يتألف الدم من مجموعة من الخلايا التي تسبح في البلازما وتدور في أنحاء الجسم، وهو سائل متخصص يقوم بتوصيل المواد الضرورية للجسم؛ مثل: السكر، والأكسجين، والهرمونات، وسنتحدث في هذا المقال عن مكونات الدم، ووظيفتها، ونسبة كل منها.[١]
ما هي مكونات الدم؟
يتم فصل مكونات الدم عن بعضها البعض عند وضع عينة من الدم في جهاز الطرد المركزي، بحيث تترسب الخلايا في الأسفل، ويبقى السائل في الأعلى، ويُمكن شرح مكونات الدم على النحو التالي:[٢]
بلازما الدم
يعد بلازما الدم (بالإنجليزية: Plasma) الجزء السائل من مكونات الدم، والذي يتكون من مزيج من الماء، والسكر، والدهون، والبروتين، والأملاح، وتعد الوظيفة الأساسية لبلازما الدم هي نقل خلايا الدم عبر أجزاء الجسم المختلفة، إلى جانب كونه وسط ناقل للمواد الغذائية، ومخلفات الخلايا، والأجسام المضادة، وبروتينات التخثر، والهرمونات، والبروتينات التي تحافظ على توازن سوائل الجسم.[٣]
خلايا الدم الحمراء
تحتوي خلايا الدم الحمراء (بالإنجليزية: Erythrocytes) على بروتين الهيموغلوبين (بالإنجليزية: Hemoglobin)، وهو البروتين الذي يعطي الدم لونه الأحمر، ويسمح بحمل الأكسجين من الرئتين وإيصاله إلى أنسجة الجسم، وتعد هذه الوظيفة الأهم لخلايا الدم الحمراء، حيث تحتاج الخلايا استخدام الأكسجين لإنتاج طاقة الجسم، كما تقوم خلايا الدم الحمراء بحمل ثاني أكسيد الكربون الناتج عن مخلفات الخلايا، ونقله إلى الرئتين للتخلص منه خارج الجسم،[٤] ويتراوح المعدل الطبيعي لخلايا الدم الحمراء بين 4.1-5.1 مليون لكل مليمتر مكعب للنساء، وبين 4.5-5.9 مليون لكل متر مكعب للرجال،[٥] وقد يتمثل الاختلال في تعداد خلايا الدم الحمراء على النحو الآتي:[٤]
- انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء: أو فقر الدم (بالإنجليزية: Anemia)، حيث تقل كمية الأكسجين التي تحملها خلايا الدم الحمراء، مما يتسبب بظهور بعض الأعراض؛ مثل: الضعف والإعياء.
- ارتفاع عدد خلايا الدم الحمراء: (بالإنجليزية: Erythrocytosis)، ويؤدي ذلك إلى انخفاض لزوجة الدم، مما قد يسهل تشكل الخثرات الدموية، ويزيد من احتمالية الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
خلايا الدم البيضاء
تقوم خلايا الدم البيضاء (بالإنجليزية: Leukocytes) بالتعامل مع حالات العدوى التي تصيب الجسم،[٣] وبحسب المركز الطبي لجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو (UCSF Health) يتراوح العدد الطبيعي لخلايا الدم البيضاء بين 4500-11000 خلية دم بيضاء لكل ميكرولتر،[٦] ويحدث ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء (بالإنجليزية: Leukocytosis) في حالات الإصابة بالعدوى أو الالتهاب، كما قد يرتفع في حالات أخرى؛ مثل: الإصابات والحروق، وبعد الخضوع لعملية جراحية، وفي بعض أنواع السرطانات، أما انخفاض تعداد خلايا الدم البيضاء (بالإنجليزية: Leukopenia)، فقد يحدث في حالات الإصابة بأمراض نخاع العظم، أو أمراض المناعة الذاتية، أو في بعض حالات مشاكل التغذية؛ مثل نقص فيتامين ب12،[٧] وتوجد خمسة أنواع من خلايا الدم البيضاء، نذكرها على النحو التالي:[٤]
- العدلات: (بالإنجليزية: Neutrophils)، ويشكل هذا النوع النسبة الأكبر بين خلايا الدم البيضاء، وتكمن وظيفته في حماية الجسم من العدوى عن طريق قتل البكتيريا والفطريات المسببة للعدوى وابتلاعها، بالإضافة إلى ابتلاع مخلفات الخلايا الغريبة.
- اللمفاويات: (بالإنجليزية: Lymphocytes)، وتوجد ثلاثة أنواع من اللمفاويات؛ ألا وهي: الخلايا البائية التي تساعد على إنتاج الأجسام المضادة، والخلايا التائية والخلايا القاتلة الطبيعية، ويقوم هذان النوعان من الخلايا بالتعامل مع العدوى الفيروسية، كما يمكنهم الكشف عن بعض الخلايا السرطانية وتدميرها.
- الوحيدات: (بالإنجليزية: Monocytes)، وتقوم هذه الخلايا بابتلاع الخلايا التالفة والميتة، كما تساعد على الدفاع عن الجسم عند التعرض للكائنات التي تسبب العدوى.
- الحمِضات: أو اليوزينيات (بالإنجليزية: Eosinophils)، وتقوم هذه الخلايا بقتل الطلائعيات، وتدمير بعض الخلايا السرطانية، كما تعد جزءًا من استجابة الجسم للحساسية.
- القعِدات: (بالإنجليزية: Basophils)، تعد هذه الخلايا أيضًا كجزء من استجابة الجسم للحساسية.
