تعد الغدة الدرقية أحد غدد الجسم الرئيسية، وقد يُصاب العديد من الأشخاص بمشاكل واضطرابات في الغدد الدرقية تؤثر في قدرتها على أداء وظائفها بكفاءة، ولكن ما هي الغدة الدرقية؟ وأين توجد في الجسم؟ وما هي وظيفتها؟ وما هي الأمراض التي تُصيبها؟ هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها في هذا المقال.[١]



ما هي الغدة الدرقية؟

الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid gland) هي إحدى الغدد الصماء التي توجد في منطقة الرقبة من جسم الإنسان، وهي ذات لون بني مُحمر نظراً لأنها غنية بالأوعية الدموية، وتُشبه في شكلها شكل الفراشة، ومن الجدير ذكره أن الغدة الدرقية تتحكم بالعديد من الوظائف الأساسية في الجسم عن طريق إفراز بعض الهرمونات.[١]


أين تقع الغدة الدرقية؟

تقع الغدة الدرقية في الجهة الأمامية من الرقبة، تحديداً أسفل ما تُسمى بتفاحة آدم، وتتكون بشكلٍ رئيسي من فصين يقعان على جانبي القصبة الهوائية؛ بحيث يُعرفان بالفص الأيمن والفص الأيسر، ويربط بينهما أنسجة الغدة الدرقية التي تُسمى البرزخ (بالإنجليزية: Isthmus)، ولا يمكن الشعور بوجودها عندما تكون بالحجم الطبيعي.[٢]


ما هي وظائف الغدة الدرقية؟

كما ذكرنا سابقاً فإن الغدة الدرقية هي جزء من الغدد الصماء التي تقوم بإنتاج، وتخزين، وإطلاق الهرمونات إلى مجرى الدم لتصل بعدها عن طريق الدم إلى كافة خلايا الجسم،[٣] وفيما يتعلق بالهرمونات التي تُفرزها الغدة الدرقية باستخدام اليود الموجود في الطعام بشكل رئيسي فهما نوعان من الهرمونات: ثلاثي يودوثيرونين (T3) والثيروكسين (T4)،[٣] وهذه الهرمونات تلعب دورًا هامًا في عمليات الأيض في الجسم، ومن أهم العمليات التي تتحكم فيها هذه الهرمونات ما يلي:[٤]

  • معدل الأيض في الجسم.
  • تصنيع البروتينات.
  • تحطيم الجلايكوجين وتحويله إلى جلوكوز.
  • تصنع سكر الجلوكوز من مواد غير سكرية.
  • تصنيع الدهون.
  • توليد الحرارة في الجسم.


كيف يتم التحكم في الغدة الدرقية في الجسم؟

يعد الحفاظ على هرمونات الغدة الدرقية ضمن المستوى الطبيعي دون زيادة أو نقصان أمر في غاية الأهمية، وتلعب الغدة النخامية ومنطقة تحت المهاد أدوراً في في التحكم والسيطرة على مستويات هرمونات الدرقية، وفيما يلي بيان ذلك:[٥]

  • تفرز منطقة تحت المهاد في الدماغ بإفراز هرمون الثيروتروبين (TRH) الذي يحفز إطلاق الهرمون المنشط للغدة الدرقية (TSH) من الغدة النخامية والذي يرسل إشارات للغدة الدرقية للتحكم بكمية الهرمونات.
  • عند حدوث زيادة أو نقصان في مستويات هرمونات T3 وT4؛ تقوم الغدة النخامية بإفراز الهرمون المنشط للغدة الدرقية (TSH) الذي يقوم بدوره بتوصيل معلومات للغدة الدرقية بالحاجة لتنظيم إفرازها من الهرمونات.


ما الاضطرابات التي قد تحدث في الغدة الدرقية؟

في الوضع الطبيعي يتم إنتاج كمية معينة من الهرمونات بما يكفي للقيام بعمليات الأيض في الجسم، ويتم الحفاظ على هذه الكمية ضمن مستوياتها الطبيعية عن طريق الغدة النخامية ومنطقة تحت المهاد بشكل رئيسي، ولكن قد تُصيب بعض الاضطرابات الغدة الدرقية بما قد يؤثر في قدرتها على أداء وظائفها،[٥] ونذكر من أبرز أمراض الغدة الدرقية ما يأتي:[١]

