ما هو مرض جنون البقر لدى الإنسان؟

هو اضطراب عصبي نادر يصيب الإنسان؛ ويؤثر على شخص واحد من كل مليون شخص في كل عام، ويتمثل المرض بحدوث تلف في الخلايا العصبية في الدماغ، ويتميز بسرعة تقدمه ما يجعله مرضاً خطيراً ومهدداً لحياة الإنسان ولا يمكن الشفاء منه.[١][٢]



كروتزفيلد جاكوب ليس نفسه مرض جنون البقر، فكلاهما اعتلالات دماغية، ولكن جنون البقر تصاب به الحيوانات فقط (المواشي والأبقار)، بينما كروتزفيلد جاكوب يسمى النوع المتحور من جنون البقر، وهو الذي يمكن أن يصاب به الإنسان.




أسباب الإصابة بمرض جنون البقر لدى الإنسان

يحدث المرض بسبب نوع معين من البروتينات التي تسمى بريونات، بحيث تتواجد هذه البريونات أصلاً بشكل طبيعي في خلايا جسم الإنسان، ومنها خلايا الدماغ، ولكن لسبب ما يحدث خلل في تركيب هذه البريونات أو تنتقل البريونات الغير طبيعية من حيوانات أو أشخاص آخرين مصابين بالمرض، وعندما تتراكم هذه البريونات داخل الدماغ، فإنها تسبب تلف غير قابل للعلاج في الخلايا العصبية.[٣][٤]


طرق الإصابة بمرض جنون البقر لدى الإنسان

يقسم المرض من حيث طرق الإصابة إلى 4 أنواع رئيسية، وهي كالتالي:[٣]


النوع ذو الانتشار المحدود

وهو النوع الأكثر شيوعًا، يحدث بسبب تغيرات غير طبيعية تطرأ على البروتينات الموجودة في الدماغ، فيتغير شكلها وتتحول إلى بريونات مسببة للمرض، وتحدث معظم حالات هذا النوع لدى الأفراد بين عمر (45 -75) عام، بينما تبدأ الأعراض ​​بين (60 -65) عام.


النوع المتغير

وهو النوع الذي ينتقل للإنسان عند تناوله اللحوم من الأبقار المصابة بمرض جنون البقر (خاصةً الأنسجة العصبية لهذه الحيوانات أي المخ والحبل الشوكي) أو عن طريق نقل الدم، ففي هذه الحالة تنتقل البريونات المسببة للمرض للإنسان من خارج جسمه، وقد تظهر أعراض المرض بعد فترة طويلة جدًا من الإصابة، قد تصل لأكثر من 10 سنوات.


النوع الوراثي

وهو حالة وراثية نادرة، تحدث بسبب انتقال الجينات التي تحمل الطفرات المسؤولة عن حدوث خلل في البريون في الدماغ خلال فترة البلوغ، وعادةً تظهر الأعراض للمرة الأولى لهذا النوع في بدايات سنّ ال50.


النوع العلاجي الأصل

وتعني انتقال العدوى من شخص مصاب بالمرض لشخص سليم بسبب الخضوع لجراحة باستخدام أدوات ملوثة بالمرض أي انتقالها من الأدوات الجراحية التي استخدمت أثناء جراحة الدماغ لشخصٍ مصاب دون تعقيمها أولاً، وهو أمر نادر الحدوث.


عوامل الخطر لمرض جنون البقر لدى الإنسان

إلى جانب أسباب الإصابة المذكورة أعلاه، من جراحات الدماغ بأدواتٍ غير معقمة، والعامل الجيني، فإنّ عوامل الخطر الأخرى تشمل التقدم بالسنّ، فغالباً تتطور البريونات مع تقدم السنّ، خاصةً بعد سن (60) تقريبًا، أما بالنسبة للأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي، فقد تتمّ إصابتهم خلال سنّ أصغر.[٤]


أعراض مرض جنون البقر لدى الإنسان

يؤثر مرض كروتزفيلد جاكوب على عدة مناطق بالدماغ، وتتشابه أعراضه مع أعراض حالات عصبية أخرى مثل الزهايمر، وتالياً أبرز الأعراض للمرض:[٥]

أعراض أولية

  • تغيرات سلوكية وفي شخصية الفرد.
  • الارتباك.
  • عدم القدرة على تنسيق الحركات والكلام.
  • مشاكل في الذاكرة.
  • الأرق.
  • الاكتئاب.
  • مشاكل في الرؤية.


