ما هي الغدد الصّنوبريّة؟

تُعرف الغدد الصّنوبريّة (بالإنجليزيّة: Pineal Gland) بأنّها جزء من جهاز الغدد الصّماء إذ تقع في منتصف دماغ الإنسان، وتتميز بأنها ذات حجم صغير جدًّا؛ وسُمّيت كذلك لأنّها تشبه في شكلها كوز الصّنوبر، وتفرز هرمون الميلاتونين (بالإنجليزية: Melatonin) المسؤول عن ضبط إيقاع السّاعة البيولوجيّة لجسم الإنسان، وتنظيم نمط النّوم.[١]

أين تقع الغدد الصنوبرية؟

تقع الغدة الصنوبرية في عمق الدماغ في منطقة تُدعى فوق المهاد (بالإنجليزية: Epithalamus)، وهي نقطة التقاء نصفيّ الدّماغ، إذ تقع الغدّة الصنوبرية في أخدود فوق منطقة المهاد (بالإنجليزية: Thalamus) والتي تعمل على تنسيق عدّة وظائف متعلّقة بالحواسّ، وتساعد الغدة الصنوبرية مصوري الأشعة على استخدامها لتحديد منتصف الدماغ في صور الأشعّة السّينية؛ وذلك لاحتوائها على كميّة كبيرة من الكالسيوم.[٢]

تشريح الغُدد الصنوبريّة

يبلغ طول الغدّة الصّنوبرية حوالي 6 ملم، وتتكوّن من نوعين من الخلايا هما:[٣]

  • الخلايا الصّنوبرية: وهي مسؤولة عن إفراز هرمون الميلاتونين.
  • الخلايا الدّبقية: وهي خلايا داعمة للخلايا العصبية التي تنقل المعلومات إلى الخلايا الأخرى.[٤]


وعادة ما تصبح الغدة الصّنوبرية متكلّسة في منتصف العمر، ويمكن تحديد موقعها من خلال التّصوير الشّعاعي والأشعة المقطعية للرأس، ويُقدّر وزن الغدّة الصّنوبرية بحوالي 0.1 غم، وتحصل على تغذيتها العصبية من الأعصاب الأدرينالية وهي خلايا عصبية حسّاسة لهرمون الأدرينالين وتؤثّر بشكل كبير في وظيفتها، وأمّا تغذيتها الدّموية الشّريانية فهي وفيرة وتحتلّ المرتبة الثانية في الجسم بعد الكلى، ومصدرها الرّئيسي من الشّرايين المشيميّة الخلفيّة، وهي مجموعة من 10 فروع تنشأ من الشّريان الدّماغي الخلفي، وأما التّصريف الوريدي للغدةّ الصنوبرية فهو من خلال الأوردة الدّماغية الدّاخلية.[٥][٣]



وظيفة الغدّة الصّنوبريّة

يتجلى دور الغدد الصنوبرية بإفرازها هرمون الميلاتونين والذي يؤدي الوظائف التالية:[٤]

  • ضبط إيقاع الساعة البيولوجية: (بالإنجليزية: Circadian Rhythms)، تلعب الغدّة الصنوبرية عندما تفرز الميلاتونين دورًا أساسيًّا في ضبط السّاعة البيولوجية الداخلية عن طريق تنظيم الإيقاع اليومي لحالات النّوم واليقظة، إذ ترسل الإشارات التي تسبّب شعور الشّخص بالتّعب والرغبة في النّوم وكذلك الاستيقاظ والشعور باليقظة والنّشاط في نفس الوقت تقريبًا كلّ يوم، ويتحكّم الضّوء في إفراز الميلاتونين، إذ تنخفض مستوياته في النّهار نتيجة التّعرض للضّوء، وترتفع بشكل كبير في اللّيل عند حلول الظلام، ممّا يفسّر دور الميلاتونين في تنظيم عادات النّوم، ولذا تتوفّر بعض مكمّلات الميلاتونين الطّبيعية في الصّيدليات لمساعدة الأفراد الذين يعانون من اضطرابات النّوم على ضبط إيقاعهم اليومي.
  • التكاثر: يمنع الميلاتونين إفراز هرمونات الغدّة النّخامية مثل الهرمون اللوتيني والهرمون المنبّه للجريب، والّلذان يلعبان دورًا أساسيًّا في تطوّر الأعضاء التّناسليّة كالمبايض والخصيتين، وتنظيم أدائها الوظيفي.[٦]
  • حماية العظام: بما أنّ نشاط الغدّة الصّنوبريّة ينحسر مع التّقدّم في السّنّ، فقد بيّنت بعض الأبحاث أنّ تناول مكمّلات الميلاتونين قد يكون له دور في حماية العظام من الهشاشة في مرحلة ما بعد انقطاع الطّمث لدى السّيدات.[٤]



