تعمل العين على تكوين الصور المرئية وإدراك الضوء والألوان والأبعاد من خلال إرسال إشاراتٍ عصبية إلى الدماغ عبر العصب البصري، ما يمنح الإنسان القدرة على الرؤية، وتتكون العين من عدة أجزاء تساهم في إتمام هذه العملية المعقدة، تابع قراءة هذا المقال لتتعرف على كافة أجزاء العين ووظائفها.[١]


أجزاء العين البشرية

فيما يأتي سنبين أجزاء العين بشيءٍ من التفصيل، ابتداءً من الأجزاء الخارجية وانتهاءً بالأجزاء الداخلية.


محجر العين

يتكون مِحجَر العين، أو تجويف العين (بالإنجليزية: The orbit)، من عدة عظام من عظام الجمجمة، وتتصل مع بعضها البعض على شكل هرم رباعي، حيث تشير قمة الهرم إلى الخلف باتجاه رأس الإنسان، ويعد محجر العين المسؤول الرئيسي عن حماية العين من أي إصابات أو أخطار قد تتعرض لها العين.[٢]


الجفون والرموش

تعمل الرموش والجفون بشكلٍ أساسي على حماية العين من أي أضرار أو مواد ناتجة عن المحيط الخارجي، حيث تعيق دخول الجزيئات الغريبة مثل: الغبار والأوساخ إلى العين، كما تساعد الجفون على حماية العين من الإضاءة الساطعة، وتلعب دورًا مهمًّا في الحفاظ على رطوبتها، وذلك من خلال نشر وتوزيع الدموع على سطح العين.[٣]


الغدد والقناة الدمعية

تعمل الغدد الدمعية على تصنيع الدموع وتمريرها إلى القناة الدمعية، وتتميز الدموع بقوامها السائل والصافي، وتنتشر بين العين والجفن للمساعدة على حماية سطح العين من الجفاف وتوفير العناصر الغذائية والأكسجين له، كما تعمل الدموع كعامل مضاد للجراثيم نتيجةً لاحتوائها على مواد كيميائية ذات خصائص مضادة للبكتيريا، كما تنتج خلايا ملتحمة العين طبقةً من مادة مخاطية تساعد الدموع على الالتصاق بسطح العين، بينما تنتج غدد ميبوميان (بالإنجليزية: Meibomian glands) طبقة دهنية تعمل على التقليل من تبخر الدموع من سطح العين.[٤]


الملتحمة

تغطي الملتحمة (بالإنجليزية: Conjunctiva) الأجزاء الموجودة في الجزء الأمامي للعين، مثل: الصُّلبة (بالإنجليزية: Sclera)، والجزء الداخلي لبياض العين، والجزء الداخلي للجفون، وتتكون الملتحمة من أنسجة تشكل طبقة رقيقة وشفافة، كما تحتوي على أوعية دموية مرئية قد تظهر بشكل واضح على بياض العين، وتكمن أهمية الملتحمة في دورها المهم في حماية العين من البكتيريا والمواد الضارة التي قد تتواجد خلف الجفن.[٣]


المشيمية

تقع المشيمية (بالإنجليزية: Choroid) بين الجزء الحساس للضوء، والذي يسمى بالشبكية، والجدار الخارجي للعين الذي يسمى بالصُلبة، وتتميز المشيمية بكونها طبقة رقيقة تحتوي على العديد من الأوعية الدموية التي تبطن الجزء الخلفي من العين.[٥]


الأجسام الهدبية

يقع الجسم الهدبي (بالإنجليزية: Ciliary Body) خلف القزحية، ويتكون من عضلات تساعد على تركيز العدسة.[٥]


القرنية

توصف القرنية (بالإنجليزية: Cornea) بكونها الواجهة الأمامية للعين، حيث تعمل على نقل الضوء وتركيزه للتحكم في حدة ووضوح الرؤية، وتخضع القرنية إلى إعادة التشكيل وتغيير التركيز في عمليات تصحيح البصر بالليزر للأشخاص الذين يعانون من بعض المشاكل في الرؤية.[٥]


النقرة المركزية

يطلق اسم النّقرة المركزيّة (بالإنجليزية: Fovea) على مركز بقعة الشبكية، وهي الجزء المسؤول عن الرّؤية الدّقيقة للأشياء.[٥]


بقعة الشبكية

تقع بقعة الشبكية، أو بقعة العين (بالإنجليزية: Macula) فوق النقرة المركزية، حيث تعمل على حماية النقرة المركزية من خلال امتصاص الأشعة الزرقاء والأشعة فوق البنفسجية.[٦]


العدسة

تتميز العدسة (بالإنجليزية: Lens) بكونها طبقة شفافة تتمثل وظيفتها في تركيز أشعة الضوء الداخل إلى العين على الشبكية، وعادةً ما تضعف العدسة مع التقدم في العمر، وبالتالي قد يتطلب استخدام نظارات القراءة، وقد يحتاج بعض الأشخاص استخدام عدسة طبية صناعية بسبب الإصابة بالماء الأبيض أو ما يسمى بالساد (بالإنجليزية: Cataract)، في حين من الممكن أن تستدعي بعض الحالات الصحية استبدال العدسة جراحيًا.[٥]

شبكية العين

تبطن شبكية العين (بالإنجليزية: Retina) الجزء الخلفي من العين، وهي مجموعة من الأعصاب التي تستشعر الضوء وتنتج إشارات كهربائية يتم إرسالها عبر العصب البصري إلى الدماغ.[٥]


