تأخر الدورة الشهرية وعلاقتها بتكيس المبايض

يعد تأخر الدورة الشهرية عن موعدها المُعتاد من الاضطرابات الشائعة للدورة الشهرية لدى كثير من النساء، وعلى الرغم من أن بعض النساء قد لا يرينَ في تأخر الدورة الشهرية مشكلة ولا يُلقين اهتمامًا لها، إلا أنه يجب دائمًا استشارة ومناقشة الطبيب المختص بهذه التغييرات، حيثُ يمكن أن تترتب عليها مشاكل صحية أخرى وتبعات صحية على المدى البعيد، ويُعبَّر عن تأخر الدورة الشهرية بمُصطلح قلة الطمث (Oligomenorrhea) ويعني حدوث أقل من 6 - 8 دورات في السنة الواحدة.^[١]

وتعد مشاكل المبيض، مثل متلازمة تكيس المبايض (Polycystic ovarian syndrome)، من أهم الأسباب الشائعة لتأخر الدورة الشهرية، وسنتناول في هذا المقال موضوع تأخر الدورة الشهرية وعلاقتها بتكيس المبايض، والأسباب الأخرى المؤدية إلى هذه المشكلة: ^[٢]

تأخر الدورة الشهرية وعلاقتها بتكيس المبايض

تعد متلازمة تكيس المبايض من أهم الأسباب لتأخر الدورة الشهرية، وهي حالة تتكون فيها أكياس مليئة بالسوائل على المبايض بالإضافة إلى إنتاج كميات تفوق المعدل الطبيعي لهرمونات الذكورة المسمّية بالأندروجينات (Androgens)، إلى جانب وجود خلل في توازن مستويات الهرمونات الأنثوية، وتعد مشكلة شائعة فقد تصل نسبة انتشار هذه المشكلة إلى 10% بين نساء الولايات المتحدة،^[٣] ولكن لماذا تحدث الدورة الشهرية من الأساس؟ وما علاقة تكيس المبايض بالدورة الشهرية؟^[٤]

سوف نشرح لك كيف يحدث هذا على التوالي كما يأتي:

1. لماذا تحدث الدورة الشهرية؟

بدايةً في الوضع الطبيعي تحدث الإباضة عندما تخرج البويضة الناضجة من المبيض، فإذا تم إخصابها بواسطة حيوان منوي ذكري، فإن ذلك يؤدي إلى الحمل، وإذا لم تتم عملية الإخصاب فإن ذلك يؤدي إلى ما يُعرف بالدورة الشهرية، حيثُ تخرج هذه البويضة من الجسم من خلال دم الدورة الشهرية مع بطانة الرحم المنسلخة التي تتجدد شهريًا ما لم يتم حدوث الحمل.^[٥]

2. كيف يؤثر تكيس المبايض على الدورة الشهرية؟

استكمالًا لما سبق في بعض الحالات، قد لا يفرز جسم المرأة ما يكفي من الهرمونات اللازمة لعملية الإباضة، وعندما لا تحدث الإباضة فقد تتشكل العديد من التكيسات الصغيرة، التي تفرز بدورها هرمونات ذكرية تسمى بالأندروجينات تُحدِث خللًا ومشاكلًا في الدورة الشهرية؛ بما يؤدي إلى تأخرها أو حتى انقطاعها لفترة طويلة، وتُعد أيضًا سببًا لكثير من الأعراض الأخرى المصاحبة بمتلازمة تكيس المبايض، أما عن سبب حدوث متلازمة تكيس المبايض من الأساس، فما زال أمرًا غير واضحٍ تمامًا حتى الآن.^[٦]

خيارات علاج تأخر الدورة الشهرية المرتبط بتكيس المبايض

هناك عدة علاجات قد يلجأ الطبيب إليها لتنظيم الدورة الشهرية وتحسين وتسهيل عملية الإباضة ومنها:^[٧]

• أقراص البروجسترون (Progesterone) الدوري: حيثُ تُعطى لمدة 10 - 12 يوم من كل شهر.
• موانع الحمل الفموية: حيثُ تقلل من إفراز الهرمون اللوتيني (Luteinizing hormone)؛ مما يؤدي إلى انخفاض إنتاج الأندروجينات، وبالتالي تنظيم الدورة الشهرية.
• الميتفورمين (Metformin): حيثُ يتم إعطاؤهُ لتحسين الإباضة، وبالتالي تنظيم الدورة الشهرية.
• الرياضة والحفاظ على نسبة وزن إلى طول صحي: حيث يعدان من علاجات الخط الأول المستخدمة للسيطرة على متلازمة تكيس المبايض، وبالتالي تحسن مشاكل الدورة الشهرية.^[٨]

أسباب أخرى لتأخر الدورة الشهرية

قد تكون هناك أسباب أخرى لتأخر الدورة الشهرية غير متلازمة تكيس المبايض، مثل:^[٩][١٠]

• متلازمة كوشنغ (Cushing syndrome).
• فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism).
• اضطرابات الأكل (Eating disorders).
• متلازمة المبيض الأولية (Primary ovarian syndrome).
• ورم برولاكتيني (Prolactinoma).
• فرط تنسج الكظر الخلقي (Congenital adrenal hyperplasia).
• المرض الالتهابي الحوضي (Pelvic inflammatory disease).
• متلازمة أشرمان (Asherman's syndrome).