ما هو مرض القلب النفسي؟

من المعروف أن الحالة النفسية للفرد كإصابته بالتوتر والقلق والاكتئاب وغيرها من المشاكل النفسية قد تؤثر على صحته الجسدية، حيث أظهرت العديد من الدراسات وجود ارتباط قوي بين هذه المشاكل النفسية والإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية المختلفة،^[١] فما هي هذه العلاقة بالتحديد؟ وما هو مرض القلب النفسي؟

ما هو مرض القلب النفسي؟

يمكن تعريف مرض القلب النفسي بأنه تأثير الأمراض والمشاكل النفسية على القلب وأمراض القلب،^[٢] حيث يتمثل مرض القلب النفسي بالنقاط الآتية:

• زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية

أثبتت الدراسات الحديثة أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين الأمراض النفسية والأمراض القلبية، حيث تمت ملاحظة ظهور أمراض القلب والأوعية الدموية عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض ذهانية ونفسية.^[٣]

• الاكتئاب عامل خطر لأمراض القلب ويُؤثر على نسب الشفاء

يُعد الاكتئاب عامل خطر كبير للإصابة بأمراض القلب التاجية، ويمكن أن يؤثر أيضًا على مدى نسبة شفاء مرضى القلب ويزيد من خطر تعرضهم لمزيد من مشاكل القلب، والسبب ذلك يعود إلى أنّ الأشخاص المصابين بالاكتئاب يفقدون شغفهم للحياة وممارسة الأنشطة الرياضية والنظام الغذائي الصحي المُفيد للقلب.^[٤]

• المراهقون أكثر عرضة لهذا التأثير

تم إصدار بيان من جمعية القلب الأمريكية (AHA) عام 2015، يوصي بتوخي الحيطة والحذر من قبل المراهقين الذين يعانون من حالات الاكتئاب والاضطرابات النفسية، حيث أنهم معرضون أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بأمراض القلب.^[٥]

هنالك مخاوف من أن أمراض القلب والأوعية الدموية لا يتم الإبلاغ عنها في هذه الفئة من الناس المصابين بمشاكل نفسية، ويجب الاعتراف بأن العلاقة بين أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض النفسية علاقة معقدة، خاصة إذا توفرت الأعراض الأساسية لهذه المشاكل النفسية، وهناك أعراض أخرى يمكن أن تؤثر على زيادة أمراض القلب والأوعية الدموية منها النظام الغذائي السيئ، والتدخين، ونمط الحياة، والعوامل الاجتماعية والاقتصادية. ^[٣]

الأمراض النفسية المرتبطة بمشاكل القلب

وتضمن المشاكل والأمراض النفسية التي تزيد فرصة الإصابة بأمراض القلب ما يأتي:

• مرض الاكتئاب (Depression):

وهو الشعور بالحزن الذي يجعل المصاب به يتوقف عن ممارسة أنشطته اليومية، ويستمر هذا الشعور الذي قد يحدث بلا سبب معروف لفترة طويلة.^[٦]

• القلق (Anxiety):

وهو الشعور بالتوتر والضغط الذي قد يستمر حتى بزوال مسببه.^[٧]

• الذهان (Psychosis):

حيث تزيد فرصة الإصابة بأمراض القلب الوعائية عند الأشخاص المصابين بالذهان، وبالأخص عند المصابين بالفصام (Schizophrenia).^[٣]

كيف يمكن للنوبة القلبية التأثير على صحة الفرد الشخصية؟

إن الإصابة بالنوبة القلبية قد تؤثر بشكل كبير على تصرفات الشخص ومزاجه، فقد يشعر البعض بأنهم محظوظون لبقائهم على قيد الحياة وأن إصابتهم بالنوبة القلبية ما هي إلا نداء يقظة، وقد يشعر البعض بالقلق على صحتهم، كما يمكن أن يشعر البعض بعدم الثقة أو الإحراج لعدم قدرتهم على التحكم بصحتهم.^[٨]

إحصائيات مهمة

يجب أن يؤخذ مرض القلب النفسي على محمل الجد بسبب الإحصائيات الآتية:^[٩]

• حوالي 40% من مرضى القلب والشرايين يحققون معايير الإصابة باضطراب الاكتئاب الشديد.
• 20% -% 30 من مرضى القلب يعانون فعليًّا من حالات اكتئاب خفيفة أو مرتفعة.

نصائح للتعامل مع الأمراض القلبية والنفسية

يمكن اتباع العديد من النصائح اليومية للمساعدة في التحكم بحالة الفرد النفسية وتقليل الضغط عليه، ومن هذه النصائح ما يأتي:^[١٠]

• ممارسة رياضة اليوغا والاسترخاء.
• القيام بتمرينات التنفس العميق.
• الحصول على قسط كاف من النوم والراحة.
• الاشتراك بمجموعات التأمل وتخفيف التفكير والتوتر.
• محاولة استذكار الذكريات الجميلة.
• مراجعة طبيب نفسي.

ومن النصائح الأخرى التي يجب اتباعها للتقليل من فرصة الإصابة بأمراض القلب، وتحسين صحة الجسم بشكل عام ما يأتي:^[١١]

• الإقلاع عن التدخين.
• تخفيف الوزن الزائد إن وجد، والمحافظة على وزن صحي.
• ممارسة الرياضة بشكل مستمر.
• التحكم في ضغط الدم.
• التحكم في مستويات السكر في الجسم.
• التحكم في نسبة الكولسترول في الجسم.
• تجنب شرب الكحول؛ إذ يضر الكحول الحالة النفسية وعضلة القلب.
• تناول الأغذية الصحية.
• كن اجتماعيًّا وشارك الآخرين نشاطاتهم، واملأ وقت فراغك بالأشياء المفيدة وقراءة الكتب.

ملخص المقال

يمكن تعريف مرض القلب النفسي بأنه مرض القلب الناتج عن وجود مشاكل نفسية كالاكتئاب والقلق والذهان، ويكمن خطر هذه المشاكل عند البعض بعدم اعترافهم بها، وبالتالي يمكن إهمالها مما يزيد فرصة الإصابة بأمراض القلب والشرايين، ويمكن اتباع العديد من النصائح اليومية للتحكم بالصحة القلبية والنفسية، كممارسة رياضة اليوغا والاسترخاء والحصول على قسط كاف من الراحة ومراجعة طبيب نفسي عند الحاجة لذلك.