رغم ما تمنحه الأجهزة الإلكترونيّة من فوائد ومنافع في تسهيل وظائف عديدة في الحياة، إلا أنّ تأثير إدمانها قد لا يقلّ في خطورته عن إدمان المُخدّرات أو المشروبات الكحوليّة، خاصّة على الأطفال الصغار والمُراهقين في مرحلة بناء وتطوّر أدمغتهم وأجسامهم، سواءً كان الإدمان على استعمال الألعاب الإلكترونيّة، أم مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعيّ المُختلفة، أو حتّى إدمان التصفّح على الإنترنت.[١]
هل يمكن علاج إدمان الأجهزة الإلكترونيّة في المنزل؟
بالتأكيد، ولعلّ الخطوة الأهمّ في علاج إدمان الأجهزة الإلكترونيّة هي بالاعتراف بوجود هذه المُشكلة أولًا، وأنّ تأثيرها في حياة الفرد الاجتماعيّة والصحيّة والنفسيّة تستدعي العلاج فعلًا،[٢] ولأنّ الامتناع التامّ عن هذه الأجهزة وتطبيقاتها قد لا يكون مُمكنًا؛ لاعتماد الكثير من مجالات العمل والدراسة عليها، إلا أنّ بالإمكان اتّباع بعض الإجراءات المنزليّة للخروج من نطاق الإدمان نحو الاستعمال المُعتدل والصحيّ.[٣]
ومن هذه الاستراتيجيّات ما يأتي:[٣]
- التوقّف عن استعمال تطبيقات أو برامج مُعيّنة:
بالأخصّ التي لا تمنح أيّ فائدة، أو ليس هناك ضرورة لاستعمالها.
- المُشاركة في أنشطة واقعية:
لمُساعدة الفرد على تقليل الوقت الذي يقضيه على الأجهزة الإلكترونيّة.
- تحديد أهداف مُعيّنة:
في العمل أو الدراسة؛ للحدّ من الوقت الذي يقضيه الفرد مع الأجهزة الإلكترونيّة.
- إعداد قائمة تذكير:
تحتوي على الفوائد التي سيحصل عليها الفرد لو سيطر على إدمانه، وما سيفوته من أحداث وأنشطة على أرض الواقع إن لم يُسيطر على الوضع.
هل يوجد علاجات طبية لإدمان الأجهزة الإلكترونية؟
أجل، إذ يلجأ العديد من الأطباء والمُعالجين النفسيّين إلى بعض التقنيات والطرق العلاجية لمُساعدة الأفراد على تخطّي إدمان الأجهزة الإلكترونيّة، وقد تختلف هذه الطرق من طبيب لآخر، إلا أنّها عادةً ما تتضمّن الآتي:
العلاج السلوكيّ المعرفيّ (CBT)
الذي يهدف إلى تحديد الأفكار أو المشاعر التي تدفع الفرد للهرب نحو الأجهزة الإلكترونيّة بدلًا من القيام بأيّ أمور أُخرى، ومُساعدته على إيجاد طرق تفاعل مُختلفة مع هذه الأفكار أكثر صحيّة وذات فائدة تنعكس عليه وعلى حياته.[٤]
العلاج بالتعرّض
وهي من التقنيات التي يلجأ فيها الطبيب أو المُعالج لوضع الفرد في بيئة تحتوي على الأجهزة الإلكترونيّة التي يستخدمها عادةً، مع تدريبه على مُقاومة مشاعره ومخاوفه أو اعتقاداته التي تدفعه لاستعمالها، ويكون ذلك على فترات زمنيّة قصيرة في البداية، ليتمّ زيادتها بالتدريج مع الوقت.[٤]
العلاج الدوائي
الذي يتزامن استعماله مع تقنيات العلاج النفسيّ في بعض الحالات؛ بهدف التعامل مع الأعراض المُصاحبة لإدمان الأجهزة الإلكترونيّة؛ مثل القلق أو الاكتئاب،[٤] ومن أنواع الأدوية التي يصرفها الأطباء عادةً ما يأتي:[٣]
- السيتالوبرام (Citalopram).
- البوبروبيون (Bupropion).
- النالتريكسون (Naltrexone).
- الميثيل فيندات (Methylphenidate).
ملخص المقال
من الضروريّ إيجاد حلول مُناسبة لإدمان الأجهزة الإلكترونيّة، سواء كان ذلك بوضع بعض القوانين لاستخدامها؛ مثل التوقّف عن استعمال التطبيقات غير المُفيدة، والمُشاركة في أنشطة على أرض الواقع، أو باللجوء للأطباء والمُعالجين النفسيّين لإيجاد علاجات مُناسبة؛ مثل العلاج السلوكيّ المعرفيّ، أو علاج الأعراض المُصاحبة للإدمان بالأدوية؛ مثل القلق والاكتئاب.
المراجع
- ↑ "Technology Addiction", hazeldenbettyford, 16/3/2017, Retrieved 17/2/2022. Edited.
- ↑ Christina Gregory, "Internet Addiction Disorder", psycom, Retrieved 17/2/2022. Edited.
- ^ أ ب ت Mara Tyler (15/3/2017), "What Does It Mean to Have a Technology or Video Game Addiction?", healthline, Retrieved 17/2/2022. Edited.
- ^ أ ب ت "Treatment For Technology Addiction", addictioncenter, Retrieved 17/2/2022. Edited.