يُعتبر النيكوتين (Nicotine) الموجود في السجائر أحد المنبهات التي تعمل على تنشيط الجهاز العصبي، وهناك العديد من الأسئلة المتعلقة حول أثر وأضرار النيكوتين على الدماغ، من بينها تأثير النيكوتين على الدماغ.[١]
ما هو أثر النيكوتين على الدماغ؟
يقوم الدم بامتصاص النيكوتين الموجود في السجائر بسرعة كبيرة جدًا، بحيثُ يبدأ تأثيره في الدماغ خلال 10 ثوانٍ فقط، وبمجرد وصوله إلى الدماغ يبدأ بإطلاق مجموعة من التفاعلات الكيميائية التي تُحفز شعورًا مؤقتًا بالسعادة والتركيز، والتي ما تلبث أن تزول خلال دقائق فقط،[٢] ومن الجدير بالذكر بأنَّ هذه التفاعلات الكيميائية عادةً ما تكون ناجمة عن ردود أفعال متسلسلة في الجسم والتي تحدث إثرَ ارتباط النيكوتين بالدماغ والمستقبلات العصبية الخاصة بالأسيتيل كولين (Acetylcholine)، وفيما يأتي توضيح للتفاعلات الكيميائية التي يُسببها النيكوتين في الدماغ:[٣]
- بدايةً يحدث تحفيز للغدد الكظرية لإفراز كميات كبيرة من الأدرينالين (Adrenaline)، وهو الهرمون الذي يطلق عليه هرمون الهروب أو القتال، ويُمكن أن يتسبب هذا الهرمون بارتفاع كبير في معدل ضربات القلب، والتنفس، والذي يتبعه ارتفاع لضغط الدم، إضافةً لذلك قد تؤدي زيادة هذا الهرمون إلى إفراز السكر في الجسم والذي سيكون مُفيداً في حالات الهروب أو القتال، أما في حالة المدخنين فقد يعمل النيكوتين على تثبيط إفراز هرمون الإنسولين، مما يؤدي إلى تراكم مستويات السكر في الدم.
- يرتبط النيكوتين بالجهاز الحوفي - وهو أحد أجزاء الدماغ المسؤول عن الشعور بالمتعة والمكافأة - مما يُؤدي إلى تحفيز إفراز مادة الدوبامين (Dopamine)، وهي مادة كيميائية موجودة في الدماغ تؤثر في المشاعر، والحركات، والإحساس بالسعادة، والألم، وبالتالي فإنّ ارتفاع مستويات الدوبامين تزيد بشكلٍ كبير من الشعور بالرضا والنشوة، وهذه المشاعر كلها تؤدي إلى تأثير كبير في مزاج الأشخاص المدخنين.[١][٤]
- يكون النيكوتين قادر على تحسين الذاكرة والتركيز، ويُعتقد أنّ السبب وراء ذلك هو زيادة مستقبلات أستيل كولين ونورإبينفرين، إذ يزيد النوربينفرين أيضًا من الإحساس باليقظة أو الاستيقاظ.[٤]
- يُساهم النيكوتين في زيادة مستويات بيتا إندورفين (Beta-Endorphin)، وبالتالي يُقلّل من معدلات القلق لدى المدخنين.[٤]
كيف يكون إدمان النيكوتين؟ وما هي أضراره على الدماغ؟
نظراً لأن النيكوتين يتسبب بتحفيز الدماغ لإطلاق مواد كيميائية تُساعد على الشعور بالسعادة كما ذكرنا سابقاً، فقد يحتاج الشخص المُدخن إلى المزيد والمزيد من النيكوتين للحصول على نفس التأثير، مما يؤدي في النهاية إلى إدمان النيكوتين،[٥] وعادةً ما تتكيّف مستقبلات الدماغ إلى البقاء في حالة انتظار لاستقبال النيكوتين في مواقف معينة حتى مع مرور فترة طويلة على آخر سيجارة تم تدخينها، ويمكن توضيح ذلك من خلال توقع الدماغ اندفاع الدوبامين المرتبط بتناول النيكوتين عند تعرض الأشخاص لموقفٍ مرهق، أو بعد تناول وجبة من الطعام، وبالتالي فإن هذه المواقف تحفّز الدماغ لتوليد رغبةٍ شديدة تجاه السجائر مرةً أخرى، وهذا ما يُفسّر أن الإقلاع عن التدخين هو أمر صعب.[٦]
أضرار النيكوتين على الدماغ
تتمثل أضرار النيكوتين على الدماغ بما يلي:[٤]
- اضطرابات في النوم.
