يتكون الجهاز الهضمي من العديد من الأجزاء والتي تقوم معًا لتأدية مهامها، وسيدور الحديث في هذا المقال حول الأمعاء الغليظة.[١]

ما هي الأمعاء الغليظة؟

تعد الأمعاء الغليظة (بالإنجليزية: Large intestine) المعروفة بالقولون (بالإنجليزية: Colon) أحد أجزاء الجهاز الهضمي، وهو أنبوب طويل ومجوف يقع في نهاية الجهاز الهضمي؛[٢] تحديدًا تحت الخاصرة اليمنى،[١] ويتراوح طول الأمعاء الغليظة نحو متر ونصف، وعرضه 90 سنتيمتر.[٣]


أجزاء الأمعاء الغليظة

تتكون الأمعاء الغليظة من أربعة أجزاء رئيسية، ألا وهي:[٤]

  • الأعور: وهي الجزء الأول من الأمعاء الغليظة، والذي يبدو وكأنه كيس بطول 5 سنتيمترات تقريبًا.[٤]
  • القولون: وهو الجزء الرئيسي من الأمعاء الغليظة، ويتكون من أربعة أجزاء: القولون الصاعد، والقولون المستعرض، والقولون الهابط، والقولون السيني.[٤]
  • المستقيم: وهو الجزء الأخير من الجهاز الهضمي، ويتراوح طوله بين 2.5 إلى 4 سنتيمترات.[٤]
  • فتحة الشرج: وهي الجزء الذي يمر البراز عبرها خارجًا من جسم الإنسان.[٥]

الأمعاء الغليظة: أجزاؤها، وظيفتها، مع رسم توضيحي

ما هي وظائف الأمعاء الغليظة؟

تقوم الأمعاء الغليظة بالعديد من الوظائف في جسم الإنسان، وهي كالآتي:[٦]

  • تشكيل البراز وإخراجه من الجسم: إذ تقوم الأمعاء الدقيقة بامتصاص نسبة كبيرة من الماء الموجود في الطعام بعد تناوله، وينتقل الطعام بعدها إلى الأمعاء الغليظة لتمتص المتبقي من الماء، وفي النهاية يتم تحويل المواد السائلة إلى البراز الذي يُشكل مزيج من مواد الطعام غير القابلة للهضم، والمواد غير الممتصة، والبكتيريا، والأملاح غير العضوية، والخلايا الظهارية، والماء أيضًا، وبعد ذلك تنقبض عضلات المستقيم لإخراج البراز من الجسم.
  • امتصاص الفيتامينات: تقوم الأمعاء الغليظة بامتصاص الفيتامينات التي تنتجها البكتيريا التي تعيش في الأمعاء عن طريق تحطيم الألياف والسكريات، وتخمير بعض المواد، وتعد فيتامينات (ب) و(ك)، والبيوتين من أبرز العناصر التي يتم إنتاجها بهذه الطريقة، وهذا ما يُفسر أنّ استخدام بعض المضادات الحيوية قد يؤدي إلى نقص في مستويات بعض الفيتامينات نظراً لأنها قد تؤثر في بكتيريا الأمعاء وتمنعها من القيام بوظائفها التي تتضمن إنتاج الفيتامينات.
  • امتصاص الماء وأملاح الدم: إذ تعتمد الأمعاء الغليظة على الخاصية الأسموزية لامتصاص الماء وأملاح الدم، بحيث يتم امتصاص الصوديوم عن طريق مضخة الصوديوم والبوتاسيوم الموجودة في القولون، بينما يتم إفراز البوتاسيوم نتيجة إطلاق هرمون الألدوستيرون وأيونات البيكربونات، ويتم استبداله بأيونات الكلوريد وفقًا لعمليات منظمة تحدث في الأمعاء الغليظة.
  • إنتاج الأجسام المضادة: تحتوي الأمعاء الغليظة على العديد من الأنسجة اللمفاوية التي تعتبر جزء من المناعة، وتساعد على التصدي للعدوى عن طريق تكوين الأجسام المضادة التي تُحارب البكتيريا والجراثيم.
  • تخفيف كمية الأحماض: يعمل الغشاء المخاطي الخاص بالأمعاء الغليظة على إنتاج البيكربونات التي تعادل الأحماض، ويُشار إلى أنّ الطبقة المخاطية الموجودة في الأمعاء الغليظة تعمل كحاجز يحمي من العدوى الميكروبية.


