هرمون الجريلين: الوظيفة، تنظيم الإفراز والمستوى الطبيعي

هرمون الجريلين

هرمون الجريلين (بالإنجليزية: Ghrelin Hormone) وهو الهرمون المعروف بـ"هرمون الجوع" لأنّه يحفز الشعور بالجوع ويفتح الشهية بشكل أساسي، بالإضافة لأدوار جانبية أخرى يؤديها في الجسم، ويُنتَج الجريلين في كلٍّ من المعدة والأمعاء الدقيقة بصورةٍ أساسية، وتُنتَج كميات قليلة منه كذلك من البنكرياس والدماغ.^[١]

الفرق بين هرمون الجريلين والليبتين

يتلخص الفرق بين هرمون الجريلين (هرمون الجوع) وهرمون الليبتين (هرمون الشبع) في أنّه قبل تناولك للطعام يرتفع مستوى هرمون الجريلين لتحفيز الشعور بالجوع والشهية لتناول الطعام، بينما بعد تناول الطعام يحدث العكس تماماً؛ حيث يرتفع هرمون الليبتين وينخفض مستوى هرمون الجريلين لتعزيز الشعور بالشبع والامتلاء.

يوضّح الرسم التالي الفرق بين وظيفة ومكان إفراز كل من هرموني الجوع والشبع:

وظيفة هرمون الجريلين

وظيفة هرمون الجريلين الأساسية هي تحفيز الشعور بالجوع، وتعزيز عملية تخزين الدهون في الجسم؛ إذ تتغير مستوياته بشكل ملحوظ على مدار اليوم، بحيث تزداد عندما يكون الشخص جائعًا، وتنخفض بعد تناوله للطعام، من الوظائف الأخرى التي يقوم بها هرمون الجريلين ما يلي:^[٢]

• زيادة استهلاك الطّعام: إذ قد يزيد الجريلين من استهلاك الطعام بقصد الاستمتاع بطعمه بدلاً من التوقف عند الشبع.
• مُساعدة الغُدّة النّخاميّة على إفراز هُرموناتها: تقع الغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary Gland) في الدماغ؛ وتتمثل وظيفتها الرئيسية في إفراز الهرمونات، وتتكون من جزئين رئيسيين هما الفص الأمامي والفص الخلفي، ويرتبط هرمون الجريلين بهذه الغدة من خلال مساعدتها على إفراز هرمونات الغدة النخامية الأمامية.
• تنظيم مستوى الإنسولين في الدم: أوضحت بعض الأدلّة أنّ الجريلين قد يساعد على تنظيم مستوى الأنسولين في الدم؛ من خلال التحكم في إفرازات الأنسولين، وإشارات مستقبلات الأنسولين (بالإنجليزيّة: Insulin receptors).
• المحافظة على صحة القلب والأوعية الدموية: يمكن أن يكون للجريلين مجموعة من الآثار المُفيدة للقلب؛ فمن المُمكن أن يكون عاملًا علاجيًّا لأمراض القلب والأوعية الدموية.

آلية التحكم بإفراز هرمون الجريلين

يتم تنظيم مستويات هرمون الجريلين والتحكم بها من خلال تناول الطعام؛ إذ ترتفع مستوياته في الدم قبل الأكل مباشرةً وأثناء الصيام، ويتأثّر توقيت هذه الارتفاعات بنمط الوجبة المعتاد عليها، ويُعتقد أن هرمون الجريلين يلعب دورًا في "آلام الجوع" أثناء تناول الطعام والحاجة إلى بدء تناوله، وعادةً ما تكون مستويات هرمون الجريلين أقل لدى الأفراد الذين يعانون من زيادة وزن الجسم مقارنةً بالأفراد النحيفين؛ مما يشير إلى أنه يمكن أن يلعب دورًا في تنظيم وزن الجسم على المدى البعيد، والجدير بالذكر أن الأكل يقلل من تركيزات هرمون الجريلين؛ إذ تعمل العناصر الغذائية المختلفة على إبطاء إفراز هرمون الجريلين بدرجات متفاوتة، فعلى سبيل المثال تُقيّد الكربوهيدرات والبروتينات إنتاج وإطلاق الجريلين بدرجة أكبر من الدهون، كما يحد السوماتوستاتين (بالإنجليزيّة: Somatostatin) أيضًا من إفراز هرمون الجريلين، بالإضافة إلى العديد من الهرمونات الأخرى التي يتم إفرازها من الجهاز الهضمي.^[٣]

