الأبهر البطني (Abdominal aorta) أو ما يعرف باللاتينية باسم (Aorta abdominalis) هو أحد أجزاء الشريان الأبهري، والذي يعد بدوره أكبر شرايين الجسم، فما الذي عليك معرفته عن الأبهر البطني؟ معلومات هامة بانتظارك في المقال الآتي:[١]
ما هو الأبهر البطني؟
الأبهر البطني هو القسم الأخير من الشريان الأبهري،[١] والشريان الأبهري هو وعاء دموي يعمل على نقل الدم المحمل بالأكسجين من القلب لمختلف أجزاء الجسم، نظرًا لأن الشريان الأبهري يحمل يوميًّا كميات كبيرة من الدم فإن أي تمزق قد يصيبه جراء مرض أو إصابة غالبًا سوف يؤدي لفقدان كميات كبيرة من الدم في غضون دقائق، مما قد يسبب وفاة فورية للشخص المصاب.[٢]
يبدأ الأبهر البطني عادة عند حدود الحجاب الحاجز،[١] ليمتد خلال البطن وصولًا إلى أسفل السرة حيث يتفرع لقسمين،[٢] يعرف كل منهما باسم الشريان الحرقفي، يشكل الأبهر البطني امتدادًا طبيعيًّا للأبهر الصدري.[١]
يقارب قطر الشريان الأبهر الموجود في تجويف البطن 2 سنتيمتر.[٢]
وظيفة الأبهر البطني
يعمل الأبهر البطني على الآتي:[١][٢]
- تزويد منطقة البطن والحوض بما فيها من أعضاء هامة بالدم المؤكسد الذي تحتاجه.
- تزويد الساقين بالدم المؤكسد.
- الحفاظ على ضغط الدم ضمن نطاق طبيعي.
البنية التشريحية للأبهر البطني
تتكون جدران الأبهر البطني عادة من 3 طبقات مختلفة من الأنسجة، كما يأتي:[٢]
- الغلالة الباطنة (Tunica intima): هي الطبقة الداخلية الرقيقة من جدار الأبهر البطني.
- الغلالة الوسطانية (Tunica media): هي الطبقة المتوسطة والسميكة من جدار الأبهر البطني.
- الغلالة البرانية (Tunica adventitia): هي الطبقة الخارجية الرقيقة من جدار الأبهر البطني.
تعمل الطبقات الثلاث لجدار الأبهر البطني سوية وبتناغم؛ لتنقبض ولتنبسط بوتيرة دورية، حتى تواكب التغييرات المستمرة في ضغط الدم. مع مرور الوقت وتقدم الشخص في السن، تبدأ جدران الأبهر البطني بفقدان مرونتها تدريجيًّا.[٢]
تفرعات الأبهر البطني
لا تقتصر تفرعات الأبهر البطني على التفرعات الرئيسة المتمثلة في الشرايين الحرقفية المذكور أعلاه، بل يتفرع الأبهر البطني لعدة أفرع أخرى كذلك. إليك قائمة بأبرز تفرعات الأبهر البطني الرئيسة والثانوية:[٢]
1. الشرايين الحرقفية وتفرعاتها
تعمل هذه الشرايين على إمداد المناطق الآتية بالدم المحمل بالأكسجين:[٢]
- الأطراف السفلية.
- الأعضاء الداخلية الموجودة في منطقة الحوض.
2. الشريانان المساريقيان؛ العلوي والسفلي
بينما يقوم الشريان المساريقي العلوي بنقل الدم المؤكسد للأمعاء الدقيقة، يقوم الشريان المساريقي السفلي بنقل الدم المؤكسج للأمعاء الغليظة.[٢]
3. شريان الجذع البطني
يقوم هذا الفرع من الأبهر البطني بشكل رئيس بتزويد مناطق وأعضاء معينة من الجسم بالدم المؤكسد، وهذه المناطق هي:[٢]
- المثانة.
- الطحال.
- الكبد.
- البنكرياس.
- المعدة.
- الجهة السفلية من المريء.
4. تفرعات أخرى
كما يوجد للأبهر البطني تفرعات أخرى كذلك، من ضمنها ما يأتي:[٢]
- شرايين الكلية، والتي تعمل على تزويد الكلى بالدم المحمل بالأكسجين.
- الشريان العجزي الناصف، والذي يعمل على نقل الدم المؤكسد للفقرات القطنية والمنطقة العجزية.
- الشرايين القطنية، والتي تعمل على نقل الدم المحمل بالأكسجين إلى الحبل الشوكي بالإضافة لجدار البطن الخلفي.
مشكلات قد تصيب الأبهر البطني: أم دم الأبهر البطني
تعد حالة أم دم الأبهر البطني إحدى أكثر مشكلات الأبهر البطني شيوعًا،[٢] كما تعد من الاضطرابات الصحية الخطيرة والتي قد تشكل خطرًا على الحياة إن لم يتم علاجها في الوقت المناسب، إذ يمكن أن تؤدي هذه الحالة لنزيف حاد.[٣]
تنشأ أم دم الأبهر البطني جراء ضعف مستجد قد يصيب منطقة معينة من جدار الشريان الأبهر البطني تحديدًا في المنطقة القريبة من تفرع الأبهر البطني إلى الشرايين الحرقفية، هذا الضعف يسمح لجدران الشريان بالتمدد قليلًا لتظهر أم دم الأبهر البطني على هيئة فقاعة بارزة من جدار الشريان.[٢]
تعد حالة أم دم الأبهر البطني أكثر شيوعًا بين فئات معينة، مثل: كبار السن،[٢] والمصابين بارتفاع ضغط الدم، والمدخنين، والمصابين بالسمنة.[٣]
أعراض أم دم الأبهر البطني
في العديد من الحالات لا تسبب أم الدم الأبهري ظهور أية أعراض إلا عند إصابتها بالتمزق، وإن حدث وتسببت بظهور أعراض هذه قائمة بأبرز الأعراض المتوقعة:[٣][٢]
- آلام لا تخف حدتها في المناطق الآتية من الجسم: الظهر، والبطن، والساقين.
- انزعاج عام يبدو وكأنه صادر من عمق البطن.
- ظهور كتلة نابضة في منطقة البطن.
أما إذا حصل تمزق في المنطقة المصابة بأم الدم عندها تغدو الحالة طارئًا طبيًّا، وهذه أبرز الأعراض التي قد تظهر على المريض: دوار أو إغماء، وانقطاع في النفس، وغثيان وتقيؤ، وآلام حادة ومفاجئة في البطن أو الساقين.[٣]
إذا تم تشخيص الحالة مبكرًا، يمكن علاجها من خلال إجراء تدخل جراحي لإصلاح الضعف الحاصل في جدار الأبهر البطني.[٢]