معلومات عن عظم الشظية

يتكون الجزء السفلي من الساق من عظمتين من العظام الطويلة، هما عظم الشظية (أو عظم الربلة) وعظم الظنبوب (أو عظم القصبة)، فتصل هذين العظمتين ما بين مفصل الركبة والكاحل.^[١]

عظم الشظية

عظم الشظية (Fibula) أو عظم الربلة هو العظم المتواجد في الجزء الخارجي من الساق السفلية، فيقع الطرف العلوي له أسفل مفصل الركبة، ولكن لا يمثل جزء من المفصل نفسه، أما الطرف السفلي للشظية فيكوّن النتوء العظمي الموجود على الجزء الجانبي الخارجي من مفصل الكاحل، وكما ذكر يوجد عظمتين أسفل الساق، أحدها الشظية، والآخر عظم الظنبوب (Tibia)، وتتميز الشظية بأنها العظم الأصغر حجمًا، فتساعد على استقرار عظم الظنبوب، ولكنها لا تقوى على تحمل وزن كبير مثله،^[٢][٣] وتقع الشظية تحديدًا على الجانب الخارجي لعظم الظنبوب، وإلى الخلف منه قليلًا.^[١]

وظيفة الشظية

يساهم عظم الشظية في العديد من المهام في الجسم، ومن هذه الوظائف التالي:

• دعم مفصل الكاحل: يساهم عظم الشظية في نقل القوى الناتجة عن ضرب الكاحل للأرض أثناء المشي، ويساعد الغشاء المتواجد بين عظم الشظية والظنبوب على نقل قوى الدوران إلى مفصل الركبة، فعلى الرغم من أنّ عظم الشطية لا يقوى على حمل الكثير من الوزن، إلا أنّه ضروري لعمل الكاحل، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشظية تساهم في تحمُّل ما يقارب من 15-20% من وزن الجسم أثناء المشي، في حين يتحمل عظم الظنبوب ما يقارب من 80% من وزن الجسم.^[٤][٥]
• تثبيت ودعم عضلات الكاحل والساق بالإضافة إلى العديد من الأربطة: إذ تشكل عظم الشظية مكان ارتباط حوالي 5 عضلات، فتوفر الدعم لهذه العضلات وتمكنها من الانقباض والانبساط.^[٥][٤]

بناء عظم الشظية

تعد عظم الشظية أكثر العظام الطويلة نحافةً في الجسم عند مقارنة عرض العظمة إلى طولها، ويصل طول عظم الشظية حوالي 390 ميليمتراً في الرجال، في حين يصل طولها إلى حوالي 360 ميليمتراً في النساء،^[١] وتتكون عظم الشظية من الآتي:^[٦]

• رأس الشظية: تقع في الجزء العلوي من الشظية وتتصل بالجزء الخارجي من أعلى عظم الظنبوب.
• جسم العظمة: يحتوي هذا على 3 حدود و3 أسطح، هي الأسطح الجانبية، والأمامية، وخلفية،^[٧] ويحتوي جسم العظمة من الداخل على النخاع العظمي، وتجدر الإشارة إلى أنّه عند النظر إلى مقاطع عرضية لعظم الشظية قد تظهر بأشكل مختلفة، كشكل مُثلث، أو شكل رباعي الأضلاع، أو شكل غير منتظم، فتميل إلى أنّ تكون مثلثة الشكل في الأعلى، وغير منتظمة الشكل في الأسفل.^[١]
• النهاية السفلية لعظم الشظية: تتصل النهاية السفلية لعظم الشظية مع عظم الظنبوب، وإلى الأسفل من هذا المفصل يقع الكعب الوحشي (بالإنجليزية: Lateral malleolus)، حيث يمتد هذا إلى الأسفل في الجانب الخارجي من عظم الشظية، ويتصل مع عظم الكاحل ليكوّن جزءاً من مفصل الكاحل هناك، وتجدر الإشارة إلى أنّ الكعب الوحشي هو ما يكوّن العظم البارز على جانب القدم عند الكاحل، والظاهر للعيان.^[٦][١]

