موقع الرحم وأشكاله

يُعرَف الرحم (بالإنجليزية: Uterus) بأنّه جزء من الجهاز التناسلي الأنثوي وهو عضو عضلي أجوف متصل بقناتي فالوب (بالإنجليزية: Fallopian tubes)، اللتان تنقُلان البويضات من المبيضين إلى الرحم، وتتمثل الوظيفة الرئيسية للرحم في تغذية واحتواء الجنين أثناء فترة الحمل.^[١]

موقع الرحم

يُشبه الرحم شكل حبّة الكمثرى المقلوبة ويقع في الحوضِ بين المثانة (بالإنجليزية: Bladder) والمستقيم (بالإنجليزية: Rectum)، ويميل الرحم إلى الأمام فوق المثانة ويكون الجزء العلوي له باتجاه جدار البطن.^[٢][٣]

أجزاء الرحم

يتكون الرحم من ثلاثة أجزاء رئيسية هي:^[٤]

• قاع الرحم: (بالإنجليزية: Fundus)، ويُسمّى أيضًا بأعلى الرحم، وهو المنطقة العلوية المنحنية العريضة التي تتصل فيها قناتا فالوب بالرحم.
• جسم الرحم: (بالإنجليزية: Body)، وهو الجزء الرئيسي من الرحم، يقع أسفل مستوى قناتي فالوب مباشرة ويستمر نحو الأسفل حتى تبدأ جدران الرحم وتجويفه في التضيُّق تدريجيًّا.
• عنق الرحم: (بالإنجليزية: Cervix) الجزء السفلي من الرحم الذي يربطه بالمهبل، ويختلف هذا الجزء من الناحية الهيكلية والوظيفية عن باقي الرحم.

أشكال الرحم

كما أُسلف الذّكر، يتّخذ الرّحم شكل الكُمثرى المقلوبة، ويمتلك جدار عضليّ سميك، ويبلغ متوسط طول الرحم لدى المرأة التي لم تحمِل من قبل حوالي 7 سنتيمترات، ويمكن أن يتغير حجم وشكل الرحم مع التّقدّم بالعُمر، ومع تعدّد الأحمال،^[٥] وفي الواقع قد يتّخذ الرّحم شكلًا غير طبيعيّ، وهُنا تُسمّى هذه الحالة بتشّوه شكل الرحم (بالإنجليزية: Uterine Abnormality)، وقد تكون هذه التّشوّهات مُنذ الوِلادة، إلا أنها ليست خطيرة في معظم الحالات، والعديد من تشوهات الرحم لا تسبب المشاكل؛ فمعظم النساء لا تُعاني من أعراض متعلقة بالتشوهات وغالبًا لا تُكتشف تشوهات الرحم إلا في حال ارتباطها بالخصوبة والتأثير عليها،^[٦] وفيما يأتي توضيح لأشكال الرّحم المُختلفة:

الرحم المائل إلى الخلف - Retroverted

الرحم المائل أو المُنحني إلى الخلف، وهو التباين التشريحي الطبيعي الذي يكون فيه الرحم مائل باتجاه الخلف بدلاً من الميلان إلى الأمام، ولا يُعتبر الرحم المائل تشوه لأنه يؤثر فقط على موضع الرحم وليس على وظيفته فلا يؤثر في فُرَص الحمل، ومع ذلك يمكن أن يكون في بعض الأحيان علامة على حالة مرضية أُخرى مثل الانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis)، أو مرض التهاب الحوض (PID)، أو الأورام الليفية، والتي يمكن أن تؤثر في الخصوبة.^[٧]

الرحم المقوس - Arcuate Uterus

الرحم المقوس يتميز بوجود فجوة خفيفة في بطانة الرحم في قاع الرحم وتُعد إحدى حالات التشوه في قناة مولر (بالإنجليزية: Müllerian duct)، ولكنها غالبًا ما تُصنف على أنها تشوّهات طبيعيّة؛ لأنها أقل التشوهات ارتباطًا بمشاكل الخصوبة.^[٨]

الرحم المنفصل - Septate uterus

الرحم المنفصل أو المقسوم هو تشوه خلقي للرحم ويحدُث أثناء نمو الجنين قبل الولادة،^[٩] ويكون الرّحم المُنفصل طبيعي الشّكل ولكن يُنصّفه جدار من الأنسجة ممّا يُشكّل تجويفين مُنفصلين بالرّحم، وقد لا تدرك بعض النساء أن لديهن رحم مُنفصِل حتى أثناء الحمل والولادة، كما لا يحتاج الرحم المنفصل إلى علاج ما لم يكن هناك إجهاض مُتكرر للحمل، ولكن من المُمكن أن تُساعد إزالة الجدار الفاصل على تمكين المرأة من إتمام شُهور حملها كاملةً.^[١٠]

الرحم ذي القرنين - Bicornuate Uterus

الرحم ذو القرنين أو الرحم على شكل قلب هو نوع من تشوهات الرحم الخلقيّة وإحدى حالات التشوه في قناة مولر كذلك، ولا يسبب هذا النوع من التشوهات مشاكل في الحمل ويمكن للبويضة المخصبة أن تنغرس فيه، لكن ولأنه يحتوي على تجويفين ملتصقين قد لا يكون لدى الجنين مساحة كافية للنمو مما قد يؤدي إلى الولادة المبكرة أو انخفاض وزن الطفل عند الولادة، ومن الممكن أيضًا حدوث عيوب خلقية بسبب المساحة المحدودة في الرحم.^[١١]

الرحم أحادي القرن - Unicornuate Uterus

الرحم أحادي القرن أو الرّحم ذو القرن الواحد وهو نوع من تشوهات الرحم الخلقية وإحدى حالات التشوه في قناة مولر أيضًا، ويكون الرحم أحادي القرن أصغر من الرحم الطبيعي بما يُقارب نصف الحجم الطبيعي، وعادةً ما يكون به قناة فالوب واحدة بدلاً من اثنتين، يمكن أن يزيد هذا الرّحم من خطر حدوث إجهاض، أو يُسبّب الولادة المبكرة، بالإضافة إلى حدوث الحمل خارج الرحم، وقد تحدث أيضًا مضاعفات إضافية عند الحمل.^[١٢]

الرحم المزدوج - Uterus didelphys

الرحم المزدوج هو نوع من تشوهات الرحم الخلقية النّادرة، ويتمثل بوجود رحمين منفصلين، وفي بعض الأحيان يوجد عنق رحم واحد لكلا الرحمين وفي أحيان أخرى يوجد عنق رحم لكل رحم، غالبًا ما يكون الحمل لدى النساء اللواتي لديهن رحم مزدوج ناجحًا، لكن يُمكن أن يزداد خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة لديهُن.^[١٣]

الرحم على شكل حرف T 

هو نوع من تشوهات الرحم الخلقية النادرة التي ارتبطت بخضوع الأم خلال الحمل لعلاج بدواء داي إثيل ستيلبيسترول (Diethylstilbestrol) وهو إستروجين مُصنع، وفي عام 1971، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تحذيرًا لمنع وصفه للنساء الحوامل بعد أن ربط باحثون في مستشفى "Massachusetts General Hospital" في بوسطن أنّ البنات اللّواتي أُنجِبنَ من النّساء اللّواتي استخدمن هذا الدّواء قد أُصِبنَ بسرطان عنق الرحم والمهبل، وسرطان المهبل الغُدي ذو الخلايا الصافية (بالإنجليزيّة: Clear cell adenocarcinoma - CCA).^[١٤]