يُعدّ مرض القولون العصبي (Irritable Bowel Syndrome) أحد الاضطرابات المزمنة التي تُصيب الجهاز الهضمي، والتي يُرافقها العديد من الأعراض كالشّعور بآلامٍ شديدة في البطن، وتغيُّر حركة الأمعاء، ولسوء الحظ لا يوجد علاجٌ شافٍ لهذه الحالة حتى الآن، بينما تهدف معظم الخيارات العلاجية المتاحة إلى تحسين جودة حياة الطّفل وتخفيف حدّة الأعراض قدر الإمكان.[١][٢]


علاج القولون العصبي عند الأطفال

يمكن بيان أهم الخيارات العلاجية المتوفرة لتخفيف أعراض القولون العصبي عند الأطفال على النحو الآتي:


إجراء بعض التغييرات الغذائية

إنّ تغيير النّظام الغذائي الخاص بطفلك من أهمّ الطرق المتبّعة لتخفيف شدّة أعراض القولون العصبي، وذلك من خلال ما يلي:[٣][٤]

  • تناول وجبات أصغر حجمًا: فمن الممكن أن تُسبب الوجبات الكبيرة زيادة حدوث التشنُّج والإسهال.
  • تناول وجبات غنية بالكربوهيدرات وقليلة الدهون: مثل المعكرونة، والأرز، والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، والفواكه والخضروات.
  • اتباع نظام غذائي غني بالألياف: إذ تُساعد الألياف على تخفيف الإمساك، فقد أشارت إحدى الدراسات التي نُشِرَت في مجلة Journal of the American Dietetic Association عام 2008 ميلادي إلى أنَّه يمكن تحديد كمية الألياف الغذائية المُوصَى بها يوميًا لطفلك من خلال إضافة الرقم 5 إلى عُمر الطفل، على سبيل المثال يجب أن يحصل الطّفل البالغ من العمر 7 سنوات 12 جرامًا من الألياف يوميًا.
  • تجنُّب الأطعمة التي تزيد تهيُّج القولون: على سبيل المثال الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الدهون، ومنتجات الألبان، والفول، والمشروبات المحلاة.


العلاجات الدوائية

غالبُا ما يتمّ اللجوء إلى العلاجات الدوائية عند الأطفال الذين يعانون من أعراض متلازمة القولون العصبي والتي تتراوح شدتُّها من متوسطة إلى شديدة،[٥] وتشمل هذه العلاجات ما يلي:[٣][٦]

  • مضادات الاكتئاب (Antispasmodics): يمكن أن تُساعد الجرعات المنخفضة من مضادات الاكتئاب في تخفيف آلام البطن وغيرها من الأعراض المُصاحِبة للقولون العصبي، كما تُقلّل نشاط الجهاز الهضمي، وتُحسٍّن نوعية النوم ومزاج الطّفل.
  • مضادات الإسهال (Antidiarrheal): تُستخدم لتخفيف الإسهال مثل دواء لوبراميد (Loperamide) كاللوموتيل (Lomotil).
  • مضادات التشنُّج (Antispasmodics): تُخفف آلام البطن، وتسيطر على تقلّصات عضلات القولون، ومن الأمثلة على هذه الأدوية هيوسين (Hyoscine)، وسيميتروبيوم (Cimetropium).
  • مكمّلات الألياف.
  • مُليّنات البراز أو المسهّلات.




يختار الطّبيب العلاج الدّوائي المُناسِب اعتمادًا على الأعراض التي يُعاني منها طفلك، ومن الضّروري تجنّب إعطاء أيّ نوعٍ من هذه الأدوية ما لم يقوم الطبيب بوصفها تفاديًا لحدوث المُضاعفات.




البروبيوتك

تُعتبر البروبيوتك (Probiotics) بكتيريا نافعة تُشبِه تلك الموجودة في الجهاز الهضمي، ويُقلِّل تناولها شدّة أعراض القولون العصبي لدى بعض الأطفال، والتي تتوفّر على شكل كبسولات أو أقراص أو مساحيق، أو يمكن الحصول عليها بشكلٍ طبيعي من بعض الأطعمة كالزّبادي.[٦][١]




يُشار إلى ضرورة استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة من مكملات البروبيوتيك تبعًا لحالة طفلك.




