^[١]

في بعض الحالات يلزم التدخل الجراحي لإزالة المرارة التي تحتوي على حصوات بداخلها، وعلى الرغم من أن استئصال المرارة يُعد من الجراحات الآمنة، إلا أنها كغيرها من الجراحات قد تحمل العديد من المخاطر ومضاعفات.^[٢]

مضاعفات استئصال المرارة

يعتمد مدى شدّة المضاعفات على صحة الفرد العامة وسبب استئصال المرارة،^[٣] وتتضمن المضاعفات ما يأتي:

الإسهال المزمن

يُعاني ما يُقارب 5-10% من المرضى من الإسهال المزمن بعد عملية استئصال المرارة، ويُعزى سبب ذلك إلى زيادة نشاط الدورة المعوية الكبدية للأملاح الصفراوية، وهذا يؤدي بدوره إلى وصول كميات كبيرة من أملاح الصفراء إلى القولون، مّما يتسبّب بتحفيز الأغشية المخاطية لإفراز الماء والأملاح.^[٤]

تسرُّب العصارة الصفراوية

كإجراء من إجراءات جراحة استئصال المرارة يتم إغلاق الأنبوب الذي يربط المرارة بالقناة الصفراوية الرئيسية باستخدام مشابك، ولكن في حال لم يتم إغلاق الأنبوب بشكلٍ كاف، تتسرب المادة الصفراء إلى داخل البطن مُسببة بذلك الألم والغثيان، بالإضافة إلى انتفاخ البطن والإصابة بالحمى.^[٥]

الإصابة بالعدوى

بعد استئصال المرارة يصاب بعض الأشخاص بجروح أو عدوى داخلية، وتتضمن أعراضها ما يأتي:^[٦]

• زيادة الشعور بالألم.
• الانتفاخ والاحمرار.
• خروج قيح من الجرح.

إصابة القناة الصفراوية

أثناء استئصال المرارة يمكن أن تتعرض القناة الصفراوية للتلف، ويُمكن إصلاح هذا التلف بشكلٍ فوري في حال حدوثه أثناء الجراحة، أما إذا حدث التلف بعد جراحة استئصال المرارة فإنه يستدعي تدخلًا جراحيًا آخر لحل المشكلة.^[٧]

تشكُّل جلطات الدم

يعد الأشخاص الذين يعانون من عوامل خطر سابقة كالإصابة بالجلطات أو عدم التحرك لفترات طويلة أو السرطان هم أكثر عرضة لحدوث تجلطات الدم بعد استئصال المرارة، إذ عادًة ما يتشكل هذا النوع من الجلطات في الساق، وتسمى جلطات الأوردة العميقة، ويكمُن خطرها في إمكانية انتقالها من الساق إلى أجزاء أخرى من الجسم، مّما قد يؤدي إلى توقف تدفق الدم إلى الرئتين مسببة ما يسمى الانسداد الرئوي.^[٨]

لتجنّب حدوث هذه المشكلة يُنصح بارتداء الجوارب الضاغطة خاصًّة للمرضى الذين لديهم خطر الإصابة مُرتفع.^[٥]

حدوث النزيف

يعد حدوث النزيف الداخلي في البطن أو الخارجي نادرًا بعد استئصال المرارة، إلا أنه في حال حدوثه فعادًة ما يحتاج إجراء عملية أخرى لإيقافه.^[٩]

إصابة الأوعية الدموية والأمعاء

يمكن أن يسبب استخدام الأدوات الجراحية ضررًا إلى الهياكل الأخرى المحيطة بالمرارة كالمعدة والأوعية الدموية، ولكن يُعد ذلك من المضاعفات نادرة الحدوث، ويمكن إصلاح الضرر في وقت الجراحة.^[١٠]

حدوث الفتق

في بعض الحالات قد يحدث انتفاخ في جزء من الأمعاء أو الأنسجة الأخرى المحيطة عبر جدار البطن في مكان الشق الجراحي، حيثُ يكون هذا الانتفاخ مصحوبًا بالألم، وقد يستدعي التدخل الجراحي لإصلاحه إذا لم يتحسن من تلقاء نفسه.^[١١]

مخاطر التخدير العام

على الرغم من ندرة حدوثها، إلا أن الجسم قد يُبدي ردة فعل شديدة تجاه التخدير المستخدم في العملية، يشمل رد الفعل التحسسي.^[١٢]

نصائح للوقاية من حدوث مُضاعفات بعد عملية استئصال المرارة

يُمكن اتباع ما يأتي للوقاية من مُضاعفات ما بعد عملية استئصال المرارة:^[١٣]

• الحرص على التجوّل على نحو متكرر لمنع تجلط الدم.
• شُرب الكثير من السوائل للوقاية من الجفاف.
• تجنّب رفع أيّ شيء ثقيل لمدة 4-6 أسابيع.
• غسل اليدين قبل وبعد لمس المنطقة المحيطة بموقع الجرح.
• الحرص على تغيير الضمادات حسب توجيهات الطبيب.
• تجنب ارتداء الملابس الضيقة.

ملخص المقال

على الرغم من دور المرارة المهم في الجسم إلا أن بعض الحالات تستدعي التدخل الجراحي لاستئصالها، وكغيرها من العمليات الجراحية تحمل مخاطر ومضاعفات قد يصاب بها الفرد بعد العملية، ومنها الإصابة بالإسهال المزمن، والعدوى، والنزيف، وتشكّل تجلطات الدم، وإصابة القناة الصفراوية، وبالرغم من ذلك يُمكن اتباع بعض النصائح التي تُساعد على الوقاية من حدوث هذه المُضاعفات، كالحرص على المشي بشكلٍ مُتكرر، وشرب كميات كبيرة من السوائل، وتجنّب رفع الأثقال.