يمثل اضطراب الشخصية الحدية أحد الاضطرابات النفسية التي تؤثر على طريقة تفكير الشخص وشعوره تجاه نفسه والآخرين، وهذا قد يؤثر على قدرته على أداء حياته اليومية، ولكن ما هي أسباب الإصابة بهذا الاضطراب؟[١]
أسباب اضطراب الشخصية الحدية
حقيقةً لا يوجد سبب واحد يكمن وراء الإصابة باضطراب الشخصية الحدية، ويعتقد الخبراء أن هذه الحالة ناجمة عن مزيج من العوامل معاً، ونبين هذه المسببات على النحو التالي:[٢]
العوامل الوراثية
أظهرت بعض الدراسات أن اضطراب الشخصية الحدية يميل إلى الانتشار في العائلات، وهذا ما جعل العلماء يعتقدون بأن العامل الجيني أو الوراثي قد يكون سبباً وراء حدوث ذلك، وأشارت الدراسات إلى أن الإصابة بهذا الاضطراب قد ترتبط بوجود اختلاف في الجين الذي يتحكم بطريقة استخدام الدماغ لإحدى المواد الكيميائية الطبيعية فيها والمعروفة بالسيروتونين، ولكن الأبحاث توصلت إلى أن هذا الاختلاف الجيني لم يكن هو السبب الوحيد وراء إصابات اضطراب الشخصية الحدية فقد ظهر هذا الاضطراب عندما كانت هنالك عوامل بيئية عززت احتمالية حدوث ذلك.[٢]
مشكلة في المواد التي يفرزها الدماغ
يُعتقد أن العديد من المصابين باضطراب الشخصية الحدية امتلكوا خلل ما في المواد الكيميائية العصبية في الدماغ، وبخاصة السيروتونين، وقد أثر ذلك على نقل الإشارات بين خلايا الدماغ، وقد تمكن العلماء من التوصل إلى أن اضطراب مستويات السيروتونين يرتبط بمشاكل الاكتئاب، والعدوانية، وصعوبة التحكم بالذات.[٣]
مشكلة في نمو الدماغ
تمكنت الدراسات المجراة بإجراء تصوير أدمغة الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية باستخدام الرنين المغناطيسي من التوصل إلى أن هؤلاء المرضى امتلكوا 3 أجزاء من الدماغ أصغر من المتوقع أو كانت مستويات النشاط فيها غير طبيعية، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الأجزاء تتأثر بصورة كبيرة في تربية الشخص في مراحل حياته المبكرة، ونذكر هذه الأجزاء الثلاثة كالآتي:[٣]
- اللوزة: وهي جزء الدماغ المسؤول عن تنظيم العواطف، وبخاصة المشاعر السلبية كالخوف، والقلق، والعدوانية.
- الحُصين: وهو جزء الدماغ الذي يساعد على تنظيم السلوك والسيطرة على الذات.
- القشرة الجبهية الحجاجية: والتي تلعب دوراً في التخطيط واتخاذ القرارات.
العوامل المحيطة
تعتبر العوامل البيئية المحيطة ذات دور في الإصابة باضطراب الشخصية الحدية، ونذكر من هذه العوامل ما يأتي:[٤]
- التعرض لإساءة أو اعتداء نفسي، أو جسدي، أو جنسي.
- التعرض للخوف أو الضيق لفترة طويلة خلال مرحلة الطفولة.
- تعرض الطفل للتجاهل من قبل أحد والديه أو كليهما.
- النشوء في عائلة تضم فرداً يعاني من مرض نفسي؛ كمشكلة تعاطي المخدرات أو الاضطراب ثنائي القطب.
- اضطراب العلاقة مع الوالدين أو أحدهما.
- فقدان أحد الوالدين.[٥]
في أي عمر يتطور اضطراب الشخصية الحدية في العادة؟
غالباً ما يتم تشخيص الإصابة باضطراب الشخصية الحدية في مراحل مبكرة من حياة الشخص خلال فترة المراهقة المتأخرة أو بداية البلوغ، في عمر 12 عاماً تقريباً.[٦]
من هم الأكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية الحدية النساء أو الرجال؟
وجد الباحثون أن النساء هن الأكثر إصابة باضطراب الشخصية الحدية مقارنة بالرجال.[٥]
المراجع
- ↑ "Borderline personality disorder", mayoclinic, Retrieved 21/1/2022. Edited.
- ^ أ ب "Causes of Borderline Personality Disorder", verywellmind, Retrieved 21/1/2022. Edited.
- ^ أ ب "Causes - Borderline personality disorder", nhs, Retrieved 21/1/2022. Edited.
- ↑ "Causes Borderline personality disorder", hse.ie, Retrieved 21/1/2022. Edited.
- ^ أ ب "What causes BPD?", mind.org.uk, Retrieved 21/1/2022. Edited.
- ↑ "Development and course of BPD", borderlineintheact, Retrieved 21/1/2022. Edited.