- الدوخة.
- كوابيس وأحلام مزعجة.
- تقليل تدفق الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة.
الأعراض الانسحابية للنيكوتين
تحدث تغيرات دماغية نتيجة التعرض المستمر للنيكوتين، نظراً لذلك فعند محاولة الشخص الإقلاع عن التدخين، فقد تظهر عليه أعراض انسحابية، بما في ذلك:[٧]
- اضطرابات النوم.
- التشتّت.
- زيادة الشهية.
- الانفعال الشديد.
- الرغبة الشديدة تجاه تناول السجائر.
كم من الوقت يحتاج الجسم للتخلص من سموم النيكوتين بعد الإقلاع عنه؟
بشكلٍ عام، يستغرق النيكوتين نحو 72 ساعة أيّ 3 أيام فقط بعد الإقلاع عن التدخين حتى يخرج النيكوتين السام من الجسم، وبالرغم من ذلك، قد يستغرق الأمر 3 أشهر على الأقل حتى تعود كيمياء الدماغ إلى طبيعتها بعد آخر استخدام للسجائر،[٨] وتجدر الإشارة إلى أنه بمرور الوقت ستتلاشى الرغبة الشديدة تجاه تناول النيكوتين ولن تستمر لمدة طويلة.[٦]
هل يوجد طرق تُساعد على إزالة النيكوتين من الجسم؟
الإجابة نعم، يوجد العديد من الطرق التي قد تُساعد على إزالة النيكوتين من الجسم:، والتي نذكر منها ما يلي:[٩]
- شُرب كميات كبيرة من الماء للمساعدة على طرد السموم من الكلى والكبد.
- ممارسة التمارين الرياضية لتحريك الدم، وتعزيز الدورة الدموية، وإخراج الفضلات من خلال التعرّق.
- اتباع نظام غذائي صحي غني بمضادات الأكسدة، لمساعدة الجسم على إصلاح نفسه.
كيف يمكن علاج إدمان النيكوتين؟
يُفضّل مراجعة مختصّ لمناقشته بشأن الكيفية المناسبة للإقلاع عن التدخين، وفي الواقع يمكن أن تساعد العلاجات السلوكية والأدوية، في الإقلاع عن التدخين، ولكن يُعد الجمع بين تناول الأدوية والاستشارة الطبية أكثر فعالية مقارنةً بأيّ منهما بمفرده.[٧][٦]
المراجع
- ^ أ ب "Puffing away sadness", health Harvard, Retrieved 17/9/2021. Edited.
- ↑ "What to Know About Nicotine Use", very well mind, Retrieved 17/9/2021. Edited.
- ↑ "Nicotine Side Effects", tobacco free life, Retrieved 17/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Everything you need to know about nicotine", medical news today, Retrieved 17/9/2021. Edited.
- ↑ "Nicotine", drug watch, Retrieved 17/9/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Smokers’ Brains Change in Response to High Levels of Nicotine", news net work, Retrieved 17/9/2021. Edited.
- ^ أ ب "Tobacco/Nicotine and Vaping", druga buse, Retrieved 17/9/2021. Edited.
- ↑ "Nicotine Detox: Side Effects, Abuse, And How Long Does It Stay In Your System?", infiniterecovery, Retrieved 15/10/2021. Edited.
- ↑ "How long does nicotine stay in your system?", medicalnewstoday, Retrieved 15/10/2021. Edited.