إمدادات الدم والأعصاب

يغذّي عظم الشظية فرع من الشريان الشظوي، الذي ينقل الدم الغني بالأكسجين والعناصر الغذائية إلى العظم، فيدخل هذا الشريان إلى العظم عبر فتحة تقع على السطح الخلفي للشظية أعلى منتصف جسم العظمة.^[٧]

يغذي عظم الشظية أفرع من العصب الشظوي، والعصب الشظوي هو أحد الفروع النهائية للعصب الوركي (Sciatic nerve) -العصب الوركي هو ما يُشار لالتهابه باسم عرق النسا-، ويمكن بيان ذلك بالتفصيل كالآتي:^[٧][٨]

الفرع الركبي للعصب الشظوي: (Genicular branch of the common fibular nerve) الذي يغذي رأس عظم الشظية، والركبة أيضًا.

العصب الشظوي العميق: الذي يغذي النهاية السفلية لعظم الشظية والكاحل، والعضلات المتصلة بعظم الشظية، بالإضافة إلى السمحاق الشظوي (Fibular periosteum)، والسمحاق هو غشاء ليفي كثيف يغطي أسطح العظام.^[٩][٧]

العصب الشظوي السطحي: يغذي السمحاق الشظوي، والعضلات المتصلة بعظم الشظية.^[٧]

أمراض عظم الشظية

تتعدد الأمراض التي من الممكن أن تصيب عظم الشظية، ومنها ما يلي:

كسور الشظية

تتعرض الشظية لكسر في بعض الحالات، كما هو الحال عند السقوط، أو التعرُّض لأي إصابة جسدية على الجانب الخارجي من الساق، كما أنّ التواء الكاحل قد يضع ضغطًا على عظم الشظية، وهذا قد يسبب كسرها، ومن العلامات والأعراض المرتبطة بكسر عظم الشظية ما يلي:^[١٠]

• الشعور بالألم، وتورم مكان الإصابة ويعد هذا من أكثر الأعراض شيوعًا.
• عدم القدرة على تحمل الوزن على الساق المصابة.
• النزيف وظهور الكدمات.
• حدوث تشوه مرئي في عظمة الساق.
• تنميل القدم، والشعور بالبرودة فيها.

النقص الشظوي الطولي

النقص الشظوي الطولي أو انعدام النصف الشظوي للطرف (Fibular Hemimelia) هو أحد الاضطرابات الخلقية التي تتمثل بقصر طول عظم الشظية أو عدم وجودها بالكامل، وتبعًا لذلك من الممكن أن تتأثر عظام أخرى في الساق، والكاحل، والقدم أيضًا، وتؤثر هذه غالبًا في ساق واحدة، إلا أنّها أحيانًا قد تظهر في كلتا الساقين، ومن أعراض الإصابة:^[١١]

• ظهور ساق أقصر من أخرى.
• تشوه الكاحل والقدم، أو اختلافهما عن الوضع لطبيعي.
• انحناء ركبة الطفل وساقه.
• نقص في أصابع قدم الطفل.

أورام الشظية

قد تظهر بعض الأورام في الطرف العلوي من الشظية الأقرب إلى الركبة في حالات نادرة، ممّا يسبِّب الشعور بالألم، ولا بد من زيارة الطبيب في هذه الحالة لتحديد طبيعة الورم وتشخيصه.^[١٢]

تحول عظم الشظية إلى ما يشبه عظم الظنبوب

قد يلتئم عظم الشظية أحيانًا بعد التئام الكسور ليكون أكثر سمكًا وأشبه بعظم الظنبوب، فعند تعرُّض كل من عظم الشظية والظنبوب إلى كسر كامل تنقسم فيه العظام إلى أكثر من جزء، يلتئم عظم الشظية بشكل أٍسرع من الظنبوب، نظرًا لأن التروية الدموية له أكبر، وقد يصبح أكثر سمكًا.^[١]