يقول البعض أنّ هُناك دِماغًا أيمن ودِماغًا أيسر، ولكن هل هُناك فُروقات بينهما؟ وما صحّة هذا القول؟[١]


وظائف النصف الأيسر من الدماغ

يُقسَم الدِّماغ إلى نصفين، النصف الأيمن أو كما يُسمى بالدماغ الأيمن (Right hemisphere)، والنصف الأيسر أو كما يُسمى بالدماغ الأيسر (Left hemisphere)؛ اللذين يتحدان فيما بينهما بواسطة حزمة واسعة من الألياف العصبية تُسمّى بالجسم الثفني (Corpus callosum) التي تُساعد بدورها على نقل الرسائل العصبية من جزءٍ لآخر، والمدهش في الأمر أن كل نصف من أنصاف الدماغ يتحكم في الجزء المعاكس له من الجسم؛ إذ يتحكم الجزء الأيمن من الدماغ بالجانب الأيسر من الجسم والعكس صحيح أيضًا؛ فعلى سبيل المثال عند تعرض الجزء الأيمن من الدماغ لسكتة دماغية فسيتأثر الجانب الأيسر من الجسم فقد تضعف الذراع أو الساق اليُمنى أو تُشلّ حركتها بالكامل، وفي الواقع؛ لا يتشابه جزءا الدماغ في الوظائف جميعها؛[٢] إذ يتحكم الدماغ الأيسر في الوظائف والأفعال التالية:

  • الكلام واللّغة.[٣]
  • الحسابات الرياضية.[٣]
  • التفكير العقلاني.[٣]
  • التحليل المنطقي.[٣]
  • الانتباه المنطقي للتفاصيل الدقيقة.[٣]
  • اتخاذ القرارات المنطقية المناسبة.[٣]
  • حل المشاكل بأكثر الخيارات المنطقية المُتاحة.[٣]
  • اللغة اللفظية والمكتوبة.[٣]
  • التّهجئة، والقراءة، والكتابة.[٣]
  • التحكم في الجانب الأيمن من الجسم؛ فعندما يتضرّر الدماغ الأيسر تُفقد القدرة على فهم الكلام المكتوب أو المسموع، كما يصبح من الصعب رؤية أو إدراك الأشياء من على الجانب الأيمن في الجسم، وتُصبح حركات الجسم بطيئة أيضًا.[٣]
  • استيعاب الصورة الكاملة لموقف معين بكل جوانبه.[٤]
  • حركة العضلات الكبيرة في جسم الإنسان المسؤولة عن القيام ببعض الأفعال كالمشي على سبيل المثال.[٤]
  • استشعار مكان وجود شيء معين في المحيط.[٤]
  • التواصل غير اللفظي.[٤]
  • التوازن.[٤]
  • الوظائف العاطفية.[٤]
  • استشعار الروائح والأصوات والمذاقات (النكهات).[٤]
  • التحكم بالجهاز المناعي.[٤]
  • التحكم بوظائف الجسم اللاإرادية كالتنفس، وضربات القلب، وعمليات الهضم.[٤]



يتميز الجُزء الأيسر من الدماغ بأنّه قابل للتحفيز الإيجابي الناتج عن التجارب الجديدة.




النظرية حول هيمنة جزء من الدماغ على الآخر

تتعدد أنواع التفكير بين الأشخاص بصورة عامة؛ فعندما نقول إن بعض الأشخاص يميلون لاستخدام الجُزء الأيسر من الدماغ نقصد هنا أن أولئك الأشخاص يتميزون بتفكير منطقي، تحليلي، وموضوعي تجاه المواقف التي يواجهونها في حياتهم اليومية، أمّا عند القول إن بعض الأشخاص يميلون لاستخدام الجُزء الأيمن من الدّماغ فهنا نقصد أن أولئك الأشخاص يتمتعون بحس حدسي، وتفكير عميق مدروس غير موضوعي للأمور الحياتية؛ وهذا ما تُسند إليه نظرية هيمنة جزء من الدماغ على الآخر في علم النفس؛ التي تؤكد أنّ لكل جانب من جانبي الدماغ وظائف مخصصة مميزة تختلف عن الآخر؛ وأن هذين الجانبين يتواصلان فيما بينهما بفعل الألياف العصبية، كما يؤكد العلم أن كل جزء من أجزاء الدماغ يتحكم بحركة عضلات الجانب المعاكس له من الجسم؛ فالجزء الأيمن من الدماغ يتحكم بحركة عضلات الجانب الأيسر من الجسم والجزء الأيسر من الدماغ يتحكم بحركة عضلات الجانب الأيمن من الجسم وهكذا.[٥]


ما هو رأي العلم حول هيمنة جزء من الدماغ على الآخر؟

أثبتت الدراسات الحديثة أن نظرية هيمنة جزء من الدماغ على الآخر ليست بنظرية صحيحة على الإطلاق؛ حيث نُشرت دراسة في مجلة "PLOS ONE" في 14 أغسطس من عام 2013 تبحث حول حقيقة تلك النظرية؛ إذ تم استخدام صور ثلاثية الأبعاد لأدمغة ما يزيد عن ألف شخص، وباستخدام أشعة التصوير بالرنين المغناطيسي تم قياس نشاط كل جزء من أجزاء الدماغ، وتوصلت نتيجة البحث في النهاية أن كل شخص يستخدم جزأي الدماغ على حدٍّ سواء دون وجود هيمنة لجزء معين على الآخر؛ هذا مع إمكانية تغير نشاط الدماغ وفقًا للمهام المطلوب أداءها.[٦]


ما هي الآثار المترتبة على تضرُّر الجزء الأيسر من الدماغ؟

يتحكم الجزء الأيسر من الدماغ بوظائف وحركات الجانب الأيمن من الجسم؛ وبذلك يمكن توقع ضعف عام بحركة الجانب الأيمن من الجسم إذا ألحِق الضّرر بالجزء الأيسر من الدماغ؛ ومن الآثار المترتبة على ذلك ما يلي:[٣]

  • صعوبة فهم الكلام المسموع أو المكتوب.
  • صعوبة التعبير اللفظي أو الكتابي.
  • صعوبة تنسيق الحركات أو برمجتها أو استخدام الأدوات بصورة صحيحة التي تُدعى طبيًا بتعذر الأداء (Apraxia).
  • التلعثم في الكلام أو تغير أصوات الحروف ومخارجها وطريقة النطق بها.
  • مواجهة صعوبة في التعامل مع الأرقام.
  • مواجهة صعوبة في التعامل مع المشاكل المُعقدّة.


المراجع

  1. "The Truth About The Left Brain / Right Brain Relationship", npr, 2/12/2013, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  2. "Anatomy of the Brain", mayfieldclinic, 28/4/2018, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز "Left and Right Hemisphere of the Brain", human-memory, 25/11/2020, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Roxanne Dryden-Edwards, MD (9/6/2019), "Left Brain vs. Right Brain: Differences between Characteristics and Function", medicinenet, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  5. Kendra Cherry (10/4/2020), "Left Brain vs. Right Brain Dominance", verywellmind, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  6. Lana Burgess (26/2/2018), "Left brain vs. right brain: Fact and fiction", medicalnewstoday, Retrieved 15/7/2021. Edited.