يطلق مصطلح الهستيريا على السلوك الفائض والمشحون عاطفيا والخارج عن السيطرة والوضع الطبيعي، فعندما يستجيب شخص ما بطريقة تبدو عاطفية بشكل غير متناسب مع الموقف، غالبًا ما يوصف بأنه يعاني من الهستيريا.[١]
كيف يُصنف العلماء أنواع الهستيريا؟
يختلف بعض العلماء حول طريقة تصنيف أنواع الهستيريا؛ فبعضهم يُصنفها إلى هستيريا أولية؛ تكون مرتبطة باضطرابات في شخصية المصاب، وهستيريا ثانوية تُصاحب أمراضًا نفسية أخرى مثل الاكتئاب والقلق.[٢]
ومن جهةٍ أخرى، يُصنف بعضهم الآخر الهستيريا إلى نوعين رئيسين، اضطراب التحويل والاضطرابات الانشقاقية، ويتشابه النوعين باشتراكهم بالمسبب الذي يؤدي إلى حدوثهم؛ أي المرور بتجربة نفسية أو عاطفية مكبوتة تظهر أعراضها جسديا على الفرد، وفيما يأتي نبينهما:[٣]
اضطراب التحول
يُصنف اضطراب التحول كأحد أنواع الهستيريا، ويُمثل النواع الأكثر شيوعًا؛ حيث كان شائعًا إبان الحرب العالمية الأولى والثانية نتيجة التجارب المؤلمة التي كانت مصاحبة للحرب،[٣] وتشمل أعراضه الآتي:[٤]
- حركات لا يُمكن للمصاب السيطرة عليها.
- فقدان البصر كليًا.
- الرؤية النفقية.
- فقدان القدرة على الكلام.
- فقدان حاسة الشم.
- التنميل والخدران.
- الشلل.
وتجدر الإشارة إلى أنّ العديد من الأطباء لا يُصنفون اضطراب التحول كأحد أنواع الهستيريا، بل كمصطلحٍ مرادفٍ لها، خاصةً أنّ بعضهم لم يعد يستخدم مصطلح هستيريا.[٢]
اضطرابات انشقاقية
يُقصد بالاضطرابات الانشقاقية الأمراض النفسية التي تتمثل بانفصال المصاب عن الواقع، وأفكاره، وذكرياته، ومحيطه وهويته في بعض الحالات، وتحدث هذه الاضطرابات كرد فعلٍ لصدمة شديدة،[٥] وعلى الرغم من تصنيف البعض لها كأحد أنواع الهستيريا،[٣] إلا أنّ الرابطة الأمريكية للطب النفسي تصنفها كأحد الاضطرابات النفسية العصبية إلى جانب الهستيريا.[٦]
وتختلف أعراض الاضطرابات الانشقاقية باختلاف الحالة، ولكن بصورة عامة تشمل الآتي:[٥]
- فقدان متقطع للذاكرة والوعي؛ فلا يستطيع المصاب تذكر فترات زمنية معينة من حياته، أو أن يتذكر هويته وعنوانه أو أقاربه.
- الشعور بالانفصال عن هويته وعواطفه.
- مشاكل وشعور بالضغط الشديد بسبب العلاقات أو العمل.
- انعدام القدرة على التعامل مع الضغط والتوتر.
- مشاكل نفسية مثل الاكتئاب، والقلق، والتفكير بالانتحار.
هل يُمكن علاج الهستيريا؟
نعم، ويتم علاج الهستيريا ضمن خطة معينة وتحت إشراف عدد من الأخصائيين، ومن طرق العلاج الآتي:[٧]
- العلاجات الداعمة
حيث يتم تقديم الدعم والتوعية للمصاب بالهستيريا، مما يحفزه ويولد لديه الاستجابة للعلاج.
- العلاج السلوكي
وبهذا النوع من العلاج يتم مراقبة المصاب والأعراض الظاهرة عليه، ثم يتم تعليمه كيفية التعامل مع هذه الأعراض وتخفيفها، مثل تقنية الارتجاع البيولوجي، التي يتم استخدامها مع أولئك الأشخاص الذين يفتقرون إلى الذكاء والبصيرة.
- العلاج النفسي الديناميكي
ويساعد هذا النوع من العلاج على إكساب المصاب البصيرة، كما يمكن تقديم العلاج للأسرة المحيطة والعلاج باستخدام المنومات إذا لزم الأمر.
هل تُسبب الهستيريا أي مضاعفات؟
نعم، وتُؤثر الهستيريا الشديدة بشكلٍ كبير على صحة المصاب، خاصةً عند عدم علاجها؛ حيث قد تؤدي إلى الآتي:[٧]
- تأثير سلبي على صحة القلب، حيث يزيد من فرصة حدوث نوبة قلبية.
- خلل في وظائف الدماغ.
- نقصان تدفق الدم إلى الدماغ وحدوث سكتة دماغية.
- شلل مؤقت أو دائم في الأطراف.
ملخص المقال
الهستيريا اضطراب يصيب المريض نتيجة المرور بحالة نفسية أو عاطفية شديدة، مما يغير من سلوكه ويجعله مشحونًا عاطفيًّا، بالإضافة إلى ظهور عدد من الأعراض الجسدية عليه، ويختلف العلماء في تصنيف أنواع الهستيريا؛ فبعضهم يُقسمها إلى نوعٍ أولي مرتبطٍ بسمات المصاب الشخصية، وآخر ثانوي ناجمٍ عن إصابته بحالات نفسية أخرى كالاكتئاب، في حين يُنصفها بعضهم الآخر إلى نوعين رئيسين، الاضطراب الانشقاقية واضطراب التحويل.
المراجع
- ↑ Kendra cherry (16/3/2020), "What Is Hysteria? The Past and Present", verywellmind, Retrieved 16/2/2022. Edited.
- ^ أ ب "Conversion Disorder (hysteria)", pediatriconcall, Retrieved 16/6/2022. Edited.
- ^ أ ب ت karize uy (30/1/2022), "What Are the Different Types of Hysteria?", wise-geek, Retrieved 16/2/2022. Edited.
- ↑ "Conversion Disorder", webmd, Retrieved 16/6/2022. Edited.
- ^ أ ب "Dissociative disorders", mayoclinic, Retrieved 16/6/2022. Edited.
- ↑ first edition of the,hysteria”) and depressive “reactions "The Classification of Hysteria and Related Disorders: Historical and Phenomenological Considerations", ncbi.nlm.nih, Retrieved 16/6/2022. Edited.
- ^ أ ب Noorul Amin (1/2/2019), REVIEW ARTICLE-1-format.pdf "Overview of Hysteria; Introduction, Review, Causes, Signs And Symptoms, Complications And Management", zenodo, Retrieved 17/2/2022. Edited.
