علاج مرض بيروني

مرض بيروني (Peyronie's disease) هو مرض ينجم عنه ظهور نسيج ندبي في القضيب؛ ممّا يُسبب قصره أو انحنائهِ أثناء الانتصاب، ويُجدر بالذكر أنّ مجرد وجود انحناء بسيط في القضيب لا يعني بالضرورة أنّ الرجل مصاب بمرض بيروني؛ إذ لا يتمتع معظم الرجال بانتصاب مستقيم تمامًا، وأولئك الذين لديهم انحناء في القضيب طوال حياتهم لا يعانون من هذا المرض،^[١]وتختلف طرق علاجه حسب شدّة الحالة ونوضحها كالآتي:

العلاجات المنزلية

قد يساعد إجراء بعض التغييرات على نمط الحياة في الحدّ من خطر الإصابة بضعف الانتصاب المُرتبط بمرض بيروني، ومن أبرز هذه التعديلات ما يأتي:^[٢]

• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
• الإقلاع عن التدخين.
• تجنّب شرب الكحول.
• الإقلاع عن تعاطي المخدرات.

الأدوية الموضعية

غالبًا ما يصف الأطباء أدوية تهدف إلى تخفيف الأعراض المصاحبة لمرض بيروني؛ كالانحناء والألم، وتأتي هذه الأدوية على شكل حُقن، تُحقن مباشرةً في القضيب، وفي بعض الأحيان يتطلّب الأمر إعطاء المصاب مخدّرًا موضعيًا؛ لمنع الألم المرافق لحقن بعض الأدوية، وغالبًا ما يتضمّن العلاج بالأدوية عدة حقن تستمر لعدة أشهر.^[٣]

وفيما يأتي توضيح لبعض الأمثلة على هذه الحقن:^[٣]

• حقن فيراباميل:

تقتضي فكرة عمل هذا الدواء في حالة مرض بيروني على تعطيل إنتاج بروتين الكولاجين الذي يُشكّل عنصرًا رئيسًا في تكوين النسيج الندبي، إضافةً إلى تخفيف الألم.

• حقن كولاجيناز:

يُستخدم هذا الدواء فقط في حالات انحناء القضيب المتوسطة إلى الشديدة وعند وجود عقد محسوسة؛ فهو يُخفّف من الانحناء ومن الأعراض المزعجة المرافقة لمرض بيروني، إذ يقوم عمله على تكسير تراكم الكولاجين الذي يُسبب تقوّس القضيب، ويُجدر بالذكر أن الكولاجيناز يُناسب فقط الرجال البالغين، ويكون أكثر فاعلية عند استخدامه مع "النمذجة"، والنمذجة تعني ثني القضيب في الاتجاه المعاكس للانحناء.

• حقن الإنترفيرون:

يساعد هذا الدواء على تثبيط إنتاج الأنسجة الليفية وتكسيرها، إضافةً إلى تقليل آلام القضيب المصاحب لمرض بيروني.

الجراحة

يلجأ الأطباء إلى الجراحة في حالات مرض بيروني عند وجود تشوّهات شديدة في القضيب تجعل من الصعب ممارسة العلاقة الزوجية، ويوصي معظمهم بتأجيل الجراحة إلى أن يتوقّف تدهور الحالة لمدة 9-12 شهرًا على الأقل، وقبل الجراحة قد يفحص الطبيب تدفّق الدم في القضيب عن طريق حقن دوائية تجعله متصلبًا، وقد يفحص كذلك القضيب من الداخل باستخدام الموجات فوق الصوتية؛ إذ تُساعد هذه الفحوصات على تحديد نوع الجراحة الأفضل للمريض.^[٤]

وهناك 3 أنواع أساسية للعمليات الجراحية المستخدمة لعلاج مرض بيروني كما هو موضّح فيما يأتي:

جراحة لتقصير جانب القضيب غير المتضرر

تناسب هذه الجراحة الرجال الذين لا يعانون من الضعف الجنسي أو في حال كان الضعف خفيفًا، ومعاناته من تقوّس خفيف إلى متوسط في القضيب، إضافةً إلى طول القضيب، ويمكن إجراؤها بإحدى الطريقتين الآتيتين:^[٤]

• قصّ قطع صغيرة من أنسجة السطح الخارجي للانحناء، ثم خياطته لإغلاقه.
• ثني الأنسجة وسحبها باستخدام خيط جراحي.

غالبًا ما تكون هذه الجراحة آمنة، وسهلة الإجراء، ومضاعفاتها بسيطة، لكن من سلبياتها أنها قد تجعل طول القضيب أقصر.^[٤]

عملية جراحية لجعل جانب القضيب المنحني أطول

تُستخدم هذه الجراحة عندما يكون الانحناء شديدًا، أو عندما يصبح ضيقًا جدًا، أو عندما تكون الأنسجة الندبية متكلّسة؛ إذ يزيل الجراح جزءً من الندوب لتخفيف الضغط، ثم يملأ الفراغ المتبقي برقعة.^[٤]

في معظم الحالات، لن تجعل هذه الجراحة القضيب أقصر بكثير مما كان عليه، لكنها صعبة على الجراح وهناك احتمالية بأن تؤدي إلى تفاقم الضعف الجنسي؛ وهذا ما يُفسر عدم اللجوء عليها إلا في حالات التشوّه الشديد بحيث لا يحدث انتصاب كافٍ لممارسة العلاقة الزوجية.^[٤]

تركيب الأجهزة في القضيب

في بعض الأحيان قد يلجأ الأطباء إلى استخدام أجهزة معينة للقضيب، مثل: قضبان السيليكون والمضخة القابلة للنفخ؛ وذلك بهدف تعديل القضيب والسماح له بالانتصاب بما يكفي لممارسة العلاقة الزوجية، لكن في حال لم يعطِ الجهاز التأثير المُراد؛ فقد يصوّبه الجراح أكثر عن طريق نمذجة الأنسجة الندبية عكس الطرف الاصطناعي الصلب أو عن طريق قطع هذه الأنسجة واستخدام رقعة لتغطية الفتحة.^[٤]

ويُجدر بالذكر أن هذا النوع من الجراحة يناسب الرجال المصابين بمرض بيروني الذين يعانون من الضعف الجنسي المتوسط إلى الشديد.^[٤]

ملخص المقال

يشير مرض بيروني إلى حالة يؤدي فيه ظهور نسيج ندبي في القضيب إلى قصره أو انحنائه؛ مما يؤثر على انتصابه، ويُعالج هذا المرض بطرق عديدة، بما في ذلك: الأدوية، والعلاجات المنزلية، والجراحة.