الصفائح الدموية
الصفائح الدموية (بالإنجليزية: Thrombocytes) هي الخلايا المسؤولة عن تخثر الدم، حيث إنه عند تعرض جدار الوعاء الدموي للضرر وحدوث نزيف، تنطلق كمية من الصفائح الدموية إلى مكان الإصابة وتعمل على تكوين خثرة دموية توقف النزيف،[٨] وبحسب مستشفى جونز هوبكنز يتراوح التعداد الطبيعي للصفائح الدموية بين 150,000-450,000 صفيحة دموية لكل ميكرولتر من الدم،[٩] ويؤدي انخفاض تعداد الصفائح الدموية (بالإنجليزية: Thrombocytopenia) إلى زيادة خطر حدوث نزيف مستمر دون توقف، بينما يؤدي ارتفاع تعداد الصفائح الدموية (بالإنجليزية: Thrombocytosis) إلى تكون الخثرات الدموية بشكلٍ غير طبيعي.[٨]
ما هي وظائف خلايا الدم؟
تمتلك خلايا الدم عدة وظائف مهمة لصحة الجسم، والتي نذكر منها ما يأتي:[١]
- إيصال الأكسجين إلى خلايا وأنسجة الجسم.
- تزويد خلايا الجسم ببعض المواد الغذائية الضرورية، مثل: الأحماض الأمينية، والأحماض الدهنية، وسكر الجلوكوز.
- التخلص من مخلفات الخلايا، مثل: ثاني أكسيد الكربون، واليوريا، وحمض اللاكتيك.
- الدفاع عن الجسم عند الإصابة بالعدوى أو وجود أي خلايا غريبة، ويتم ذلك من خلال خلايا الدم البيضاء.
- تنظيم مستويات الحموضة، ودرجة حرارة الجسم.
- وقف النزيف من خلال تكوين خثرة دموية في موقع النزيف.
نسبة مكونات الدم الطبيعية
يطلق على الدم الذي يسري في الشرايين، والأوردة، والشعيرات الدموية مصطلح الدم الكامل (بالإنجليزية: Whole blood)، ويُشكل الدم ما نسبته 7-8% من وزن الجسم،[٣] وتُشكّل البلازما النسبة الأكبر من مكونات الدم فيما نسبته 55% من الدم، بينما تُشكّل خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية ما نسبته 45% من الدم تقريبًا، وتشكل خلايا الدم البيضاء أقل من 1% من مكونات الدم.[١]
أين تتكون خلايا الدم؟
يتم تصنيع خلايا الدم في نخاع العظم (بالإنجليزية: Bone Marrow) من خلال عملية يُطلق عليها عملية تصنيع الدم (بالإنجليزية: Hematopoiesis)، ونخاع العظم هو مادة إسفنجية موجودة في مركز العظام وفيها تتكون خلايا الدم، كما تعد أجزاء أخرى من الجسم مسؤولة عن تنظيم عمليات إنتاج وتدمير خلايا الدم المختلفة، وهذه الأجزاء هي: العقد اللمفاوية، والطحال، والكبد،[١٠] أما البلازما، فهي مكونة بشكلٍ رئيسي من الماء، بالإضافة إلى مواد أخرى؛ مثل: البروتينات، والمواد الدهنية، والأملاح، والفيتامينات، والهرمونات.[١١]
كيف تتكون خلايا الدم؟
يقوم نخاع العظم بتكوين الخلايا الجذعية (بالإنجليزية: Stem cells)، والتي تعد المرحلة الأولى من مراحل تكوين خلايا الدم، ثم تتطور الخلايا الجذعية وتنضج لتُكون الخلايا الحمراء، والبيضاء، والصفائح الدموية، أما الخلايا الأرومية أو غير الناضجة (بالإنجليزية: Blasts)، فتبقى في نخاع العظم حتى مرحلة النضوج، أو قد تنتقل إلى جزء آخر من الجسم وتنضج هناك لتتحول فيما بعد إلى خلايا دم فعّالة.[١٠]
نقل مكونات الدم
تحتاج بعض الحالات المرضية للعلاج من خلال نقل الدم الكامل للمريض، بينما في حالاتٍ أخرى يكون المريض بحاجة لمكون من مكونات الدم، وتتميز هذه الطريقة بإمكانية علاج أكثر من حالة مرضية من متبرع واحد بعد فصل مكونات الدم عن بعضها، حيث يمكن فصل كل من خلايا الدم الحمراء، والصفائح الدموية، وبلازما الدم، وعادةً ما تتم إزالة خلايا الدم البيضاء من الدم المتبرع به.[١٢]
المراجع
- ^ أ ب ت "How does blood work, and what problems occur?", medicalnewstoday, Retrieved 27/4/2021. Edited.
- ↑ "Composition of the Blood", National Cancer Institute, Retrieved 27/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Blood Basics", hematology, Retrieved 27/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Components of Blood", msdmanuals, Retrieved 27/4/2021. Edited.
- ↑ "Red Blood Cell Count (RBC)", labtestsonline, Retrieved 27/4/2021. Edited.
- ↑ "WBC count", ucsfhealth, Retrieved 27/4/2021. Edited.
- ↑ "White Blood Cell Count (WBC)", labtestsonline, Retrieved 27/4/2021. Edited.
- ^ أ ب "The Function of Blood Platelets or Thrombocytes", verywellhealth, Retrieved 27/4/2021. Edited.
- ↑ "What are Platelets and Why are They Important?", hopkinsmedicine, Retrieved 27/4/2021. Edited.
- ^ أ ب "Overview of Blood and Blood Components", rochester, Retrieved 27/4/2021. Edited.
- ↑ "Understanding Blood and Blood Components", fairview, Retrieved 27/4/2021. Edited.
- ↑ "How can one donation help multiple people?", redcrossblood, Retrieved 27/4/2021. Edited.