العلاجات النفسية

تُعدّ العلاجات النّفسية أحد الخيارات العلاجية المتاحة لتخفيف أعراض القولون العصبي، إذ تُحسِّن قدرة طفلك على ممارسة الأنشطة اليومية من خلال التّعايش مع هذه الأعراض، وتشمل العلاجات النفسية المُوصَى بها للأطفال المُصابين بمتلازمة القولون العصبي ما يلي:[١][٣]

  • العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive behavioral therapy): يشتمل هذا النوع من العلاج على مجموعةٍ من تقنيات الاسترخاء والسّيطرة على الإجهاد، وتغيير أفكار الطّفل وسلوكه.
  • العلاج بالتنويم المغناطيسي (Hypnotherapy): يتمثّل باستخدام تقنية التنويم المغناطيسي للمساعدة على استرخاء عضلات القولون.


العلاجات الأخرى

وتتضمّن ما يلي:[٧]

  • الارتجاع البيولوجي (Biofeedback).
  • الوخز بالإبر (Acupuncture).
  • ممارسة تمارين اليوجا.
  • زيت النعناع (Peppermint oil): أظهرت إحدى الدّراسات التي نُشرت في مجلة Journal of Clinical Gastroenterology عام 2014 ميلادي أن تناول ما يُقارب 180- 200 ميلليغرام من زيت النعناع هو وسيلةٌ فعّالة وآمنة للتخفيف من أعراض القولون العصبي.[٦]


كيفية تحديد العلاج المناسب للقولون العصبي عند الأطفال

هنالك العديد من العوامل التي يأخذها الطّبيب بعين الاعتبار عند تحديد الخيار العلاجي المتبّع لطفلك، ونذكر منها الآتي:[٨]

  • عُمر الطفل.
  • الوضع الصّحي للطفل والتاريخ المَرَضي له.
  • مدى تحمُّل الطفل للأدوية أو الإجراءات العلاجية المُتاحة.


نصائح لمساعدة طفلك على التعايش مع القولون العصبي

هنالك مجموعة من النّصائح التي تُساهِم في السّيطرة على أعراض القولون العصبي عند الأطفال، وتشمل ما يلي:

  • محاولة البحث عن الأسباب التي تزيد من تهيُّج القولون لدى طفلك، والعمل على تجنُّبها.[٩]
  • تعليم طفلك كيفية السّيطرة على التوتر والقلق.[٩]
  • تحسين حركة الأمعاء من خلال زيادة النشاط البدني لطفلك، والحفاظ على رطوبة جسمه.[٤]
  • تحديد أوقاتٍ منظّمة لتفريغ الأمعاء خلال اليوم.[١٠]
  • زيادة الوعي فيما يخصّ الأدوية التي تمّ وصفها لطفلك والآثار الجانبية المُحتملَة لاستخدامها.[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Irritable Bowel Syndrome in Children", nih, Retrieved 28/12/2021. Edited.
  2. ↑ "All you need to know about irritable bowel syndrome (IBS)", medicalnewstoday, Retrieved 29/12/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Irritable Bowel Syndrome in Children (IBS in Children)", medicinenet, Retrieved 29/12/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Guide To Handling IBS in Children", healthline, Retrieved 29/12/2021. Edited.
  5. ↑ "Pediatric Irritable Bowel Syndrome (IBS) Medication", medscape, Retrieved 29/12/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Guide To Handling IBS in Children", healthline, Retrieved 29/12/2021. Edited.
  7. ↑ "Pediatric Irritable Bowel Syndrome (IBS)", childrensnational, Retrieved 29/12/2021. Edited.
  8. ↑ "Irritable Bowel Syndrome in Children", chop, Retrieved 29/12/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت "Irritable Bowel Syndrome (IBS) in Children", cedars-sinai, Retrieved 29/12/2021. Edited.
  10. ↑ "Irritable Bowel Syndrome in Children", hopkinsmedicine, Retrieved 29/12/2021. Edited.