يعتبر العصب الشمّي (Olfactory nerve) من أول الأعصاب القحفية، وهو يعمل على نقل نوع معين من المعلومات الحسية فقط، ولكن من أين ينشأ العصب الشمي؟[١]
منشأ العصب الشمي
ينشأ العصب الشمي من الغشاء المخاطي الشمي الموجود في الأنف على امتداد سقف التجويف الأنفي، وهو يعد من أقصر الأعصاب الموجودة في رأس الإنسان، ويتكون من العديد من الألياف العصبية الصغيرة التي يطلق عليها اسم الحزم العصبية (Fascicles) والتي ترتبط ببعضها البعض بواسطة أشرطة رقيقة من النسيج الضام، وفي الواقع تمتد هذه الحزم العصبية من التجويف الأنفي عبر العظم الغربالي (Ethmoid bone) الذي يقع خلف الأنف، ثم تدخل داخل نسيج يطلق عليه اسم البصلة الشمية (Olfactory bulb).[٢]
وظيفة العصب الشمي
يمتلك العصب الشمي وظيفة واحدة فقط تتمثل بتمييز الروائح المختلفة، على عكس أغلب الأعصاب التي تمتلك أكثر من وظيفة، وتتمثّل عملية الشم بما يلي:[٢]
- تتفاعل الجزيئات التي تدخل إلى الأنف من الهواء المحيط مع المستقبلات الموجودة على العصب الشمي.
- تعمل المستقبلات على إرسال المعلومات إلى الجهاز العصبي المركزي.
- يقوم الدماغ بتفسير المعلومات التي تم استقبالها على أنها رائحة.
ما هي الروائح التي تحفز العصب الشمي؟
هناك مجموعة من الروائح التي قد تسبب تحفيز عصب الشم، ومن أبرزها التالي:[٣]
- رائحة الفانيليا.
- الليمون.
- القهوة المطحونة.
- التبغ.
- الصابون المعطر.
يجب عدم شم الروائح المهيجة مثل: الكافور أو مادة المنثول.
ماذا يترتب على تلف العصب الشمي؟
يترتب على تلف العصب الشمي حدوث عدة مضاعفات، ومنها ما يلي:[٤]
- عدم الاستمتاع بالأكل والشرب.
- الاكتئاب.
- فقدان حاسة الشم.
هل يمكن أن يتجدد العصب الشمي بعد تعرضه للتلف؟
الإجابة نعم، إذ يمكن أن يتعرض العصب الشمي للتلف نتيجة التعرض لإصابة في الرأس، وقد تتجدد الخلايا العصبية التالفة في العصب الشمي، ولكن لا يتم دائمًا إعادة الارتباط مع الدماغ بشكلٍ صحيح.[٥]
الحالات التي تصيب العصب الشمي
هناك العديد من الحالات التي قد تصيب العصب الشمي، وهي كالتالي:
فقدان حاسة الشم
يمكن أن يحدث فقدان كامل أو جزئي لحاسة الشم نتيجة عوامل عدة، منها التالي:[١]
- مرض ألزهايمر.
- انفصام الشخصية.
- مرض السكري.
- التصلب المتعدد.
- مرض باركنسون.
- الإصابة بأورام الدماغ أو تمدد الأوعية الدموية التي تضغط على العصب الشمي.
- التعرض لصدمة على الرأس.
خلل حاسة الشم
يمكن أن ينقسم خلل حاسة الشم (Dysosmia) لعدة أنواع تتمثل بما يلي:[١]
- عدم القدرة على شم الروائح عند وجودها: يمكن أن يحدث كأحد مضاعفات الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي.
- شم الروائح عندما لا توجد رائحة: يمكن أن يحدث نتيجة التعرض لنوبة صرع تؤثر في الفص الصدغي في الدماغ.
ضعف حاسة الشم
تتمثل بانخفاض القدرة على تمييز الروائح المختلفة، ويمكن أن تحدث نتيجة ما يلي:[٢]
- الإصابة بالحساسية.
- السلائل الأنفية.
- الالتهابات الفيروسية.
- التعرض لإصابة على الرأس.
فرط حاسة الشم
فرط حاسة الشم هي حالة نادرة تتمثل بزيادة القدرة على تمييز الروائح، ويمكن أن تحدث دون سبب، ولكن قد تحدث أحياناً نتيجة الإصابة بأمراض المناعة الذاتية أو مرض لايم (Lyme disease) أو خلال فترة الحمل، وقد تسبب بعض الروائح انزعاجًا شديدًا، وقد تؤدي إلى حدوث الصداع، والصداع النصفي، والغثيان، والتقيؤ.[٢]
ما هي أسباب الإصابة بخلل حاسة الشم؟
توجد مجموعة متنوعة من العوامل والحالات التي يمكن أن تسبب خلل حاسة الشم، وتتضمن ما يلي:[٤]
- أمراض الأنف والجيوب الأنفية.
- السلائل الأنفية.
- انحراف حاجز الأنف (Septal deviation).
- الجراحة (مثل: عمليات تجميل الأنف).
- التعرض لإصابة في الأنف أو الرأس.
- الإصابة بأورام في الدماغ.
- التعرض للسموم الموجودة في البيئة المحيطة.
- استخدام بعض أنواع الأدوية.
- العلاج الإشعاعي للسرطان في الرأس والرقبة.
- الإصابة بالاضطرابات العصبية.
- مرض السكري.
- نقص بعض الفيتامينات.
هل يوجد علاج لفقدان حاسة الشم؟
الإجابة لا، ولكن يمكن في بعض الأحيان التعافي من خلل حاسة الشم بشكلٍ تلقائي مع مرور الوقت، ويعتبر التأقلم مع فقدان حاسة الشم هو الهدف الأساسي للعلاج المتبع حالياً، ففي حالة المرضى الذين لا يستطيعون الشم نهائياً، يجب عليهم التأكد من وجود إنذار حريق لديهم للحرص على سلامتهم، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن أن تكون الاستشارات الغذائية مع أخصائي تغذية مفيدة في بعض الحالات لأن بعض الأطعمة والتوابل قد تحفز المستقبلات الشمية.[٤]
المراجع
- ^ أ ب ت " Olfactory pathway and nerve ", kenhub, Retrieved 26/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث " The Anatomy of the Olfactory Nerve ", verywellhealth, Retrieved 26/11/2021. Edited.
- ↑ "Cranial Nerve I: The Olfactory Nerve", ncbi, Retrieved 26/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت " Overview and Causes of Olfactory Disorders ", verywellhealth, Retrieved 26/11/2021. Edited.
- ↑ "The Nose May Not Know What It’s Missing", nytimes, Retrieved 26/11/2021. Edited.