البولونيوم (Polonium) هو أحد العناصر المشعة السّامة والنادرة، ويتوفر منه 25 نظيرًا (أي عناصر مُشابهة لها نفس العدد الذريّ إلا أنّها تختلف في عدد النيوترونات) مُختلفًا في الطبيعة، أكثرهم سُميّة يُشار له باسم بولونيوم 210؛ حيث إنّ غرامًا واحدًا فقط من هذا النوع قادر على قتل أكثر من 10 ملايين شخص، ولا تقلّ سُميّة الأنواع الأُخرى كثيرًا عنه، سواءً أكان ذلك عن طريق تناولها أم استنشاقها.[١]


ما هي أعراض التسمم بالبولونيوم؟

تختلف طبيعة الأعراض المُصاحبة للتسمّم بالبولونيوم حسب درجة سُميّة النظير أو النوع، بالإضافة لكمية المادّة التي تعرّض لها بالضبط، كما تتفاوت الأعراض مع مرور الوقت بعد الإصابة، وتتضمّن كلًّا ممّا يأتي:[٢]


الأعراض الحادّة

والتي تظهر مباشرة بعد التعرض للمادة، وتشمل كلًا ممّا يأتي:[٢]

  • الإسهال.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • تساقط الشعر.
  • فقدان الشهية.
  • التعب العام والإعياء.[١]
  • تورم الحلق.[١]


أعراض بعد مرور وقت من الإصابة

قد تظهر مجموعة من الأعراض بعد ملاحظة تعافي المصاب من الأعراض السابقة، ومن هذه الأعراض ما يأتي:[٢]

  • تضرّر نخاع العظم:

الذي يستمرّ حتّى بعد زوال الأعراض السابقة.

نتيجة الضرر الذي ألحق بنخاع العظم المسؤول عن تصنيعها في الوضع الطبيعيّ.

  • تضرّر الجهاز العصبيّ:

تكون الأعراض سريعة للغاية في حال تعرّضه للبولونيوم، وفي كثير من الأحيان قد يكون الضرر على الجهاز العصبيّ دائمًا، ومن أعراض تضرّره ما يأتي:


هل يمكن انتقال البولونيوم من الشخص المصاب للآخرين؟

على الأرجح أنّ احتماليّة انتقال البولونيوم ممّن تعرّضوا له إلى الآخرين من حولهم مُستبعدة، ولكن يجدر بالعاملين في القطاع الطبيّ ممّن يوفّرون العلاج والرعاية للمُصابين أخذ كافّة الاحتياطات والحذر على أيّ حال، خاصة عند التعامل مع سوائل أجسام المُصابين؛ مثل البول أو اللعاب؛ فقد تحتوي على آثار من البولونيوم وقد تنتقل لهم في حال استنشاق هذه السوائل أو دخولها لأجسامهم عن طريق الخطأ.[٣]


كيف يتم تخفيف أعراض التسمم بالبولونيوم؟

لا يُمكن القول بأنّ هناك علاجًا مُحدّدًا لتسمّم البولونيوم، إذ إنّ كلًا من شدّة الأعراض ونوع البولونيوم يُحدّدان إمكانيّة العلاج أم لا؛ فعلى سبيل المثال لا يوجد علاج لحالات التسمّم الشديد حتّى الآن، وما يُمكن إجراؤه حينها يقتصر على إزالة أيّ آثار عالقة للمادّة على جسم المُصاب وملابسه.[١]


وعمومًا يستعمل الأطباء في الحالات المتوسّطة أو البسيطة خيارات علاجيّة محدودة، تتضمّن الآتي:[١]

  • غسيل المعدة:

في حال كان التسمّم ناجمًا عن تناول البولونيوم، وتمّ تشخيص الحالة سريعًا.

  • العلاج بالاستخلاب:

ويُعرف بالإنجليزيّة باسم (Chelation therapy)، الذي يُستعمل فيه عناصر مُعيّنة؛ لترتبط بالبولونيوم وتمنع امتصاصه وتُساعد على طرده خارج الجسم، ومن هذه العناصر ما يأتي:

  • البنسيلامين (Penicillamine).
  • الديمركابرول (Dimercaprol).


وفي جميع الأحوال، فحتّى بعد التعامل مع حالات التسمّم بالبولونيوم فقد يستغرق التعافي عدّة أشهر قبل أن يُشفى المُصاب من تأثيره على جسمه، وفي حال عدم تعافيه كما يجب فقد يتسبّب ذلك في وفاته خلال بضعة أسابيع أو أشهر.[٢]


ملخص المقال

يُعدّ البولونيوم من العناصر النادرة شديدة السمية؛ إذ قد تتسبّب كميات صغيرة منه في وفاة الكثيرين، ومن أعراض التسمّم به الإسهال والتقيّؤ، وقد يمتدّ تأثيره للجهاز العصبيّ لينجم عنه التشنّجات والدخول بغيبوبة، بالإضافة لنقص مستوى الخلايا البيضاء وصفائح الدم، وفي حال تشخيصه السريع لدى المُصابين فمن المُمكن علاجهم، إلا أنّ التعافي التّام قد يتطلّب عدّة أشهر.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Rohini Radhakrishnan (19/10/2021), "Is Polonium Harmful to Humans?", medicinenet, Retrieved 24/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Markus MacGill (28/7/2017), "Polonium-210: Why is Po-210 so dangerous?", medicalnewstoday, Retrieved 24/1/2022. Edited.
  3. "Information about Public Health Issues Related to Polonium-210 Contamination in the United Kingdom", cdc, 4/4/2018, Retrieved 24/1/2022. Edited.