من أين تتغذى القرنية؟

تعدّ القرنيَّة أحد أهم أجزاء عين الإنسان، وتعرف بأنَّها تركيب شفّاف وقويّ في نفس الوقت، فهيّ تُكوِّن الطَّبقة الخارجيَّة للعين، ما يمنحها القدرة على حماية التَّركيب الدّاخليّ لعين الإنسان، كما تساعد على الرُّؤية من خلال تركيز الضّوء السّاقط على العين، وتتميِّز القرنية بحصولها على الغذاء بطريقتها الخاصَّة، وذلك لعدم وصول الأوعية الدَّمويَّة إليها، ويمكنك قراءة المقال التَّالي، لمعرفة من أين تتغذَّى القرنيَّة.^[١]

من أين تتغذى القرنيَّة؟

تحصل القرنيَّة على الغذاء من مصادر قريبة منها نظرًا لعدم وصول الأوعيَّة الدمويَّة إلى داخلها حرصًا على الحفاظ على شفافيّتها، حيث يتم إمداد الدم عن طريق الأوعية الدقيقة الموجودة على الحافة الخارجية للقرنية، ونهايات شرايين الوجه وشرايين العيون وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة (Indian Journal of Ophthalmology)، عام 2018، وتنتقل المواد الغذائية الأساسيَّة، مثل: الأحماض الدهنيَّة، والكربوهيدرات، والأحماض الأمينيَّة، والسّكّريات، من الشرايين إلى داخل القرنية عبر الخلط المائي، بينما يُنقل الأكسجين عبر السائل الدمعي،^[١][٢] كما تعدّ بروتينات النيوروتروفين (Neurotrophin) التي تعمل كعوامل نموّ للأعصاب، مصدرًا لتحفيز أنسجة القرنيَّة على النموّ.^[٣][٤]

كيف تتغذى طبقات القرنيَّة؟

تتكون القرنيَّة من 5 طبقات تساند بعضها البعض في الحصول على الغذاء، وفيما يأتي سنبين ترتيبها من الخارج إلى الداخل:^[٥][١]

• الطبقة الظهاريّة: تتكون الطبقة الظهاريّة في القرنيَّة، من خلايا طلائيّة تتجدد باستمرار، وهي طبقة خارجيّة تشغل قرابة 10% من سماكة القرنية، ما يمنحها دورًا مهمًّا في حماية الطَّبقات الدّاخليَّة وتغطية العين، بالإضافة إلى دورها في مساعدة الدموع على التوزع خلالها لترطيب وحماية العين، وتتغذى هذه الطبقة من الدموع، ثمَّ توزع المواد الغذائيَّة والأكسجين إلى جميع طبقات القرنيَّة الأخرى.
• طبقة بومان: تُشكل طبقة بومان طبقةً عازلةً من الأنسجة الرابطة بين الطبقة الظهاريّة والطبقات الحساسة التي تليها، وتتكون طبقة بومان من الكولاجين والألياف البروتينيَّة، ما يمنحها بُنيةً قويةً تساعدها على توفير الحمايَّة.
• طبقة سدى القرنيةَّ: تمنح طبقة سدى القرنيَّة العين مظهرها الصافي وقوّتها ومرونتها، حيث تحتوي على قرابة 16% من الكولاجين، إضافةً إلى نسبة عالية من الماء تصل إلى 78% ما يمنحها رطوبة عاليةً، وتبلغ سماكة سدى القرنية ما يقارب 90% من سماكة القرنية.^[١]

• غشاء ديسميه: يوصف غشاء ديسميه، بكونه غشاءً عازلًا ونحيلًا، يفصل بين طبقة السدى وبطانة القرنيَّة، ويتكون من ألياف الكولاجين التي تمنحه المرونة، إضافةً إلى القوة والحماية لتركيب العين الدّاخليَّة.
• بطانة القرنيَّة: تتكون بطانة القرنيَّة من طبقة واحدة من الخلايا السميكة التي تشكل الطبقة الدّاخليّة للقرنية، ويقع الخلط المائيّ في الفراغ الخلفيّ لها.

كيف تتلقى القرنية الأكسجين؟

تحتاج أنسجة القرنيَّة إلى الأكسجين حى تتمكن من القيام بالعمليات الحيويَّة، ونظرًا لعدم تزويدها بالأكسجين من الأوعية الدموية الداخلية في العين، تحصل القرنية على الأكسجين من الهواء الخارجيّ،^[٦] وتشكل طبقة الدموع وسطًا مناسبًا لذوبان الأكسجين وثاني أكسيد الكربون أثناء عملية تبادل الغازات الحيويَّة، حيث يدخل الأكسجين من الهواء الجويّ إلى داخل القرنيَّة، وتطلق القرنية غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الهواء الجوي، في حين تحصل طبقات القرنيَّة على الأكسجين خلال النوم من السوائل الجيلاتينية والدموع، ويجدر بالذكر ضرورة تجنب ارتداء العدسات اللاصقة باستمرار وخلال النوم، لأنَّها تمنع وصول الأكسجين إلى طبقات القرنيَّة بسبب عزلها للقرنيَّة عن الجفن.^[٧][٨]