ما هي أمراض الأمعاء الغليظة؟

قد تتعرض الأمعاء الغليظة للأمراض التي قد تؤثر في قدرتها على أداء وظائفها، وفيما يأتي ذكر لأبرز هذه الأمراض:[٣]

  • التهاب الأمعاء: والذي يتمثل بوجود التهاب أو عدوى في الأمعاء نتيجة العديد من العوامل والأسباب المختلفة.[٣]
  • مرض الأمعاء الالتهابي: ويظهر على شكل حالتين، إما مرض كرون أو التهاب القولون التقرحي، حيث يؤثر الالتهاب في مرض كرون في القولون والأمعاء، في حين أن التهاب القولون التقرحي يؤثر في القولون والمستقيم.[٣]
  • نزيف الأمعاء: والذي يمكن ملاحظته من خلال لون البراز أو ظهور دم في البراز، ويحدث نتيجة العديد من العوامل والمسببات التي قد تُصيب القولون.[٣]
  • سلائل القولون: والتي تتمثل بظهور نمو في القولون، وقد تتطور هذه الحالة فيما بعد لتشكّل أورامًا أو سرطانات.[٣]
  • أمراض الرتوج: مثل: التهاب الرتوج (بالإنجليزيّة: Diverticulitis) ومرض الرداب القولوني (بالإنجليزيّة: Diverticulosis)، ويتمثل بتطور أكياس صغيرة الحجم على طول القولون، وعند التهابها فإنّ ذلك قد يتسبب بالانزعاج للمريض.[٧]
  • انسداد الأمعاء: وقد يحدث انسداد الأمعاء الكامل أو الجزئي نتيجة التواء أو التفاف القولون في التصاقات أو أنسجة ندبية في البطن، وفي حال إبقاء الحالة دون علاج فقد تتسبب بحدوث ثقب في الأمعاء.[٧]
  • نقص الفيتامينات: والتي تحدث نتيجة عدم كفاءة القولون وقدرته على أداء عمله، مما يتسبب بعدم امتصاص بعض الفيتامينات كما ينبغي.[٧]
  • سرطان القولون: ويؤثر في العديد من الأشخاص، ويمكن تحقيق الكشف المُبكر عنه عن طريق إجراء الفحوصات المنتظمة.[٣]
  • سرطان القولون والمستقيم: والذي قد يؤثر في أي جزء من أجزاء القولون.[٧]


المحافظة على الأمعاء الغليظة

قد تؤثر إصابة الأمعاء الغليظة بالاضطرابات في قدرتها على أداء مهامها، لذلك يجب تجنب العوامل التي قد تسبب الإضرار بالأمعاء الغليظة، وللمحافظة على صحة الأمعاء الغليظة يُوصي الخبراء باتباع الإرشادات والنصائح التالية:[٨]

  • الخضوع للفحوصات المنتظمة للكشف عن الإصابة بسرطان القولون بعد تجاوز عمر 50 عاماً، خاصة في حال وجود تاريخ عائلي خاصّ بالإصابة بهذا النوع من السرطانات.
  • تقليل الوزن في حالات السمنة، والمحافظة على الوزن الصحي.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • الإكثار من تناول الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة، والأطعمة الغنية بالألياف.
  • تقليل تناول اللحوم الحمراء والمصنّعة.
  • شرب كميات كبيرة من الماء، والحفاظ على رطوبة الجسم.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • الامتناع عن شرب الكحول.

المراجع

  1. ^ أ ب "large-bowel-disorders"، summahealth، اطّلع عليه بتاريخ 21/4/2021. Edited.
  2. "colonic diseases", medlineplus, Retrieved 21/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ "picture-of-the-intestines", webmd, Retrieved 21/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "about-small-large-intestines", chp, Retrieved 21/4/2021. Edited.
  5. "how-long-are-your-intestines", healthline, Retrieved 21/4/2021. Edited.
  6. "What-Does-the-Large-Intestine-Do", www.news-medical.net, Retrieved 21/4/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "The Anatomy of the Colon (Large Intestine)"، verywellhealth، اطّلع عليه بتاريخ 21/4/2021. Edited.
  8. "The Digestive Process: The Large Intestine", uhhospitals, Retrieved 21/4/2021. Edited.