التكيس العقدي: الأعراض والعلاج

يعد التكيس العقدي (Ganglion Cyst) حالة شائعة ويمكن أن يصاحب حالات مرضية مختلفة كالتهاب المفاصل، والإصابة الجسدية، والحالات المسببة لتهيج المفاصل والأوتار، إلّا أنّ سبب ظهوره غير معروف حتى الآن، كما أنّه غير مضر ولا يؤثر بشكل كبير على حياة المصاب في أغلب الأحيان، وقد يعاني الأشخاص من مختلف الأعمار من التكيس العقدي، ولكنّه أكثر شيوعاً عند الأشخاص ما بين عمر 15-40 سنة، وعند الإناث أكثر من الذكور.^[١][٢]

أعراض التكيس العقدي

يظهر التكيس العقدي في مناطق الجسم المحيطة بالمفاصل أو الأوتار على شكل نتوء أو أكياس صغيرة تحت الجلد مملوءة بسائل هلامي شفاف،^[١][٣] وفيما يلي بيان لأهم علامات تمييز التكيس العقدي:^[٣][٤]

• تظهر الأكياس عادة قرب مفاصل وأوتار اليدين والرسغين، إلّا أنّها من الممكن أن تكون قرب مفاصل وأوتار في مختلف مناطق الجسم، كالقدمين والكاحلين.
• تظهر أكياس التكيس العقدي على شكل نتوء دائري أو بيضوي صغير، يمكن أن لا يرى في كثير من الأحيان، وبشكل عام لا يتعدى قطره الـ2.5 سم، إلّا أنّه حجمه يمكن أن يتغير؛ فمثلاً يمكن أن يتضاعف في حال استخدام المفصل المحيط به بشكل متكرر، كما يمكن أن يختفي قبل الظهور مرة أخرى أحياناً.
• يسبب التكيس العقدي الألم في حالات قليلة؛ ومنها الحالات التي يضغط فيها الكيس على عصب قريب، إلّا أنّه غير مؤلم في أغلب الحالات.
• يسبب التكيس العقدي تنميل أو ضعفاً في العضلات الموجودة بالمنطقة المحيطة به في حال كان مرتبطاً بأحد الأوتار فيها.
• تظهر في بعض الأحيان أكياس مخفية (Occult Ganglion) تكون صغيرة جداً لا يراها المصاب إلّا أنّها من الممكن أن تضغط على العصب المحيط وتسبب الألم.^[٥]
• تختلف النتوءات الجلدية الناتجة عن التكيس العقدي في ملمسها من شخص إلى آخر؛ فبالرغم من أنّها عادة ما تكون قاسية وثابتة إلّا أنّها قد تكون رخوة عند البعض.^[٥]

علاج التكيس العقدي

ينصح بعلاج التكيس العقدي فقط في الحالات التي تسبب إزعاجاً للشخص المصاب، كالحالات التي تسبب فيها الأكياس ألماً نتيجة الضغط على عصب محيط، أو صعوبة في حركة المفصل المرتبط بالكيس؛ حيث أنّ التكيس العقدي قد يزول لوحده دون علاج في كثير من الأحيان،^[٦][٥] وفيما يلي بيان لبعض العلاجات الجراحية وغير الجراحية التي يمكن اللجوء إليها في حال رغبة المصاب:

العلاج غير الجراحي

يبدأ علاج التكيس العقدي بالإجراءات غير الجراحية، ومنها:^[٥][٧]

• الأدوية المضادة للالتهاب: يمكن استخدام هذه الأدوية للتخفيف من الانتفاخ الظاهر على الجلد والتخفيف من عدم الارتياح في المفصل المصاب.
• منع حركة المفصل: وذلك من خلال وضع دعامة أو جبيرة على المفصل المرتبط بالكيس لوقف حركته والتخفيف من ألم وحجم الكيس؛ حيث أنّ التكيس العقدي يزداد حجماّ وألماً عند كثرة الحركة.
• الشفط: (Aspiration) وهو إجراء يقوم به الطبيب في العيادة لإخلاء الكيس من السائل المملوء به من خلال إحداث ثقب في الكيس باستخدام إبرة بعد تخدير المنطقة المحيطة بالكيس، يتم إجراء الشفط عادة في الحالات التي تسبب ألم وعدم ارتياح شديدين للمصاب، والحالات التي يقع فيها الكيس أعلى الرسغ، إلّا أنّ الأعراض غالباً ما تعود بعد فترة من إجراء الشفط؛ حيث أنّ الشفط لا يعمل على إزالة ارتباط الكيس بالمفصل أو الوتر، ولذلك هنالك احتمالية كبيرة بأن يمتلئ الكيس مجدداً.

العلاج الجراحي

يمكن اللجوء إلى العلاج الجراحي في حال عدم الاستجابة للعلاجات غير الجراحية أو في حالات ظهور التكيس العقدي مجدداً بعد إجراء الشفط، ويشتمل العلاج الجراحي على استئصال وإزالة التكيس العقدي بالإضافة إلى إزالة جذره المرتبط بالمفصل أو الوتر، وتجدر الإشارة إلى أنّه بالرغم من احتمالية انتفاخ موقع الجراحة أو الشعور بالألم، إلّا أنّها عملية جراحية صغرى يتم بعدها مراقبة المريض لبضع ساعات ولا يتطلب الأمر إدخاله إلى المستشفى، هنالك طريقتان يمكن إجراء عملية استئصال التكيس العقدي من خلالهما، وهما:^[٦][٧]

• عملية جراحية مفتوحة: يتم من خلالها إجراء شق في المنطقة الواقعة أعلى المفصل أو الوتر المصاب ومن ثم إزالة الكيس.
• عملية تنظير المفصل: (Arthroscopy) تختلف هذه العملية عن التي تسبقها بأن الشق الذي يحدثه الطبيب يكون صغيراً ويتم إدخال منظار المفصل من خلاله؛ يحتوي منظار المفصل على كاميرا تقوم بتصوير المنطقة المحيطة بالمفصل وتقود إلى موقع الكيس لإزالته.