أعراض تقدم المرض

  • الخرف التدريجي.
  • ذهول الشخص.
  • الرمع العضلي، وتعني حركات ورعشات لاإرادية.
  • صعوبات في الحركة والبلع والكلام.


أعراض المراحل النهائية للمرض

  • فقدان جميع الوظائف العقلية والجسدية.[٣]
  • الدخول في غيبوبة.
  • عدوى خطيرة وشديدة؛ مثل الالتهابات الرئوية.



في معظم الحالات تحدث الوفاة خلال عام واحد من ظهور أعراض المرض.




تشخيص مرض جنون البقر لدى الإنسان

لا يمكن تشخيص الإصابة بشكل مؤكد إلا بأخذ خزعة من نسيج الدماغ، ولكن نظراً لصعوبة استهداف النسيج المصاب بالعدوى في الدماغ، وخطورتها العالية، فلا يلجأ لها الأطباء في العادة، بل يتم إجراء اختبارات أخرى تشمل ما يلي:[٦][٣]

  • الفحص السريري للأعراض وقياس سرعة تقدمها.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي لجمع صوراً تفصيلية حول تغيرات الدماغ.
  • فحص البزل الشوكي، ويتم باستخدام إبرة طويلة ورفيعة جداً لسحب كمية من سائل العمود الفقري لفحص البروتينات.
  • إجراء تخطيط كهربائي للدماغ لقياس النشاط الكهربائي فيه.



في كثير من الحالات لا يتم تشخيص المرض إلا بعد الوفاة من خلال تشريح الجثة وفحص أنسجة الدماغ.




هل يمكن علاج مرض جنون البقر لدى الإنسان؟

لم يتمّ التوصل لعلاج للمرض، ويصعب إبطاء تقدم الحالة كذلك، لذلك يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض وإراحة المريض قدر الإمكان، فيتمّ إعطاء الأدوية التالية:[٧][٨]

  • أدوية تسكين الألم.
  • أدوية كلونازيبام وفالبروات الصوديوم المضادة للنوبات التشنجية، لتخفيف الرعشة (الرمع العضلي) والحركات الإرادية.
  • في المراحل المتقدمة، عندما يفقد المريض السيطرة على وظائفه الجسدية سيتمّ استخدام القسطرة لتصريف بول المريض، كما سيتلقى المغذيات بالوريد، مع الحرص على تحريكه باستمرار في الفراش لمنع التقرحات.[٩]


التدابير الوقائية العامّة للشخص الذي يعتني بشخص مصاب بالحالة

تشمل أهم الإجراءات الوقائية من المرض ما يلي:[٩]

  • غطي الجروح والكشطات الموجودة على الجلد.
  • ارتدي ملابس يمكنك التخلص منها.
  • ارتدي القفازات عند التعامل مع الدم أو سوائل الجسم.
  • استخدم واقي للوجه والعين، أو ارتدي الكمامة، لتجنب خطر تناثر السوائل الملوثة.
  • عقم الأدوات الخاصة بالمريض، أو المتواجدة بالقرب منه باستمرار.
  • استخدم أغطية الفراش المخصصة للاستخدام الواحد فقط واستبدالها، أو نقعها في محلول الكلور لمدة ساعة على الأقلّ.


المراجع

  1. "Creutzfeldt-Jakob Disease, Classic (CJD)", cdc.gov, Retrieved 29/12/2021. Edited.
  2. "Creutzfeldt-Jakob Disease Fact Sheet", ninds, Retrieved 6/1/2022. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Creutzfeldt-Jakob disease", nhs.uk, Retrieved 4/1/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "Creutzfeldt-Jakob disease", mayoclinic.org, Retrieved 29/12/2021. Edited.
  5. "Creutzfeldt-Jakob Disease Signs and Symptoms", .ucsfhealth.org, Retrieved 29/12/2021. Edited.
  6. "Creutzfeldt-Jakob Disease", .webmd.com, Retrieved 29/12/2021. Edited.
  7. "Creutzfeldt-Jakob Disease (CJD)", merckmanuals.com, Retrieved 29/12/2021. Edited.
  8. "Creutzfeldt-Jakob Disease Treatments", .ucsfhealth.org, Retrieved 29/12/2021.
  9. ^ أ ب "What is Creutzfeldt-Jakob disease (CJD)?"، medicalnewstoday.com، اطّلع عليه بتاريخ 29/12/2021. Edited.