إدمان الإطفال على الأجهزة الإلكترونية ومضارها

مؤخرًا صار الأطفال من حولنا يحملون الأجهزة الإلكترونيّة في كل مكان نتيجةً لكون العديد من الآباء يرونه خيارًا جيدًا لتهدئة الطفل، والبعض الآخر قد يجده وسيلة للحصول على التسلية، وبعضٌ منهم قد يستخدمونه لغاياتٍ تعليمية فقط، ولكن هل يمكن أن يدمن الأطفال على الأجهزة الإلكترونية؟ وما مضار ذلك؟^[١]

إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونية

يحدث الإدمان على الأجهزة الإلكترونية عند الأطفال بداية من الوقت الذي يقوم فيه الوالدان بتسليم الطفل الهاتف أو التابلت بهدف إشغاله وإبقائه هادئًا، لاحقاً قد يطلب الطفل من والديه الحصول على جهاز إلكترونية خاص لكونه يرى الأقران من حوله يملكون واحدًا وهذا سيحفز التنافس بين الأطفال مع بعضهم البعض للعب عبر الإنترنت، إلّا أنه ومن المؤسف أنَّ الطريقة التي يتم فيها اختراع التطبيقات والألعاب على الأجهزة الإلكترونية تُسبب الإدمان حتى يصبح الطفل غير قادرٍ على المكوث دونها لساعةٍ واحدة،^[٢] وعلى الرغم من أنه لا يوجد تعريف واضح لإدمان الأجهزة الإلكترونية، إلا أن الأعراض التالية قد تكون علامة على إصابة الطفل به:^[٣]

• الرغبة الشديدة والمستمرة في استعمال الأجهزة الإلكترونية.
• الغضب والعصبية عند أخذها منه.
• عدم الانتباه لما حوله تماماً عند استخدام الأجهزة.
• التحدث بشكل مستمر عن الألعاب والتطبيقات الموجودة في الأجهزة الإلكترونية مع عدم إعارة أي اهتمام للهوايات والأنشطة الأخرى.

مضار إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونية

فيما يلي أضرار هذه الأجهزة الإلكترونية على الأطفال:^[١]

• السمنة: إنَّ المكوث لساعاتٍ طويلة على هذه الأجهزة اللوحية بدلاً من اللعب في الخارج يعرضهم لخطر السمنة لكونهم لا يحرقون السعرات الحرارية التي يتناولونها، وفي الحقيقة السمنة تُعرَّض الأطفال لخطر حدوث مضاعفات أخرى مرتبطة بها، كالسكري، والسكتة الدماغية، والنوبات القلبيّة.
• الحرمان من النوم: إنَّ اللعب على الأجهزة اللوحية الإلكترونية قد يؤدي إلى عدم حصول الطفل على القسط الكافي من الراحة، وهذا ينعكس على الحالة المزاجية للطفل، فقد يُصبح أكثر عدوانية وأشدُّ غضبًا خلال النهار.
• التأثير على كفاءة النظر: الإدمان على الأجهزة الإلكترونية يجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في العين خلال فترة نموهم وتطورهم، وذلك وفقًا للعديد من الأبحاث التي أشارت لذلك.
• الصداع: قد يحدث نتيجةً للتوتر العضلي الزائد في قاعدة الجمجمة إلى جانب إجهاد العينين إثرَ المكوث لساعات طويلة على الأجهزة الإلكترونية.^[٤]
• تدني المستوى الأكاديمي: فقد وجد بأنَّ الأطفال الذين حصلوا على أجهزة إلكترونية في سن مُبكرة كانت درجاتهم المدرسية أسوأ من أولئك الذين لم يحصلوا عليها بهذا العمر.^[٥]
• اضطرابات سلوكية: وجد بأنَّ الأطفال الذين استخدموا الأجهزة اللوحية لمدة تتجاوز الساعتين يوميًا كانوا أكثر عُرضة للإصابة باضطرابات سلوكية واجتماعية والتشتت وضعف التركيز.^[٥]
• الميل للعنف: وفقًا لما أشارت له الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين، فمشاهدة العديد من البرامج التلفزيونية وألعاب الفيديو العنيفة تؤثر على الأطفال بحيث تجعلهم أكثر ميلاً نحو هذه الطرق في حل المشكلات التي يواجهونها.^[٥]
• العزلة وضعف العلاقات الاجتماعية: قضاء وقت طويل أمام الأجهزة اللوحية سيصرف انتباه الطفل واهتمامه لأيّ محفزات خارجية أخرى حوله، وذلك لكون تركيزه بالكامل يدور حول هذا الجهاز الإلكتروني، مما يجعله بمرور الوقت شخصًا منعزلاً.^[٢]
• آلام في الظهر والرقبة: وذلك نتيجةً لانحناء رؤوسهم لمدة طويلة خلال النظر للأجهزة الإلكترونيّة والذي يصنع ضغطًا إضافيًا على الجسم والكتف والرأس.^[٦]

نصائح للحد من إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونية

فيما يأتي مجموعة من النصائح التي تُساعد على الحد وعلاج إدمان الأطفال على الأجهزة الإلكترونيّة:^[٧][٤]

• تعليم الطفل أهمية الاعتدال خلال حياته اليومية؛ ويُنصح بتشجيع الطفل عندما يُبدي بلاءً حسنًا في ضبط النفس إزاء استخدام الأجهزة الإلكترونية.
• تحديد أوقات لاستخدام الأجهزة الإلكترونية لمدة أقصاها 30 دقيقة في كلِّ مرة.
• اختيار وقت مُناسب لاستخدام الأجهزة الإلكترونية.
• التخطيط للقيام بأنشطة بدنية ممتعة مشتركة معاً.
• تجنب وضع التلفاز أو الهواتف الذكية المحمولة في غرفة نوم الطفل، ووفقًا لتوصيات الخبراء، فإنّه لا ينصح باستخدام الأجهزة قبل النوم بساعة.
• الحرص على استغلال الأوقات التي يتم فيها امتناع الطفل عن الأجهزة الإلكترونية في حلِّ الواجبات المدرسية، والواجبات المنزلية، وأخذ القسط الكافي من النوم، وقضاء وقت مع العائلة.
• تشجيع الطفل على بناء علاقات اجتماعية والتفاعل وجهًا لوجه، وذلك لكون التفاعل وجهًا لوجه مع الآخرين يولد روابط بينهم وبين حولهم ويطوّر مهاراتهم الاجتماعية.