ماذا يعني التهاب الأوعية الدموية في الدماغ؟
يحدث التهاب الأوعية الدموية في الدماغ وهو أحد الاضطرابات النادرة التي تلتهب فيها الأوعية الدموية في الدماغ ممّا يؤدي إلى إعاقة تدفق الدم عبرها؛ الأمر الذي يُحدِث ضررًا في الخلايا العصبية داخل الدماغ، وهي من الحالات الخطيرة التي قد تؤدي لمشاكل صحية خطيرة مثل السكتة الدماغية.[١]
ويصنف هذا الالتهاب لنوعين رئيسين، وهما:[١]
- التهاب الأوعية الدموية الأوليّ
يحدث هذا الالتهاب في الدماغ والنخاع الشوكي تحديدًا دون الإصابة بأي أمراض أخرى في أجهزة الجسم المختلفة.
- التهاب الأوعية الدموية الثانوي
يحدث هذا المرض بالتزامن مع وجود أمراض مناعية ذاتية أخرى في الجسم، مثل الذئبة الحمامية الشاملة، التهاب الجلد والعضلات، والتهاب المفاصل الروماتيدي، أو التهابات الأوعية الأخرى مثل التهاب الأوعية المجهري ومتلازمة بهجت، أو الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية.
ما هو سبب التهاب الأوعية الدموية في الدماغ؟
في معظم الحالات لم يُحدد سبب واضح للإصابة بالتهاب الأوعية الدموية في الدماغ، ولكن يُعتقد أن لجهاز المناعة دورًا في ذلك؛ إذ تبين أنّ الجهاز المناعي يهاجم جدار الأوعية الدموية في الدماغ كأنها جسم غريب ويتسبب بحدوث رد فعل مناعي قويّ يؤدي إلى حدوث الالتهابات وقد تم ربط ذلك في بعض الحالات باستخدام بعض الأدوية أو الإصابة ببعض الأمراض.[٢]
ما هي أعراض التهاب الأوعية الدموية في الدماغ؟
من أعراض التهاب الأوعية الدموية بشكل عام الحمى، والتعب العام والإعياء، وفقدان مفاجئ للوزن، وطفح جلدي، وفي حال إصابة الدماغ فإنّ المصاب سيعاني أيضًا من الأعراض الآتية:[١]
- صداع شديد لا يزول.
- حدوث أعراض للإصابة بالسكتة دماغية أو النوبة الإقفارية العابرة (TIA).
- النسيان والارتباك.
- تورم وانتفاخ الدماغ.
- ضعف العضلات أو شللها.
- صعوبة التنسيق حركات الجسم.
- الشعور بأحاسيس غير طبيعية وفقدان بعض الأحاسيس.
- حدوث مشاكل في الرؤية.
- نوبات الصرع.
كيف يتمّ تشخيص التهاب الأوعية الدموية في الدماغ؟
من الإجراءات التي قد تُساعد الطبيب في تشخيص مرض التهاب الأوعية الدموية في الدماغ كلًا ممّا يأتي:[٣]
- قياس معدل ترسب كريات الدم الحمراء (ESR):
ويشار إلى أنّ هذا الاختبار لا يُشخص المرض ولكنّه يُساعد الطبيب في تحديد وجود التهاب في الجسم.
- بزل السائل الدماغي الشوكي:
يتمّ في هذا الاختبار أخذ عينة من السائل الموجود حول الدماغ عن طريق إبرة يتم إدخالها في القسم السفلي من الظهر، وبعد ذلك يتمّ تحليلها في المختبر، حيث يُلاحظ ارتفاع مستويات البروتين في السائل النخاعي لدى 85% من المصابين.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI):
يكشف هذا الاختبار حدوث احتشاءات في الأوعية الدموية الصغيرة للدماغ، وقد يكشف عن وجود أي تلف في الدماغ ناتج عن الالتهاب.
- تصوير الأوعية الدموية للدماغ (Cerebral Angiography):
يتمّ هذا الفحص عن طرق تصوير المريض بالأشعة السينية بعد حقنه بصبغة خاصة ممّا يُساعد على إظهار أي عيوب في الشرايين الدماغية.
- خزعة من الدماغ.
وهو الاختبار الوحيد المؤكد لتشخيص التهاب الأوعية الدموية في الدماغ، ويتمّ عبر أخذ جزء صغير من الأنسجة الدماغ وفحصها تحت المجهر.
كيف يتمّ علاج التهاب الأوعية الدموية في الدماغ؟
يتمّ علاج هذا المرض على مراحل متعددة، وتتضمن أهمّ المعلومات عن ذلك ما يأتي:
مرحلة العلاج الحثي (Induction therapy)
يتمّ في هذه المرحلة إعطاء المصاب جرعات عالية من الستيرويدات (Steroids) غالبًا عن طريق الوريد، وقد يتمّ إضافة أدوية أخرى مثبطة للمناعة مثل السيكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide) أو الميكوفينولات موفيتيل (Mycophenolate Mofetil) لتقليل استجابة الجهاز المناعي.[٢]
العلاج الدائم (Maintenance therapy)
يُقدّم هذا العلاج عند استقرار حدة المرض وقد يستمر لمدى الحياة، وفيه يتمّ استبدال دواء السيكلوفوسفاميد (Cyclophosphamide) إذا تم استخدامه في المرحلة الأولى بأدوية أخرى مثل ميكوفينولات موفيتيل، كما قد تُستخدم جرعات منخفضة من الستيرويدات.[٢]
علاج الأمراض الأخرى
في حال رافق التهاب الأوعية الدموية في الدماغ أمراضًا أخرى مثل الذئبة الحمامية الشاملة أو التهاب الأوعية الدموي المجهري، فيجب أن يتمّ علاج هذه الحالات بطريقة ملائمة.[٢]
ملخص المقال
يؤدي التهاب الأوعية الدموية في الدماغ لحدوث تضيق في الأوعية الدموية ممّا يُقلل من كمية الدم العابرة فيها ما يُسبب حدوث خلل في وظائف الدماغ في المنطقة المصابة، ويحدث هذا المرض نتيجةً لخلل في الاستجابة المناعية، وتُشخص عبر التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير الوعائي لشرايين الدماغ، وتعُالج بالستيرويدات ومثبطات المناعة.
المراجع
- ^ أ ب ت "Central Nervous System Vasculitis", vasculitisfoundation, Retrieved 29/1/2022. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Central Nervous System Vasculitis", my.clevelandclinic, Retrieved 29/1/2022. Edited.
- ↑ "CNS Vasculitis", brighamandwomens, Retrieved 29/1/2022. Edited.