متلازمة ستوكهولم (Stockholm syndrome) هي الاستجابة العاطفية الإيجابية التي يُبديها الرهائن أو بعض الأشخاص الذين يتعرضون للإساءة تجاه المُعتدي أو الآسر، وقد تظهر هذه الحالة النفسية بمرور وقت طويل من التعامل المباشر بين الضحية والمُعتدي، وربما تكون هذه العواطف سببًا في تقليل مستوى الضّرر والإساءة التي تتعرّض له الضحية، كون التعاطف الإيجابي قد يظهر أيضًا لدى المعتدي تجاه ضحيته.[١]
كيفية علاج متلازمة ستوكهولم
لا تعدّ متلازمة ستوكهولم من الاضطرابات النفسية المُعتَرف بها كالاضطرابات النفسية الأخرى، لذلك لا يوجد أيضًا علاج مُعتمد يوصى به في هذه الحالة، ولكنْ قد تساهم بعض الطرق في السيطرة على المشكلات التي يعانيها الشخص أثناء التعافي من الصدمة،[٢] منها الآتي:
- العلاج النفسي
إذْ يساعد المُعالِج النفسي المرخَّص على تجاوز المشكلات التالية للصدمة، كالاكتئاب، القلق، واضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD)،[٢] والتي تحدث مباشرًة بعد الصدمة، كما أنه يُساعد على المدى البعيد في دعم تعافي الشخص نفسيًّا بعد الحادثة، فهو يقدّم الآتي:[٣]
- إيجاد آليات تأقلم صحيّة تساعد على فهم ما حدث، وسبب حدوثه، وكيفية التأقلم والعيش في الوقت الراهن.
- فهم طبيعة المشاعر المتولدة، وأنّ ما حدث لم يكن من خطأ الضحية.
- العلاج بالأدوية
قد يصِف الطبيب أو الأخصائي النفسي أنواع معينة من الأدوية التي تحسن أعراض اضطراب المزاج لدى الشخص.[٢]
هل يفيد إبعاد المعتدي في علاج متلازمة ستوكهولم؟
بالطبع، فإنّ نجاح إبعاد المعتدي عن ضحيته خاصًة في حالة ظهور متلازمة ستوكهولم في العلاقات، قد يساعد على كسر الرابطة بينهما، كما أنه يُتيح الفرصة لرؤية الموقف من منظور آخر أكثر وضوحًا يساعد على تخطي المشكلة والتعافي وطلب العلاج عند الحاجة.[٤]
غير أنّ إبعاد الشخص المعتدي عن الضحية التي تتعرّض للإساءة ليس بالأمر السهل، إذْ يحاول المعتدي عادًة عزل ضحيته عن الأفراد في الخارج لمنع تأثيرهم على الموقف الذي يُسيطر عليه، بل وربما تقاوم الضحية أيّة مساعدة تُقدّم لها في هذه الحالة للخروج من البيئة المسيئة.[٤]
كيف يُمكن التعامل مع شخص مُصاب بمتلازمة ستوكهولم؟
يُمكن للأهل دعم الفرد المُصاب من خلال اتباع بعض النصائح والإرشادات، ومنها:[٥]
- الاستماع دون إصدار حكم
إذ يُعاني الضحية من كثرة التفكير لما حدث له ويحاول معالجة تجاربه، لذا ينصح بالاستماع له واستخدام التفكير لإظهار القلق ومعرفة ما يُفكر به وإعطائه الاهتمام الذي يُريده.
- محاولة التحقق من صحة ما يقوله
نتيجة ما تعرّض له الفرد كونه ضحية تجارب سيئة قد لا يستطيع التفريق بين الواقع والخيال، لذ يُمكن تشجعيه على زيادة ثقته بنفسه، من خلال جعله يتحدث بكل ثقة وراحة وصدق.
تجنّب ذم المُعتدي أمام الضحية
قد يكون من غير المفيد محاولة إقناع الفرد بالسمات السيئة للشخص الذي اعتدى عليه، وفي حال القيام بذلك فقد ينتج عنه ردة فعل عكسية تجعل الضحية تدافع عن آسرها، كما قد لا يرغب أيضًا في مشاركة تجاربه معك.
- عدم تقديم النصيحة ما لم يطلبها
إذ يجب أن يشعر الضحية بالقدرة على اتخاذ قراراته بنفسه، أما إذا قام بطلب النصيحة، فيمكن تقديمها له، ولكن قد يكون هذا شيئًا يحتاج إلى العمل من خلاله واتخاذ القرارات بمفرده.
ملخص المقال
يمكن التعامل مع الضحايا الذين يعانون من متلازمة ستوكهولم ومساعدتهم على تخطي الحالة باللجوء إلى العلاج النفسي أو بالأدوية، ومعرفة الطريقة المثلى للتعامل معهم، فهذه المتلازمة لا تصنف ضمن الاضطرابات النفسية ولا يوجد علاج محدّد لها، لذلك يعتمد العلاج على طبيعة الموقف وما يعانيه الشخص من مشكلات تتعلق بالحادثة، وكيف يُمكن إخراجه من سيطرة العواطف غير السليمة تجاه المُعتدي.
المراجع
- ↑ "What Is Stockholm Syndrome?", webmd, 13/4/2021, Retrieved 4/2/2022.
- ^ أ ب ت "What is Stockholm syndrome?", medicalnewstoday, 1/10/2020, Retrieved 4/2/2022.
- ↑ "What is Stockholm Syndrome and Who Does it Affect?", healthline, 11/11/2019, Retrieved 4/2/2022.
- ^ أ ب "Stockholm Syndrome", healthgrades, Retrieved 4/2/2022.
- ↑ "What Is Stockholm Syndrome?", simplypsychology, Retrieved 28/7/2022. Edited.