قزحية العين

تُعرّف قزحية العين (بالإنجليزية: Iris) بكونها عضلةً تحتوي على كمية كبيرة من الصبغة، ويتسبب انقباضها وانبساطها بتضييق أو توسيع حدقة العين.[٦]


حدقة العين

يمرّ الضوء من خلال فتحة تسمى حدقة العين (بالإنجليزية: Pupil) ويتراوح قطرها ما بين 3 إلى 7 ملليميتر، كما تتراوح مساحتها بين 7 إلى 38 ملليمترًا مربعًا، وتحتوي حدقة العين على صبغة الميلانين التي تحدد لون العين الذي يظهر لنا، حيث يعتمد لون الحدقة على كمية وتوزيع صبغة الميلانين فيها.[٦]


العصب البصري

يبطن العصب البصري (بالإنجليزية: Optic Nerve) الجزء الخلفي من العين، ويستشعر الإشارات العصبية الناتجة عن شبكية العين بفعل الضوء الذي يسقط عليها، ومن ثم ينقلها إلى الدماغ، حيث يقوم الدماغ بدوره بتفسيرها وتحليلها.[٧]


الصُّلْبَة

تغطي الصُلبة، المعروفة ببياض العين (بالإنجليزية: Sclera)، ما يقارب خمسة أسداس كرة العين، حيث ترتبط الصلبة في مقدمة العين مع القرنية وفي الجزء الخلفي للعين مع الغلاف الخارجي للعصب البصري، وتمتاز الصلبة بسماكتها، ما يمنحها القدرة على حماية مقلة العين.[٨]


الجسم الزجاجي

يتكون الجسم الزجاجي (بالإنجليزية: Vitreous Humor)، من مادة جيلاتينية شفافة تملأ الفراغ الواقع بين العدسة وشبكية العين.[٦]


نصائح للمحافظة على صحة عينيك

يمكنك اتباع العديد من الأساليب التي تساهم في الحفاظ على صحة العينين، وفي ما يلي سنقدم لك بعضًا منها:

  • اتبع نظام غذائي صحي: مثل: الأنظمة الغذائية الغنية بالخضروات الورقية الداكنة كالسبانخ، واللفت، والملفوف، بالإضافة إلى الأسماك الدهنية الغنية بالأحماض الدهنية مثل أوميغا 3، كالسلمون والتونة.[٩]
  • تجنب التدخين: يتسبب التدخين بكثير من الأضرار للعين، مثل: الماء الأبيض على العين، وتلف العصب البصري، والتنكس البقعي، وغيرها.[١٠]
  • ارتدِ النظارات الشمسية: وذلك لحماية العين من أشعة الشمس الضارة مثل الأشعة فوق البنفسجية.[١٠]
  • ارتدِ النظارات الواقية أثناء العمل: حيث ينصح بارتداء النظارات الواقية للأشخاص الذين تقتضي طبيعة عملهم التعامل مع المواد الخطرة التي تؤثر في العينين.[١٠]
  • تجنب إجهاد عينيك: وذلك أثناء استخدام الحاسوب أو الأجهزة اللوحية لمدة طويلة، وتعتبر قاعدة 20-20-20 من أبرز القواعد التي تساعد على تقليل الإجهاد الواقع على العين، حيث تنص على تغيير مكان النظر بعد التركيز لمدة 20 دقيقة، من خلال النظر لمسافة 20 قدم لمدة 20 ثانية.[١١]
  • حافظ على وزن صحي: يلعب الوزن الصحي دورًا مهمًا في المحافظة على صحة العينين، وذلك من خلال وقايتها من المضاعفات الصحية الناجمة عن الأمراض المتعلقة بزيادة الوزن، مثل: مرض السكري، الذي قد يتسبب باعتلال الشبكية السكري أو المياه الزرقاء المعروفة باسم الجلوكوما.[١٢]
  • احرص على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تساعد ممارسة التمارين الرياضية على التقليل من خطر الإصابة بمشاكل العين.[١١]
  • استخدم العدسات اللاصقة بطريقة صحيحة: حيث يجدر بك غسل يديك جيدًا قبل وضع أو إخراج العدسات اللاصقة من العين، كذلك احرص على تعقيم العدسة باستمرار وتغيرها بانتظام لتجنب التعرض لالتهابات العين.[٩]
  • افحص عينيك بشكل دوري: إذ يساعد الفحص الدوري للعينين في الكشف المبكر لأي مشاكل أو أضرار، خاصًّة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة، حتى في حال عدم ملاحظة أعراض أو عوامل خطر واضحة.[١٣]


المراجع

  1. Troy Bedinghaus (30/3/2020), "The Anatomy of the Eye and How It Works", verywellhealth, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  2. Edward S. Perkins, "Human eye", britannica, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Andrew A. Dahl (2/4/2021), "Anatomy and Physiology of the Eye", emedicinehealth, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  4. "Tear duct and glands", britannica, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح "Anatomy of the Eye", umkelloggeye, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Parts of the Eye", cis, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  7. Charles Patrick Davis (3/29/2021), "Medical Definition of Optic nerve", medicinenet, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  8. Jay W. Marks (6/3/2021), "Medical Definition of Sclera", medicinenet, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Keep Your Eyes Healthy", nei, 19/5/2021, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت Whitney Seltman (29/5/2020), "How to Keep Your Eyes Healthy", webmd, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Eye Care", medlineplus, 1/6/2021, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  12. Kate Rauch (10/2/2020), "Perfect Vision? 20 Tips to Keep It That Way", aao, Retrieved 8/6/2021. Edited.