يستخدم مصطلح الهستيريا في يومنا هذا لوصف السلوك العاطفي المفرط، حيث تمت إزالته كحالة تشخيصية مستقلة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM) عام 1980م، وقد أصبح مصطلح الهستيريا يشمل بعض الأعراض المرتبطة بحالات نفسية أخرى، فما هي أسباب الهستيريا؟[١]

أسباب الهستيريا

استبدلت جمعية علم النفس الأمريكية (APA) في عام 1980م التشخيص بحالة الهستيريا (Hysteria)، وتم ربط الأعراض التي عرفت بالسابق على أنها هستيريا بنوعين من الاضطرابات؛ اضطرابات الأعراض الجسدية والاضطرابات الانشقاقية، وتالياً توضيح لأسباب هذه الاضطرابات:[٢]


اضطرابات الأعراض الجسدية

تتنوع أسباب اضطرابات الأعراض الجسدية وتختلف باختلاف أعراضها، ولكنها تشترك في العوامل التالية:[٣][٤]

  • العوامل الجينية: تؤثر الجينات المتوارثة في كيفية إدراك الأشخاص الأحاسيس الجسدية والاستجابة لها، ويكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بذلك في حال كان من أسرة تعاني من حالات صحية وأمراض خطيرة.
  • العوامل البيولوجية: تؤثر الاختلافات في كيمياء الدماغ وحساسية الجهاز العصبي في استجابة بعض الأشخاص للألم الجسدي والعاطفي.
  • العوامل النفسية: يؤثر العامل النفسي في كيفية الاستجابة للأحاسيس، فيقوم بعض الأشخاص ذو الطابع السلبي أو الذين تعرضوا في السابق للتعنيف الجسدي أو التحرش الجنسي إلى تحويل التجربة النفسية إلى أعراض جسدية، كما يمكن أن يساهم وجود حالات نفسية كالقلق والتوتر في تطور اضطرابات الأعراض الجسدية.


الاضطرابات الانشقاقية

يعد السبب الرئيسي للاضطرابات الانشقاقية غير معروف، ولكنها مرتبطة بمرور الشخص بتجربة أو صدمة سابقة، حيث تتطور هذه الاضطرابات كطريقة للتعامل مع حدث سلبي أو ضغوطات طويلة الأمد، خاصةً التجارب التي تحدث في مرحلة مبكرة من الطفولة، إذ قد يؤثر ذلك في قدرة الطفل على فهم الموقف بشكلٍ تام، وتطور الآليات لمواجهة الموقف بشكل كافٍ، وقد يساهم عدم وجود دعم من العائلة في تطور الحالة.[٥][٦]




يعد الابتعاد أو الانشقاق عن الواقع آلية دفاع طبيعية لمساعدة الشخص على التأقلم والهروب من الألم لفترة قصيرة خلال أوقات الصدمات، حيث تعد شكل من أشكال الإنكار، ولكنها قد تتطور إلى اضطراب انشقاقي إذا استمرت لفترات طويلة.




عوامل خطر الإصابة بالهستيريا


اضطرابات الأعراض الجسدية

تزيد بعض العوامل فرصة الإصابة باضطرابات الأعراض الجسدية الهستيرية، كالتالي:[٧][٤]

  • الشعور بالقلق أو الاكتئاب.
  • التعرض لخطر الإصابة بحالة طبية خطيرة أو التعافي من حالة طبية خطيرة.
  • التعرض لحدث سلبي أو صدمة.
  • مستوى التعليم المتدني، أو الحالة الاجتماعية أو الاقتصادية متدنية.




تبدأ عادةً اضطرابات الأعراض الجسدية قبل سن ال30 عاماً، وتكون النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال.




الاضطرابات الانشقاقية

يكون الأشخاص الذين تعرضوا لاعتداء جنسي أو جسدي أو عاطفي لفترات طويلة في مرحلة الطفولة أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات الانشقاقية، أو الأشخاص الذين تعرضوا لصدمات كالحروب أو التعذيب الجسدي أو الاختطاف، وتعد محاولات الانتحار أو إيذاء النفس من السلوكيات الشائعة بين المصابين بالاضطرابات الانشقاقية.[٨]




إن ظهور أي من أعراض أو مؤشرات الهستيريا يستلزم زيارة الطبيب لوضع خطة علاجية مناسبة للتعامل مع الحالة، ولا يجب أن يشعر الشخص بالحرج من زيارة طبيب نفسي، بل إن ذلك يمثل الخطوة الأولى للسيطرة على حالته ومنع استياءها.




المراجع

  1. "What Is Hysteria? The Past and Present", verywellmind, Retrieved 1/2/2022. Edited.
  2. "Somatic Symptom Disorder", the recovery village, Retrieved 1/2/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "Somatic symptom disorder", medlineplus, Retrieved 1/2/2022. Edited.
  4. "Dissociative Disorders", cleveland clinic, Retrieved 1/2/2022. Edited.
  5. "Dissociative disorders", NHS, Retrieved 1/2/2022. Edited.
  6. "Somatic symptom disorder", mayo clinic, Retrieved 1/2/2022. Edited.
  7. "What Are Dissociative Disorders?", American Psychiatric Association, Retrieved 1/2/2022. Edited.