لطالما تواجدت الفيروسات في كل مكان على وجه الأرض وبأعداد هائلة؛ حيث يقدر الباحثون أن عدد الفيروسات يفوق عدد البكتيريا بعشرة أضعاف، يتكون الفيروس من مجموعة صغيرة من الشفرة الجينية أو المادة الوراثية (إما DNA أو RNA) محاطة بغلاف بروتيني، لا يستطيع الفيروس التكاثر بمفرده؛ إذ يحتاج أن يغزو كائن آخر لينسخ نفسه ويتكاثر، وفي كثير من الأحيان يتسبب بقتل الخلايا التي يغزوها أثناء تكاثره، كما ويتسبب بالضرر للكائن الحي المضيف.[١]


للأسف، لا يمكن استخدام المضادات الحيوية للقضاء على الفيروسات وذلك لاختلاف مكوناتها عن مكونات البكتيريا، بالمقابل، يمكن استخدام المضادات الفيروسية أو اللقاحات لمكافحة الأمراض الفيروسية أو التقليل من شدتها، سنستعرض في هذا المقال أخطر أنواع الفيروسات التي قد تصيب الإنسان.[١]


فيروس ماربورج (Marburg Virus)

سُجل أول ظهور لهذا الفيروس عام 1967 حسب منظمة الصحة العالمية عندما تفشى بين عمال مختبرات في ألمانيا بعد تعرضهم لقرود مصابة مستوردة من أوغندا، يسبب هذا الفيروس حمى ونزيف في جميع أنحاء الجسم ما قد يؤدي إلى فشل الأعضاء والموت، عند تفشيه لأول مرة، كان معدل الوفيات 24%، ولكنه وصل إلى 83% عند تفشيه في جمهورية الكونغو الديمقراطية بين عامي 1998-2000، و100% عند تفشيه عام 2017 في أوغندا.[٢]


فيروس إيبولا (Ebola Virus)

يعد فيروس الإيبولا نادرًا ولكنه قد يكون قاتلًا إذا ما أصاب الإنسان حيث يتسبب بالحمى، وآلام جسدية ونزيف داخلي وخارجي، عند انتشار هذا الفيروس في الجسم فإنه يهاجم الجهاز المناعي والصفائح الدموية المسؤولة عن التخثر ما يتسبب بنزيف حاد لا يمكن السيطرة عليه.[٣]


ويحدث فيروس الإيبولا عن طريق ملامسة الجلد أو السوائل الجسدية لإنسان أو حيوان مصاب كالقردة أو الخفافيش، يمكن كذلك أن ينتشر لإنسان إذا ما كان يعتني بمريض مصاب بهذا الفيروس أو قام بدفن شخص مات به أو عن طريق ملامسة الإبر أو الأسطح الملوثة.[٣]


داء الكلب (Rabies)

ينتقل هذا الفيروس للإنسان عادة عن طريق عضة حيوان مصاب بداء الكلب؛ كالخفافيش، والراكون، والظربان والثعالب، يصيب هذا الفيروس الجهاز العصبي تحديدًا ويؤدي إلى أمراض في الدماغ، والتي تؤدي إلى الموت غالبًا.[٤]


فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)

يهاجم فيروس نقص المناعة البشرية خلايا الجهاز المناعي ويضعف من قدرة الإنسان على محاربة العدوى، ويعاني الشخص المصاب بهذا الفيروس من أعراض مشابه لأعراض الإنفلونزا كالحرارة، التهاب الحلق، الطفح الجلدي، تعب عام، وآلام في العظام والمفاصل، وتستمر لمدة أسبوع إلى أسبوعين، يمكن أن ينتقل هذا الفيروس عن طريق السائل المنوي والسوائل المهبلية والشرجية والدم وحليب الثدي ولكن لا يمكن أن ينتقل عن طريق العرق أو البول أو اللعاب.[٥]


فيروس هانتا (Hanta Virus)

يتسبب هذا الفيروس بمتلازمة رئوية وينتقل عن طريق الفئران والجرذان وتحديدًا عن طريق بولهم، وفضلاتهم ولعابهم، ويمكن أن يتطاير الفيروس في الجو على شكل قطرات ويصيب الإنسان فيما لو تنفسها، وعادًة ما يتسبب هذا الفيروس بالأعراض التالية:[٦]

  • حمى.
  • آلام في العضلات، وخاصة في الفخذين والوركين والظهر.
  • صداع.
  • قشعريرة.
  • دوخة.
  • غثيان وقيء.
  • إسهال وآلام في البطن.
  • لاحقًا يتسبب الفيروس بالسعال وضيق التنفس.


فيروس الإنفلونزا (Influenza)

مع كل موسم الإنفلونزا يموت ما يصل إلى 650 ألف شخص في جميع أنحاء العالم وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ومع ظهور سلالة جديدة من الأنفلونزا، تؤدي الجائحة إلى انتشار أسرع للمرض وبالتالي معدل وفيات أعلى، وفي عام 1918 بدأت أكثر جائحات الإنفلونزا فتكًا وهي الإنفلونزا الإسبانية التي أصابت 40% من سكان العالم، ما أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 50 مليون شخص.[٢]


فيروس لاسا (Lassa virus)

تم اكتشاف هذا الفيروس عام 1969 في لاسا بنيجيريا، والذي يُسبب عادًة الحمى النزفية وفشل العديد من الأعضاء، وغالبًا ما تنتشر العدوى عن طريق تناول الطعام أو شُرب المياه الملوثة ببول القوارض الصغيرة المُصابة، كما يمكن أن تنتشر أيضًا عن طريق استنشاق الهواء الملوث بإفرازات القوارض المصابة.[٧]


ويُمكن أن تنتشر العدوى من إنسان إلى آخر خاصًة في أماكن الرعاية الصحية التي لا تتوفر فيها معدات الحماية الشخصية المناسبة، وفي الواقع يُعد معدل الوفيات بسبب فيروس لاسا مرتفع إذ قد يتراوح ما بين 15% إلى 50%، إذ عادًة ما تحدث الوفاة بسبب انهيار الأوعية الدموية، وعلى الرغم من عدم وجود لقاح لهذا الفيروس، إلّا أنّ استخدام دواء Ribavirin بشكلٍ مبكرًا يُعد مفيدًا بدرجة كبيرة للمرضى.[٧]


ملخص المقال

هنالك العديد من الفيروسات الخطيرة والمميتة والتي يمكن أن تنتشر وتفتك بالبشر كالإيبولا والهانتا والإنفلونزا وماربروج وداء الكلب، والتي يمكن مكافحة أغلبها عن طريق اللقاحات واستخدام المضادات الفيروسية.

المراجع

  1. ^ أ ب Bettie J. Graham, Ph.D., "Virus ", Genome , Retrieved 29/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب Anne Harding , Nicoletta Lanese , Ailsa Harvey (14/12/2021), "The deadliest viruses in history", Live science , Retrieved 29/1/2022. Edited.
  3. ^ أ ب Carol DerSarkissian, MD (28/7/2021), "Ebola Virus Infection", WebMD, Retrieved 29/1/2022. Edited.
  4. "Rabies", Centers for Disease Control and Prevention , 30/11/2020, Retrieved 29/1/2022. Edited.
  5. "HIV and AIDS", NHS, 22/4/2021, Retrieved 29/1/2022. Edited.
  6. NA (21/1/2022), "Hantavirus Infections", Medline Plus, Retrieved 30/1/2022. Edited.
  7. ^ أ ب "6 deadliest viruses of the 21st century", mdlinx, Retrieved 16/8/2022. Edited.