إلى جانب ما ذُكر يمكن التحكم بمستويات هرمون الجريلين باستخدام الطرق التالية:^[٤]

• الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم: إذ يحتاج الجسم ما بين 7 - 9 ساعات من الراحة، وقد أظهرت دراسة علمية أن مستويات هرمون الجريلين كانت مرتفعة في أولئك الذين يحصلون على أقل من 7 ساعات في الليلة.
• التحكم بالتوتر: إذ يؤدي التوتر والإجهاد المزمن إلى الإفراط في تناول الطعام، وسوء الخيارات الغذائية، وزيادة استهلاك الكحول، وقلة النوم، وقد أوضحت دراسة علمية وجود علاقة بين مستويات هرمون الجريلين المرتفعة والإصابة بالاكتئاب.
• ممارسة الرياضة: أُثبت في إحدى الدّراسات أن ممارسة الرياضة وتحديدًا التمارين ذات الكثافة الشديدة، لها تأثير مُحسّن لمستويات هُرمون الجريلين.
• اتباع نظام غذائي صحي: يساعد اتباع نظام غذائي متوازن، وتناول 3 وجبات متفرقة في اليوم على استقرار مستويات هُرمون الجريلين.

المستوى الطبيعي لهرمون الجريلين

يُبين الجدول التالي المستويات الطبيعية لهرمون الجريلين في الدم للبالغين، علمًا أن هذه المستويات تختلف اعتمادًا على وزن الجسم كما هو موضح أدناه:^[٥]

ارتفاع مستوى هرمون الجريلين

عادةً ما ترتفع مستويات هرمون الجريلين قبل الوجبة عندما تكون المعدة فارغة، ثم تنخفض بعد فترة قليلة عندما تكون المعدة ممتلئة، ويُعتقد أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة لديهم مستويات أعلى من الجريلين، إضافةً إلى كونهم أكثر حساسية لتأثيرات هذا الهُرمون، كما أن مستويات الجريلين غالبًا ما تكون أقل عند الأشخاص النحيفين، وتشير بعض الأبحاث إلى احتمالية أن يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة مستقبلات جريلين نشطة للغاية تُعرف باسم "GHS-R"؛ مما يؤدي إلى زيادة استهلاك السعرات الحرارية، وبغض النظر عن كمية الدهون في الجسم إلا أن مستويات هرمون الجريلين تزداد ويزداد إلى جانبها الشعور بالجوع عند بدء اتباع نظام غذائي معين، وهذا يُعد استجابة طبيعية من الجسم الذي يحاول حماية نفسه من الجوع؛ فأثناء اتباع نظام غذائي مُعين قد تزداد الشهية، وتنخفض مستويات "هرمون الشبع" وكذلك معدل الأيض بشكل ملحوظ، خاصةً عند تقييد السعرات الحرارية لفترات طويلة من الوقت، ويترتب على ذلك صعوبة كبيرة في فقدان الوزن.^[٦]

انخفاض مستوى هرمون الجريلين

تنخفض مستويات هرمون الجريلين بعد تناول الطعام بفترة قليلة؛ إذ أظهرت دراسة علمية نُشرت في مجلّة "Journal of King Saud University" عام 2009 أنّ مستوى الجريلين ينخفض بنسبة طفيفة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة بعد تناول الطعام، وهذا يُعد غير كافيًا لإرسال الإشارات إلى الدماغ للتوقف عن تناول الطعام، مما قد يؤدي إلى الإفراط في تناوله،^[٧] ولتحسين وظيفة هرمون الجريلين يمكنك الاستعانة بالنصائح الآتية:^[٨]

• تجنب استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر؛ والتي يمكن أن تضعف استجابة الجريلين بعد الوجبات.
• تناول البروتين في كل وجبة خاصةً وجبة الإفطار؛ إذ يمكن أن يقلل ذلك من مستويات الجريلين ويعزز الشعور بالشبع.