  • فرط نشاط الغدة الدرقية: (بالإنجليزية: Hyperthyroidism)، وهو زيادة في إفراز هرمونات الغدة الدرقية،
  • قصور الغدة الدرقية: (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، ويتمثل بحدوث نقص في إفراز هرمونات الغدة الدرقية.
  • التهاب الغدة الدرقية: (بالإنجليزية: Thyroiditis)، وقد يكون ناجماً عن عدوى فيروسية أو كأحد أمراض المناعة الذاتية، ويرافقه ألم في بعض الحالات، وفي حالاتٍ أخرى يكون بدون أي أعراض.
  • تضخم الغدة الدرقية: (بالإنجليزية: Goiter)، وهي حالة عامة تدل على حدوث انتفاخ أو تضخم في الغدة الدرقية إما بسبب نقص اليود أو حدوث حالة مرتبطة بالتهاب الغدة الدرقية.
  • مرض غريفز: (بالإنجليزية: Graves disease)، وهو أحد أمراض المناعة الذاتية، ويؤثر في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، وهو من أكثر الأسباب شيوعًا لفرط نشاط الغدة الدرقية.
  • العاصفة الدرقية: (بالإنجليزية: Thyroid storm)، وهو مرض خطير ونادر يُصيب المرضى المُصابين بفرط نشاط الغدة الدرقية نتيجة ارتفاع مستويات هرموناتها.
  • عُقيدات الغدة الدرقية: (بالإنجليزية: Thyroid nodules)، وهي كُتل تنشأ في الغدة الدرقية على شكل عُقد مُسببة فرط نشاط الغدة الدرقية، وغالبًا ما تكون حميدة وغير سرطانية.
  • سرطان الغدة الدرقية: (بالإنجليزية: Thyroid cancer)، وهو أحد السرطانات غير الشائعة، ويمكن السيطرة عليه عن طريق إخضاع المُصاب للعلاج بالأشعة، أو الهرمونات، أو الجراحة.


كيف يمكنني الحفاظ على صحة الغدة الدرقية؟

في الحقيقة لا توجد طريقة معينة يمكن من خلالها منع الإصابة بأمراض الغدة الدرقية بشكل نهائي، ولكن هناك عدة نصائح وإرشادات يمكن من خلالها المحافظة على صحة الغدة الدرقية وتقليل خطر الإصابة بالأمراض، أو قد تساهم في الكشف المبكر عنها، ومن هذه الخطوات ما يلي:[٥]

  • تناول الأطعمة المحتوية على اليود: إذ يُعد اليود عنصر مهم في الحفاظ على صحة الغدة الدرقية؛ ويجب الحفاظ على تناول جرعة يومية منه عن طريق تناول المأكولات البحرية، ومنتجات الألبان، والملح المعالج باليود، ولكن يجب الانتباه إلى تجنب تناول كميات كبيرة منه؛ إذ إن الإفراط في استخدامه قد يؤدي لنتائج عكسية تتمثل بإنتاج هرمونات أقل من الغدة الدرقية.[٥]
  • الإقلاع عن التدخين: إذ إن السجائر تحتوي على عدة أنواع من السموم؛ ومنها مادة تُسمى الثيوسيانات (بالإنجليزية: Thiocyanate) التي تؤثر في الغدة الدرقية عن طريق تعطيل امتصاص مادة اليود، وبالتالي التأثير في قدرة الغدة على إنتاج هرموناتها.[٦]
  • زيارة الطبيب بشكلٍ مستمر للاطمئنان على الصحة العامة وصحة العنق: كما يمكن إجراء فحص ذاتي في المنزل يتمثل باستخدام المرآة والنظر إلى العنق للكشف عن وجود كتل أو نتوءات أو أي شيء غير مألوف في منطقة الغدة الدرقية.[٦]
  • أخذ مكملات السيلينيوم بعد استشارة الطبيب: يتواجد السيلينيوم في الغدة الدرقية بشكلٍ أكثر شيوعاً مقارنةً بأعضاء الجسم الأخرى، وهو مهم لصحة الدرقية، لذلك فإن الحفاظ على نسبته في الجسم إما من خلال النظام الغذائي أو تناول المكملات يساعد على الوقاية من أمراض الغدة الدرقية ويُعزز المناعة.[٦]
  • الحد من تناول السكريات: إذ إن تناول الكثير من السكر المكرر؛ كالموجود في المشروبات الغازية والمحليات الصناعية والعسل وغيرها يزيد من خطر الإصابة بالالتهابات التي قد تؤدي مع أمراض الغدة الدرقية إلى حدوث السكري النوع الثاني.[٧]
  • التوقف عن تناول الطعام في الوقت المتأخر من الليل: يمكن التوقف عن تناول الطعام في الثامنة مساءً لإعطاء الجسم فترة راحة بين 10 إلى 12 ساعة أثناء الليل بما يُمكن من إنتاج الجسم هرمونات الغدة الدرقية وهرمونات النمو وغيرها.[٧]
  • شرب كميات كافية من الماء: تعتبر فوائد الماء كثيرة للجسم، منها أنه يساعد على أداء الجسم لعمليات الأيض بكفاءة أكبر.[٧]


المراجع

  1. ^ أ ب ت Picture of the Thyroid (18/5/2019), "Picture of the Thyroid", webmd, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  2. "Your thyroid gland", btf-thyroid, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Bridget Brady (26/3/2019), "Thyroid Gland: Overview", endocrineweb, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  4. "Thyroid Gland", teachmephysiology, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Thyroid gland", yourhormones, 1/3/2018, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت Mary Shomon (7-11-2-019), "10 Ways to Reduce Your Risk of Thyroid Disease", verywellhealth, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت Mary Shomon (1/5/2020), "Nutrition Tips for Thyroid Patients", verywellhealth, Retrieved 28/6/2021. Edited.