ما هو السائل الزجاجي في العين

في إحصائية حول الحواس الخمسة، أفاد معظم الناس أن أكثر حاسة يخشون فقدانها على الأكثر هي حاسة البصر، وعلى الرغم من ذلك فإن معظم الناس لا يملكون فهماً واضحاً لتشريح العين، وكيفية عملها، والمشاكل الصحية التي يمكن أن تُصيبها، وسنتحدث في هذا المقال عن السائل الزجاجي كونه أحد مكونات العين.^[١]

ما هو السائل الزجاجي في العين؟

يعرف السائل الزجاجي في العين (Vitreous humor)، بأنه مادة شفافة تشبه الهلام تملأ كرة العين، ويتكون من الماء بنسبة 99% أما باقي الخليط فيكون عبارة عن مزيج من الكولاجين، والبروتينات، والأملاح، والسكريات، ومن الجدير بالذكر أن السائل الزجاجي يصبح أكثر سيولة مع تقدم الإنسان في العمر.^[٢][٣]

في أي جزء من العين يقع السائل الزجاجي؟

تنقسم عين الإنسان إلى جزأين هما: الجزء الأمامي والجزء الخلفي، ويقع السائل الزجاجي في الجزء الخلفي من العين والمعروف بالغرفة الزجاجية (Vitreous chamber)، حيثُ تقع خلف عدسة العين وأمام الشبكية، وتشكل حوالي 80% من حجم العين.^[٤][٥]

ما هي وظيفة السائل الزجاجي؟

بشكلٍ عام يقوم السائل الزجاجي بعدة وظائف مهمة، والتي نذكر منها ما يلي:^[٦]

• الحفاظ على شكل العين: تعد الوظيفة الأكثر وضوحاً للسائل الزجاجي هي إعطاء مقلة العين شكلها الكروي، فعندما تكون الغرفة الزجاجية مملوءة بشكلٍ كامل، عندها يبقى السائل الزجاجي متصلاً بشبكية العين (Retina)؛ وهي عبارة عن نسيج حساس للضوء يبطن الجزء الخلفي من العين.
• إبقاء العين صافية: إذ إنّه يساعد على المحافظة على صفاء مركز العين، مما يساهم في وضوح الرؤية بسبب توجيه الضوء الداخل إلى العين بسهولة إلى الجزء الأوسط من الشبكية، والذي يطلق عليه اسم البقعة (Macula).
• امتصاص الصدمات: حيثُ يساعد على التخفيف من أي صدمة أو هزة قد تؤثر في العين، إذ يمكنه امتصاص الصدمة الناتجة عن هز أو تحريك الرأس بشدّة.

ما الذي يحدث للسائل الزجاجي عند تقدم الإنسان في العمر؟

كما ذكرنا سابقاً تنخفض لزوجة وسماكة السائل الزجاجي ويقل حجمه عند تقدم الإنسان بالعمر، وتعرف هذه الحالة باسم التنكس الزجاجي (Vitreous degeneration)، الأمر الذي قد يؤدي إلى انفصال السائل الزجاجي عن شبكية العين، وقد يُصاحب هذه الحالة ظهور عدة أعراض تتمثل برؤية عوامات زجاجية (Vitreous floaters)، أو بقع أو خيوط أو حلقات في مجال الرؤية، ولكن لحسن الحظ أن هذه الأشكال تصبح أقل وضوحاً مع مرور الوقت، وفي معظم الحالات لا يوجد داعي لتلقي أي علاج، ومع ذلك يفضل مراجعة الطبيب نظراً لأنه في بعض الأحيان قد تحدث مضاعفات خطيرة.^[٤]

ما هي الحالات المرضية التي تصيب السائل الزجاجي؟

يمكن أن يصيب السائل الزجاجي في العين بعض الحالات المرضية، والتي تشمل ما يلي:

• انفصال الجسم الزجاجي الخلفي: (Posterior vitreous detachment) واختصاراً (PVD)، والذي يحدث نتيجة انفصال السائل الزجاجي عن شبكية العين، وقد يُعاني المُصاب من أعراض تتضمن: زيادة رؤية البقع، أو الظلال الرمادية، أو السوداء، بالإضافة إلى رؤية ومضات من الضوء من جانب العين.^[٧]
• تمزق الشبكية: (Retinal tear)، والذي يحدث عندما ينقبض السائل الزجاجي داخل العين مسبباً تمزق الشبكية بعيداً عن جدار العين، مما يؤدي إلى تجمع السوائل والدم داخل العين، وظهور عدة أعراض مثل: رؤية ومضات من الضوء وزيادة عدد العوامات (البقع المرئية).^[٨]
• نزف الجسم الزجاجي: (Vitreous haemorrhage)، يحدث نتيجة تمزق أحد الأوعية الدموية الموجودة في شبكية العين، إذ لا يحتوي الجسم الزجاجي عادةً على أوعية دموية، وتتضمن أعراض نزف الجسم الزجاجي: تشوش الرؤية، وتكون الرؤية ذات لون أحمر، والحساسية تجاه الضوء، وزيادة رؤية العوامات.^[٣]
• انفصال الشبكية: (Retinal detachment)، وهي عبارة عن حالة مرضية خطيرة تحدث بشكلٍ مفاجئ، وذلك نتيجة خروج شبكية العين من مكانها وابتعادها عن الأنسجة المحيطة بها، وتتضمن أعراضها: رؤية ومضات من الضوء، وزيادة عدد العوامات، والشعور بوجود ستارة من الظلام تغطي مجال الرؤية من الأعلى والوسط أو الجوانب.^[٩]

هل السائل الزجاجي نفسه السائل المائي؟

الإجابة لا، إذ يعرف السائل المائي (Aqueous Humor)، بأنه سائل شفاف شبيه بالماء، ويملأ الجزء الأمامي من العين في المكان بين القرنية (Cornea) والقزحية (Iris)، ويكون مسؤول عن إعطاء العين شكلها أيضاً وله عدة وظائف، ومنها:^[١٠]

• السماح لقرنية العين بالتمدد، حتى تعمل على حماية العين من الغبار، والأجسام الدقيقة، والبكتيريا، التي قد تسبب أضرار للعين.
• المحافظة على ضغط العين (Ocular pressure).
• نقل المواد الغذائية، مثل: فيتامين سي.
• الحفاظ على صحة العين وإبقائها بالحجم المناسب، وذلك بسبب الإفراز الثابت للسائل المائي.
• المساهمة بجعل الرؤية أوضح.