آليّة التّحكم بالغدّة الصّنوبرية

يؤثّر الضّوء في إفراز الغدّة الصّنوبريّة لهرمون الميلاتونين، فحين يمرّ الضّوء عبر شبكية العين تنتقل الإشارات أوّلًا إلى النّواة فوق التّصالبيّة في منطقة تحت المهاد، وهي المعروفة جيدًا في تنسيق إشارات السّاعة البيولوجية، ومن ثمّ تنتقل إلى النّخاع الشّوكي لتصل إلى العقد العنقيّة العلويّة، والتي منها تصعد الخلايا العصبيّة التّابعة للعقدة إلى الغدّة الصنوبرية، والتي بدورها تحوّل إشارات الجهاز العصبي الودّي إلى إشارات هرمونيّة لإفراز الميلاتونين، ويقلّ إفراز الميلاتونين في ساعات النّهار، فيما يزداد مع حلول الظلام مساء.[٧]



خلل الغدّة الصّنوبريّة

إنّ وجود ترسّبات الكالسيوم في الغدّة الصّنوبرية لهو أمر طبيعي، لكن حين تزداد بصورة مفرطة فإنّ ذلك يعيق أداءها الوظيفي،[٤] وقد تُرى أحيانًا أكياس الغدّة الصّنوبرية في تصوير الرّنين المغناطيسي للدّماغ والتي تكون حميدة غير ضارّة، ولكن من النّادر أن تجد أورامًا سرطانيّة في الغدّة الصّنوبريّة، إذ بيّنت بعض التّقارير النّادرة أنّ البلوغ المبكّر لدى بعض الأفراد يرتبط بوجود أورام سرطانيّة في الغدّة الصّنوبريّة، وليس واضحًا حتّى الآن ما إذا كانت التّغييرات التي تحدث في سنّ البلوغ ناتجة عن إفراز هرمون الميلاتونين أو الهرمونات الأخرى مثل تلك الموجّهة للغدد التّناسليّة المشيميّة، والتي أفادت بعض التّقارير أنّها تفرز من أورام الغدد الصّنوبريّة، وعدا عن ذلك لم يُعرف إلى الآن أمراض مرتبطة بفرط أو قلة نشاط الغدّة الصّنوبريّة.[٢]



أمراض الغدد الصّنوبريّة

ترتبط أمراض الغدّة الصّنوبريّة باضطراب إيقاع السّاعة البيولوجيّة الذي يؤثّر على النّوم، ممّا يسبّب الأرق، كما قد تتأثر الغدّة الصنوبريّة بالأورام وغيرها، وبشكل عام تتضمّن أمراض الغدّة الصّنوبريّة ما يلي:[٨]

  • اضطراب إيقاع السّاعة البيولوجيّة: ويحدث حين لا يتوافق التّزامن بين أوقات الاستيقاظ والنّوم مع الإيقاع الطبيعي للضوء والظلام، ويتميز بعدم انتظام أوقات النّوم والاستيقاظ، والمعاناة من الأرق والشّعور بالنعاس.
  • الاضطراب العاطفيّ الموسميّ: (بالإنجليزية: Seasonal Affective Disorder - SAD)، مع زيادة ساعات الليل في فصل الّشتاء وخاصّة في مناطق القطب الشّمالي، قد يُصاب بعض الأفراد باضطراب عاطفيّ موسميّ أو ما يُسمى اكتئاب الشّتاء، ويتّسم بانخفاض نشاط الفرد واكتساب الوزن.
  • أورام الغدّة الصّنوبريّة: تعد أورام الغدّة الصنوبرية نادرة جدًّا، وتُصيب عادة الأطفال والبالغين دون سنّ 40 عامًا، وقد تكون سريعة أو بطيئة في نموّها، كما قد تنطوي على أنواع مختلفة، ولا تكون دائمًا أورامًا سرطانيّة، لكنّها قد تسبّب مشاكل بسبب الضغط الذي تولّده على أجزاء الدّماغ الأخرى، كما قد تعيق التدفّق الطبيعي للسّائل الدّماغي الشّوكي ممّا يزيد الضّغط داخل الجمجمة، وتنطوي الأورام التي تنمو سريعًا على ظهور أعراض مختلفة مثل الصّداع، الغثيان والتّقيؤ، تغيّرات في النّظر، مشاكل في حركة العين، التّعب، ومشاكل في التّوازن والذّاكرة.[٩]
  • السّكتة الصّنوبريّة: (بالإنجليزية: Pineal Apoplexy)، هي حالة نادرة يحدث فيها تدهور عصبيّ مفاجئ عقب التّعرض لنزيف في المنطقة الصّنوبرية، ويعاني المصاب من صداع حادّ مفاجئ مصحوبًا بانخفاض مستوى الوعي.[١٠]



العناية بصحّة الغدّة الصّنوبريّة

قد يفيد اتّباع الخطوات التّالية في الحدّ من التّرسّبات الكلسيّة في الغدّة الصّنوبريّة والتي قد ينجم عنها مشاكل صحّية، مثل:[١١]

  • الابتعاد عن الأطعمة المعالجة وتلك التي تحتوي على المواد الحافظة، والحرص على تناول الأطعمة العضويّة والطازجة.
  • التّعرّض بشكل غير مباشر للشّمس لتحفيز مستقبلات الضّوء الموجودة في الغدّة الصّنوبريّة.
  • الحرص على أن تكون غرفة النّوم مظلمة تمامًا عند اقتراب موعد النّوم وذلك لتحفيز الغدّة الصّنوبرية على إفراز الميلاتونين الذي يساعد على تنظيم النّوم.
  • استبدال المصابيح الفلورية بالمصابيح كاملة الطّيف، فتلك الفلورية ضارّة بالصّحة وقاسية على العينين، فيما تكون المصابيح كاملة الطّيف أكثر اتّساقًا مع الضّوء الطّبيعي، كما أنّها تُستخدم لعلاج حالات الاضطراب العاطفي الموسمي من خلال صناديق الضّوء التي تحاكي ضوء الشّمس الطّبيعي.
  • قد تفيد بعض الوصفات الطّبيعية في تخفيف التّكلس وتحفيز الغدة الصنوبرية مثل: البقدونس، زيت الأوريجانو، الجوز، الأطعمة الغنيّة بالكلوروفيل، خل التّفاح، ماء الليمون، الكركم وغيرها.
  • استخدام الزّيوت العطريّة التي تحفّز حاسّة الشّم، فالأنف هو بوّابة مباشرة إلى الدّماغ والغدّة الصّنوبرية، لذا يمكن تجربة زيت خشب الصّندل، الميريميّة، الصّنوبر، اللوتس الوردي وغيرها.
  • ممارسة التّأمل واليوغا.


المراجع

  1. "pineal-gland", healthdirect, Retrieved 18/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Pineal gland", .yourhormones, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب pineal gland is a midline structure, located between the,an important role in vision. "The Pineal Gland", teachmeanatomy, Retrieved 18/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث Zawn Villines (1/11/2017), "what-is-the-pineal-gland", medicalnewstoday, Retrieved 18/5/2021. Edited.
  5. Charles H. Emerson, "pineal-gland", britannica, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  6. "overview-pineal-gland", endocrineweb, Retrieved 20/5/2021. Edited.
  7. "The Pineal Gland and Melatonin", .vivo.colostate, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  8. Brandon Peters, "The Anatomy of the Pineal Gland Melatonin production in the brain depends on this tiny gland", .verywellhealth, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  9. "pineal-tumor", cedars-sinai, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  10. "pineal-apoplexy", radiopaedia, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  11. "8 Ways to Decalcify Your Pineal Gland for Wellbeing ", spiritualityhealth, Retrieved 21/5/2021. Edited.